الجمعة: 27/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

أوراق .. من القدس

نشر بتاريخ: 16/02/2014 ( آخر تحديث: 16/02/2014 الساعة: 20:37 )
بقلم :بدر مكي
الرياضة .. اذ تؤرق الاحتلال

مرة اخرى .. ولن تكون الاخيرة .. تخوض فلسطين معركة على الساحة الرياضية متمثلة بالانتهاكات الاسرائيلية للميثاق الاولمبي وقوانين الفيفا .. وتحدث اللواء الرجوب بمنتهى الصراحة عن ضرورة الاعتراف الاسرائيلي بالكيانية الرياضية الفلسطينية .. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي لم يسبق له مثيل، بمشاركة الاعلام المحلي والدولي .. ويعني الاعتراف بالكيان الرياضي .. ان فلسطين .. دولة يجب ان تعامل كغيرها من دول منظومة الفيفا والاولمبياد .. وهذا متطلب واستحقاق على الجانب الاسرائيلي .. عليه ان يؤديه .. والا .. !!

الكيانية الرياضية .. تعني ان فلسطين .. تستقبل الوفود من كافة دول العالم بحرية واريحية .. ويعني ان اللاعبين وغيرهم .. يتنقلون بحرية بين كافة مناطق السلطة الوطنية والعالم .. يعني ان نبني منشآتنا كما نريد .. ويعني ايضا .. عدم المساس بملاعبنا وحرمتها .. كما فعل الاحتلال حين اقتحم ملعب جبل الزيتون في مباراة للبراعم .. كما يعني عدم المساس بلاعبينا كما فعلوا باولاد حلبية من ابو ديس.

وما حدث مع جوهر وادم حلبية من نادي ابو ديس .. وقد كانوا عائدين لتوهم من التدريب، وفوجئوا برصاص ينهمر من جنود الاحتلال .. وخاصة على اقدامهم .. وكأنهم قصدوا هؤلاء الطارئين على هذه الارض .. ان يصيبوهم اصابات مباشرة في الاقدام .. وقد نهشت اجسادهم الكلاب البوليسية .. حتى لا يعودوا لممارسة هوايتهم المحببة .. هذه جريمة يندى لها الجبين .. ويجب تعميم ممارستهم هذه على كافة دول العالم .. حتى يتيقنوا ان هذا الكيان .. غريب عن ابجديات الروح الرياضية التي تؤمن بها مبادئ الفيفا والاولمبياد .. ويجب ايقافه عند حده .. وممارسته هوايته بالزعرنة والعربدة .. على مجموعة شباب عزل .. اصابهم التعب بعد حصة تدريبية .. وكانوا عائدين الى بيوتهم.

المفارقة .. ان هذا الكيان يريد ان يتم تطوير وتفعيل رياضتنا من خلالهم .. واذا كانوا اعترفوا ان ما يحدث هو من سلطاتهم السياسية .. فيجب ان تعاني حركتهم الرياضية كما نعاني نحن .. بابعادهم عن كافة الرياضات .. وكافة المحافل.

لن نكون وحدنا في هذه المعركة .. فقد طالبنا بتدخل العالمين العربي والاسلامي .. في شأن شرح معاناتنا للعالم .. وبالتالي المطالبة بمقاطعتهم وطردهم من كل المحافل الدولية .. واعتقد ان اوروبا بدأت تعي تماما ما يحدث في بلادنا .. وقد أخذت فعلا تقاطع مستوطناتهم .. فحري بنا ان نفعل المقاطعة على صعيد الرياضة .. وهذا يتطلب تضافر الجهود وبناء خطاب اعلامي موحد تجاه هذه الانتهاكات المقيتة والتركيز عليها بكل اللغات .. وحشد جالياتنا في كافة اماكن تواجدها لايقاف هذه الطغمة الحاكمة في تل ابيب .. عند حدودها ,, وهكذا تتحول لعبة كرة القدم في فلسطين الى شكل من اشكال النضال، تتحدى الاحتلال في كل الملاعب والميادين .. وهذا ما يؤرق الاحتلال .. لأن الرياضة باتت تسلط الضوء على كل ممارساته العنصريه.

العربي .. بيت صفافا
في سبعينيات القرن الماضي .. كانت مجموعة من اللاعبين .. الذين يمتازون باداء راق .. يصولون ويجولون في ملاعبنا .. وخاصة ملعب القدس العربية المطران .. كان هؤلاء اللاعبون .. من قرية بيت صفافا .. تحلق من حولهم .. جمهور الكرة الفلسطينية .. لفنياتهم العالية واخلاقهم الرفيعة واخلاصهم لبلدهم .. جاء العربي بيت صفافا .. ليؤكد على عروبة القرية .. وانتماء ابنائها لفلسطين .. اسوة بغيرها من القرى والبلدات .. ورغم محاولات الاحتلال .. لتقسيم القرية .. اثناء النكبة .. ولكنها بعد النكسة عادت موحدة .. كعادتها على قلب رجل واحد .. من العائلات الكريمة .. التي ارتبطت بالجذور ..

وهكذا اطل علينا فرسان العربي .. من اولاد السلمان وعليان وعبد ربه وابو دلو وبطاش والعمري وبدران .. وتعرفنا عليهم عن قرب .. عبد خليل، موسى اسماعيل، يوسف عبد ربه، كمال صبحي، محمد موسى، وصلاح عليان، ابو طافش، بولاريس، ابراهيم حسين وجمال صبحي وخالد طه ونبيل اسماعيل وعارف عزت واكرم محمد ومن بعدهم .. اولاد عودة (محمد ومحمود واحمد) ومحمد ابراهيم ويونس وصالح ومحمد خالد ومحمد عبد واخوانه ورياض اسماعيل وغسان سلمان ويوسف جاد الله ومراد عليان وسمير لافي ووجدي ابو دلو .. وبعد ان عاد العربي للحياة في عام 69، عبر الثلاثي موسى عزت وابراهيم ضباح وابراهيم صالح .. وكان العربي من مؤسسي رابطة اندية الضفة، عبر المرحوم صالح صبحي ابو زيدون.

وامتاز العربي بالدورة الرمضانية التي كان ينظمها تحت الاضواء الكاشفة، بمشاركة فرق في الغالب من القدس وبيت لحم والبيرة والخليل، وسط حضور لافت، ساهمت ادارة العربي في تحقيق النجاح والمطلوب لكافة البطولات .. كما ساهم العربي في اعادة النشاط الرياضي بعيد الانتفاضة الاولى.

وكان العربي مر بظروف صعبة .. ولكن ابناء القرية .. اصروا ان يكونوا مع كيانهم الفلسطيني بعيدا عن محاولات الاحتلال .. متمنيا ان يعود العربي الى سابق عهده .. وعلينا ان نقف جميعا مع ابناء القرية .. الذين يعتزون بفلسطينيتهم حتى النخاع .. وقد قدمت القرية العديد من ابنائها في قافلة الشهداء والاسرى والعديد من قادة العمل الرياضي والوطني.

في بيت صفافا .. تشاهد الوجوه السمر المجبولة .. بحب الارض .. وشجر الزيتون .. انهم احباب الله على الارض.