السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

جماهيرنا الرياضية .. رفقاً بنا

نشر بتاريخ: 17/02/2014 ( آخر تحديث: 17/02/2014 الساعة: 18:52 )
بقلم : سحر ابو عرار
اعلام اللجنة الاولمبية
مما لا شك فيه ان الداعم الاول لرياضتنا الفلسطينية بجميع اشكالها .. هو ذلك الجمهور الذي يقف خلف الاندية ولاعبيها .. ويشكل الحافز الاول الذي يدفع هؤلاء اللاعبين للقيام بواجبهم الرياضي والوطني .. والجميع يعلم ان ما يتحلى به هذا الجمهور من اخلاق نبيلة وثقافة رياضية غنية ينعكس ايجابيا وبشكل كبير على تطور الرياضة والاداء الرياضي ..

فنحن نحكم احيانا على مدى اهمية بعض المباريات وقوتها من خلال الحشد الجماهيري المتواجد في الملاعب والصالات الرياضية .. وكما ذكرت سابقا فإن التواجد الجماهيري الكبير يساعد في اغلب الاحيان على رفع مستوى الاداء والمنافسة بين الفرق الرياضية.

وهنا لا بد أن نقف امام هذا الجمهور الذي أصبح جزءا مهما من هذه المنظومة الرياضية، وأخص بذلك الجمهور الاكبر .. جمهور المستطيل الاخضر .. الذي وبالرغم من اعتباره فاكهة الملاعب واللاعب الثاني عشر في الفريق .. الا اننا في بعض الاحيان اصبحنا نرى تجاوزات تمس بالتطور الذي تشهده الساحة الرياضية، ولا يمكن التغاضي عنها .. فالتعصب الكروي الذي نشهده في بعض المباريات والشغب الذي يحدث والاعتداءات وان كانت من فئة قليلة أصبحت تسيء لكل من له علاقة في هذا المجال .. فهذا لا يسيء فقط للاعبين بعينهم أو مدربين أو جهاز فني بل اكثر من ذلك .. فقد أصبح يسيء لعائلات هؤلاء، ولأصحاب الهمم الذين يسعون للارتقاء بالرياضة والتقدم بها .. ومن غير الممكن لأي فلسطيني أن يقبل هذا بأي شكل من الاشكال.

وهنا لا بد لأصحاب الكلمة أن يتخذوا موقفا من هذا، وأن يكون لهم دور فعال في نشر التوعية بين الجماهير .. وأخص هنا الاندية ذات الجماهيرية الكبيرة التي تشكل مؤثرا كبيرا لجمهورها.

نعم قد يقول البعض أن هذا التعصب موجود لدى اعظم الدول .. ولا يمكن ان ننكر ذلك .. ولكننا ايضا نسعى لأن نكون أصحاب ثقافة واخلاق قبل أي شيء اخر .. لذلك لن نقبل بمثل هذا التعصب في ملاعبنا التي يعتبرها البعض بيته الثاني .. وفي مجتمعنا الذي تعود دائما على الروح الرياضية وروح الاخوة والمحبة .

ويجب أن نتحلى بالثقافة الرياضية الصحيحة، التي تجعلنا ندرك تماما بأنه رغم الاختلافات السياسية والحزبية، الا ان هذا لم يقف عائقا امام الرياضة التي استطاعت ان تجمع الارواح الفلسطينية على هدف واحد وشعار واحد واسم واحد هو "فلسطين" .. ويجب ان يكون شعارنا الاوحد دائما وابدا هو "الرياضة تجمعنا ولا تفرقنا".

وهذا ما نراه بكل وضوح عند مشاركة منتخباتنا الوطنية في المحافل الدولية .. فبتلك اللحظة تتلاشى اسماء الاندية واللاعبين، ولا نذكر سوى هتافات الجمهور لذلك الاسم الذي يلعب الجميع بروح واحدة من أجله .. اسم وطننا الحبيب "فلسطين".
لذلك من واجبنا ان نطلب من اولئك الذين يشكلون قاعدة الرياضة وزينتها وفاكهتها، ان يتحلوا بالاخلاق والشهامة الفلسطينية التي تعودنا عليها .. والاهم من ذلك ان يحافظوا على شرف وكرامة العائلات الفلسطينية التي أصبحت تتعرض للانتهاك في الملاعب بسبب التعصب الاعمى لبعض الفرق أو الاندية.