د.عيسى: الاستيطان صراع ديني ايديولوجي سياسي مبرمج ومخطط له
نشر بتاريخ: 19/02/2014 ( آخر تحديث: 19/02/2014 الساعة: 11:03 )
القدس -معا - استنكرت الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات اليوم الأربعاء في بيان لها ما تشرع دولة الاحتلال تنفيذه من مشروع إستيطاني جديد مُراد تنفيذه في القسم الشرقي من حي وادي حلوة جنوب المسجد الأقصى المبارك تحت مسمى "مركز سياحة في معيان هيجيون في الحديقة الوطنية عير دافيد- في محيط أسوار القدس".
وقالت الهيئة أن هذا المشروع يأتي بعدما قامت بلدية الاحتلال بتسليم سبع عائلات في منطقة العين تبليغ بالمشروع الاستيطاني المنوي تنفيذه على أراضيهم، معتبرةً أن دولة الاحتلال بين الفينة والأخرى تتعرض لهذه البلدة، وأن هذا المشروع لا يعتبر الأول من نوعه حيث أنه سلطات الاحتلال الاسرائيلي كانت قد شقت وحفرت نفق في مدخل البلدة القديمة من القدس المحتلة من جهة حي وادي حلوة، وذلك في إطار بناء نفق للمشاة المستوطنين والسياح فقط، يربط بين البؤرة الاستيطانية 'مدينة داود' وساحة حي وادي حلوة المسمى "موقف جفعاتي"، تمهيداً لاقامة "مركز قيدم- الهيكل التوراتي".
كما استنكرت الهيئة في بيانها مساعي سلطات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة في الاستيلاء بشكل نهائي على فندق "كليف" في بلدة أبو ديس شرقي القدس المحتلة، بحجة أنه "أملاك غائبين"، رغم وضعها مقاطع اسمنتية كبيرة حول الفندق لوصلها في جدار الضم والتوسع العنصري، وعزله عن البلدة.
وأفاد الأمين العام للهيئة الاسلامية المسيحية الدكتور حنا عيسى أن "اسرائيل" تستخدم قانون الغائبين لمصادرة الأراضي بموجب قانون أملاك الغائبين لسنة 1950 الذي سن من اجل تهويد القدس، وهذا القانون ينص على أن كل شخص كان خارج دولة إسرائيل أثناء عملية الإحصاء التي أجرتها إسرائيل عام 1967، فإن أملاكه تنقل إلى القيم على أملاك الغائبين ويحق للقيم البيع والتأجير، وهذا ما حصل في العقارات التي تم الاستيلاء عليها من قبل الجمعيات الاستيطانية بالبلدة القديمة.
وأدان الامين العام د.عيسى قرار لجنة التخطيط والبناء في بلدية الاحتلال بالقدس، بناء برج لصالح الصندوق القومي اليهودي "كيرن كييمت"، وسط مدينة القدس، لنقل كافة مكاتبه الموجودة في مناطق مختلفة من مدينة القدس وتل أبيب وحيفا إلى البرج المكون من 15 طابقا ويقع بجوار فندق "شيراتون بلازا" في شارع الملك جورج. مؤكداً على أن "إسرائيل تعمل ليلاً نهاراً لجعل القدس العاصمة الأبدية لإسرائيل، يسيطر عليها أغلبية يهودية، كما وتهدف من وراء البناء المتسارع للمستوطنات والجدار العازل حول مدينة القدس الشرقية إلى استباق نتائج المفاوضات وتوطيد سيطرتها على البلدة القديمة وعلى معظم أحياء مدينة القدس الشرقية وبالتالي إحباط إمكانية أن تصبح القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، مشيراً إلى أن المستوطنات والأحياء الاستيطانية التي تنهش قلب المدينة المقدسة جميعها قامت على شريعة الغاب والعنجهية والاغتصاب، وإن المساس بالأراضي المحتلة بما فيها مدينة القدس جداً خطير، وكل ما تقدم عليه سلطات الاحتلال مؤخراً من اغتصاب للأراضي الفلسطينية المحتلة ترفضه كل الأعراف والقوانين والقرارات الدولية وتعتبره عدواناً إسرائيلياً صارخاً لا يمكن قبوله".
وفي ختام بيانها أكدت الهيئة أن الاستيطان أو السكن في البلدة القديمة أو القدس هو استيطان ديني ايديولوجي سياسي مبرمج ومخطط له منذ زمن بعيد، وعبر جميع الحكومات التي تعاقبت على هذه الدولة، وكما أن السكن في القدس اصبح محصور ضمن حدود ما يسمى بلدية القدس حسب الوضع والقانون الاسرائيلي. مشيرةً الى ان الاستيطان هو السيطرة العملية على الارض لتحقيق الاستراتيجية الاسرائيلية التي انتهجت فلسفة أساسها الاستيطان الاستعماري الاحتلالي التوسعي، للاستيلاء على الأرض الفلسطينية، بعد طرد سكانها بحجج وخرافات دينية وتاريخية زائفة، وترويج مقولة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض". من خلال عدوان متواصل أداته إرهاب الدولة، وغايته تهويد كامل فلسطين وترسيخ مفهوم ان المستوطنين جزءاً حيوياً من النظام الأمني الإسرائيلي، ولخلق حاله من التبعية بين الاحتلال والمحتل في مقومات الحياة كافة لمنع التوصل إلى تسوية إقليمية فلسطينية إسرائيلية تسمح بإقامة كيان فلسطيني ذي ولاية جغرافية واحدة متواصلة.