افتتاح اول مركز للتدريب التكنولوجي في فلسطين

رام الله- -معا - افتتح رئيس الوزراء رامي الحمد الله ووزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات صفاء ناصر الدين اليوم الأربعاء، مركز التدريب التكنولوجي الحكومي الأول في فلسطين، والذي أنجز بتمويل من الوكالة الكورية للتعاون الدولي 'كويكا'، ونظم الحفل برعاية رئيسة من اتحاد شركات أنظمة المعلومات بيتا.

وجاء الافتتاح بمشاركة واسعة من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والوزراء والوكلاء والممثليات العاملة في فلسطين وممثلين من شركات القطاع الخاص وعددا من الموظفين في وزارة الاتصالات ومختلف الوزارات الحكومية.

وقال الحمد الله إن الحكومة تعمل على تكريس بنية مؤسساتية قوية وفاعلة، من خلال بناء قدرات المتخصصين في كافة المجالات، وخاصة قطاع تكنولوجيا المعلومات، وتدريب خريجي هذا التخصص عن طريق وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وإعدادهم لسوق العمل، ما يرفع كفاءة الكوادر العاملة في القطاع الحكومي، لزيادة الإنتاج والنهوض بالأداء لمواكبة عصر التكنولوجيا والمعلوماتية.

وأضاف أن افتتاح هذا المركز يساهم في استنهاض كل الطاقات في معركة التحرر الوطني والبناء الديمقراطي، ويعزز الشراكة الحقيقية والتعاون المثمر والبناء مع القطاع الأكاديمي ومؤسسات القطاع الخاص للارتقاء بأهدافه وضمان تحقيقها.

وقدم الحمد الله شكره للحكومة الكورية والشعب الكوري الصديق على دعمهم المتواصل للشعب الفلسطيني، ومساندتهم في جهود بناء الدولة الفلسطينية، وشكر الوكالة الكورية التي بادرت إلى تمويل هذا المشروع الذي يمكّن من الانخراط الفاعل والجدي في مجتمع المعرفة والمنفتح على التطورات التكنولوجية والالكترونية المتسارعة.

واكدت وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات صفاء ناصر الدين أن الوزارة وعبر انشاء مركز التدريب التكنولوجي الحكومي الاول في فلسطين تسعى الى تحقيق رؤيتها بإقامة مجتمع المعرفة والمعلومات يركز على رفع القدرات والكفاءات الفلسطينية من خلال تفعيل منظومة برامج التدريب المتخصصة وصقل المهارات التكنولوجية للمتدربين بما يوفر كوادر مؤهلة من القطاع العام وخرجي تكنولوجيا المعلومات الجدد على أعلى مستوى لتلبية احتياجات السوق ومواكبة آخر المستجدات في عالم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتمكين الخريجين من التأهل لدخول سوق العمل في هذا المجال وزيادة الانتاجية اضافة الى تقديم تدريبات تدعم أتمتة المزيد من الخدمات الحكومية وتقديم خدمات عبر الأجهزة الخلوية والذكية، مشددة على دور المركز في دعم توجه الحكومة في تنفيذ مبادرة الحكومة الإلكترونية والتي قطعت شوطا كبيرا على مدى أربع سنوات.

وأشارت أن أحد أهداف إنشاء مركز التدريب الحكومي في فلسطين هو رفع كفاءة الكادر الحكومي ليلحق بركب التطورات العالمية من خلال التدريب على الاستخدام الأمثل لتكنولوجيا المعلومات، مبينة أن المركز يحتوي على 8 قاعات تدريبية مجهزة بأحدث الوسائل التكنولوجية المستخدمة في التدريب ضمن أعلى المواصفات.

وأوضحت أن الوزارة عقدت أولى شراكاتها مع ديوان الموظفين العام بعدد من الدورات التدريبية لأكثر من مئة كادر من الحكومة يقوم بتدريبهم كوادر وطنية بالتعاون مع ست خبراء تدريب لمدة شهر كامل وبعدها يستكمل التريب بواسطة كوادر فلسطينية، وبينت أن البرامج التريبية يعتبر مقدمة الى المفاهيم النظرية لأمن المعلومات والحكومة الإلكترونية وأنظمة الخوادم ويندوز وأساسيات نظام اللينوكس وقواعد البيانات والتصميم والتحريك وبرمجة تطبيقات الهواتف الذكية العاملة على نظام أندرويد.

وقالت أن هذه الدورات جاءت لمساعدة وتطوير وتشغيل الكوادر التي تتسم بالكفاءة والخبرة من أجل توافر الإمكانات المطلوبة والنهوض بالخدمات الحكومية والاستغلال الأمثل لأدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بما أحدثته من تغيير جوهري شامل لنمط الحياة ومستوياتها.

واعتبرت الوزيرة أن الوزارة أضافت انجازا لقائمة الانجازات الحكومية على الصعيد التنموي والبنى التحتية ممثلا بافتتاح هذا المركز والذي يسعى الى إتاحة كافة الموارد الممكنة والعمل على تنمية مهارات الافراد ومعارف أفراد المجتمع، حيث ستقوم الوزارة بتحضير النظام الداخلي المالي والإداري لمركز التدريب التكنولوجي وإبرام الشراكات لتلبية الاحتياجات المستقبلية ليواكب تطلعات الشعب الفلسطيني الى مستقبل جديد في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

من جانبه، قال السفير الكوري سونجون يو، إن هذا المشروع تم العمل عليه بعد زيارة الرئيس محمود عباس لكوريا الجنوبية عام 2003، والذي أعرب خلال زيارته عن أهمية إنشاء مركز تدريب تكنولوجي في فلسطين، آملا أن يحقق المركز النجاح المنشود.

وقال ممثل 'كويكا' في فلسطين يونغ وو كيم: 'منذ أكثر من ثلاث سنوات قمنا بالتعاون مع الوزارة وشركةTMT لإطلاق المركز كثمرة تعاون فلسطيني كوري.

وأعرب عن أمله في أن يتعاظم عمل المركز ويربط فلسطين بالتكنولوجيا العالمية، التي تساهم في النهوض بالاقتصاد الفلسطيني، مؤكدا دعم 'كويكا' وبلاده للتنمية الفلسطينية، مشيرا إلى أن المركز سيسهم في التدريب التقني في فلسطين.

وأعلن رئيس ديوان الموظفين العام موسى أبو زيد، عن نية الديوان إطلاق خدمات الديوان عبر الهاتف المحمول بالشراكة مع وزارة الاتصالات، مشيرا إلى سعي الديوان لإصلاح الخدمة المدنية في فلسطين، والتي تساهم في تحسين الوضع الوظيفي، وتعود بالأثر الايجابي على الخدمة المدنية، معتبرا أن التدريب مكون رئيسي في تحديث وتطوير عمل المؤسسات وفقا لاحتياجات الدولة.

وأضاف أن الديوان أخذ على عاتقه أن يبدأ بالمشاريع الصعبة، ونفذ جداول التشكيلات الوظيفية بعد 20 عاما على قيام السلطة الوطنية. وقال إن إنجازات الديوان تسجل أيضا للوزارات والمؤسسات الشريكة التي أنجحت عمل الديوان ضمن منهجية عمل فعال لتحقيق ما هو أفضل لشعبنا.

وأشار أبو زيد إلى ضرورة الولوج للعالم الرقمي والاستعداد وتطوير الإمكانيات الفلسطينية على مواكبة المتغيرات التكنولوجية في العالم.

يذكر أن وزيرة الاتصالات أطلعت رئيس الوزراء على مرافق المركز من خلال جولة داخل غرف التدريب وشرحت له أهم التقنيات التي تستخدمها الوزارة في التدريب، كما قدمت الوزيرة دروع تكريمية لجميع المساهمين في انشاء وبناء هذا المركز وعرض من خلال مركز التدريب معرضا للصور يبين أهم مراحل وتجهيزات المبنى الجديد.