الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

رائحة كريهة تصدر من المدرجات!!

نشر بتاريخ: 20/02/2014 ( آخر تحديث: 20/02/2014 الساعة: 18:57 )
بقلم : عبد الرحيم أبو حديد

منذ الأزل ومن يعيش في فلسطين هو إنسان مستهدف بكافة الأشكال لسبب بسيط وهو أنه يعيش على ارض التاريخ والجغرافيا ، واستمرار لسلسلة الاستهداف للوجود الفلسطيني طل علينا في منتصف القرن الماضي احتلال كان رمزا للقتل والتنكيل وفي مطلع هذا القرن أصبح رمزا للعنصرية بجدار يعزل الفلسطيني عن أرضه وعن شعبه .

لكن الداء الذي مورس ضد الشعب الفلسطيني أصبح يمارسه البعض ضد أبناء شعبه في ارتباك أخلاقي يسيطر عليهم لأنهم لا يدركون ما هو المعنى الحقيقي لكلمة فلسطيني.

ويتجلى هذا المشهد على المدرجات الرياضية في مباريات تذهب إليها عناصر اللعبة جميعها من جمهور ولاعبين وحكام ومتبعين وصحفيين من اجل الترفيه عن النفس والاستمتاع والخروج من ضغوط الحياة التي أرهقت العقول والأبدان ، وفي ظل هذه الأجواء تصدر روائح كريهة من بعض الأفواه التي تتلفظ بألفاظ عنصرية تنم عن تربية اجتماعية سيئة ورديئة الجودة من اجل ماذا ؟ من اجل مباراة كرة قدم !! فمن يتلفظ بتلك الألفاظ لم يأتي لكي يستمتع بمباراة ولا يشاهد فنيات كروية وإنما جاء ليمارس حماقة فكرية وتربوية .

كل ذلك ربما نستوعبه ونستنكره ولكن الغريب جدا عندما يبدأ مثيري العنصرية بإطلاق ألفاظهم الرديئة فيردد خلفهم الآلاف من الجمهور تلك الألفاظ . وهذا يعني ان المعظم مصاب بداء العنصرية ، فكم هو مخزي شتم أهل مدينة او قرية أو مخيم ، كم هو مقرف الحديث في أعراض اللاعبين والحكام ووصفهم بأوصاف لا تعبر عن تاريخ شعب قدم كل أشكال التضحية من اجل التحرر من العنصرية .

من المسؤول ؟
المسؤولية بديهيا هي مسؤولية اجتماعية وثقافية ، ففي حياتنا اليومية تمارس العنصرية بكل أشكالها في المعاملات التجارية والخدمات الحكومية والمؤسساتية التي تقدم على أساس عنصري والعلاقات الاجتماعية كالزواج مثلا ، والحل الوحيد للعنصرية من وجهة نظري هي أن ينظر كل إنسان إلى نفسه ويقيمها ويعمل على إصلاحها ، وبعدها لن يجد الوقت لكي يمارس العنصرية .

رياضيا
أما رياضيا فالمسؤول عن ذلك هو الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بدرجة أولى لأنه وبكل صراحة لا يوفر عقاب رادع للممارسات والهتافات العنصرية ،فمن الملح بالأمر أن يكون هناك عقوبات رادعة بحق أي إنسان أساء لأي شخص طبيعي او معنوي ، ولو أقيمت كل مباريات الدوري بدون جمهور فذلك ارحم بكثير من تعزيز ثقافة العنصرية على المدرجات ، صحيح ان الجمهور فاكهة الملاعب ولكن الفاكهة ربما تتضرر اذا لم يتم اجتثاث عناصر التعفن بها وإلا أصبحت كلها فاسدة وعفنة .

أما الجهة الثانية التي تتحمل المسؤولية هي إدارات الأندية ، وحقيقة هي لا تعمل على ضبط جماهيريها وحثهم على التشجيع النظيف ،و لا أريد أن أقول هي تمارس العكس ، ولكن على كل نادي أن يدرك فكرة واحدة وهي أن الرياضة هي للمتعة وتعزيز العديد من العادات السليمة .

أما الجهة الأخرى فهي روابط المشجعين لان عليهم واجب كبير في تثقيف المشجعين لأنهم هم من يتصلون مباشرا بالجمهور.

لم أكن ارغب الكتابة في هكذا الموضوع ولكن الأمور أصبحت لا تطاق ولا تغتفر فمن يريد التطور عليه مواجهة المشكلة وعدم إخفائها لكي يستطيع إيجاد الحلول المناسبة
وبصراحة بما أننا نحمل هذه الكمية من العنصرية فلدينا الكثير الكثير من الوقت لتحقيق ادني أهدافنا الرياضية والوطنية.