الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

أبو ليلى: وظيفة الإطار جعله مرجعية بديلة لقرارات الشرعية الدولية

نشر بتاريخ: 21/02/2014 ( آخر تحديث: 21/02/2014 الساعة: 12:36 )
طولكرم - معا - قال قيس عبدالكريم (أبو ليلى) نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن الأمريكيين لن يقدموا خطة الإطار للموافقة على ما جاء فيها بل لقبولها كأساس للتفاوض مع إمكانية وضع التحفظات عليه من كلا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، الأمر الذي سيعيدنا لتكرار ما حدث في خارطة الطريق، وضعنا حينها تحفظاتنا، ووضعت اسرائيل تحفظاتها كذلك، لكن ما طبق على الأرض هي التحفظات الإسرائيلية وبقيت تحفظاتنا حبراً على ورق، وذلك بسبب موازين القوى.

جاء ذلك في ندوة حول المفاوضات والخيارات الفلسطينية البديلة كانت قد نظمتها الجبهة الديمقراطية في قاعة مركز واصل في بلدة عنبتا إلى الشرق من طولكرم على شرف انطلاقتها الخامسة والأربعين، بحضور محمد سلامة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية وأعضاء اللجنة المركزية سليم استيتي وسفيان بركات وندى طوير، ورئيس بلدية عنبتا ثابت عمر، وحشد من اهالي البلدة واعضاء ومناصري الجبهة الديمقراطية.

وأكد أبو ليلى أن وظيفة الإطار الأساسية هي جعله مرجعية بديلة عن قرارات الشرعية الدولية للمفاوضات الجارية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وربما أية مفاوضات تليها، ما يؤدي بالضرورة بعد شطب المرجعية الدولية واستبدالها بالإطار إلى تمكين سيطرة إسرائيل أكثر، وخصوصاً أن التنازلات التي قدمها الجانب الفلسطيني والتي أبرزها الرئيس محمود عباس في لقائه مع الطلبة الشباب الإسرائيليين في مقر المقاطعة برام الله فتحت شهية الإحتلال للمطالبة بالمزيد كما أشار الرئيس في ذات اللقاء.

وأشار الى أن الخروج من هذا المأزق التفاوضي بعد كل هذه التنازلات التي لم يستجب لها الإحتلال حتى يكمن في العودة إلى نقطة الصفر، وهي تعني بالنسبة لنا كفلسطينيين العودة إلى قرارات الشرعية الدولية كمرجعية وأساس للتفاوض، وأن علينا كفلسطينيين التوجه إلى المفاوضات فقط عندما تكون واضحة المعالم وتؤدي إلى حلول، مستندة إلى أسس واضحة وليس إلى إملاءات، وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية، وهذه هي المبادرة التي تقدمت بها الجبهة إلى القيادة الفلسطينية .

واشار إلى أن هناك ما يمكن أن يدعم تحويل هذه المبادرة إلى واقع في ظل الوضع الدولي الراهن وانتهاء معادلة القطب الواحد الحاكم في العالم ، ووجودنا في المنطقة الأكثر حساسية في العالم وهي منطقة الطاقة التي يعيش عليها العالم ، لذا يتوجب علينا دعم هذه المبادرة بخطوات وليس فقط بمناشدات إذا ما حسمنا إرادتنا السياسية ووحدناها ، بالتوجه للمجتمع الدولي ومطالبته بتجريم الاستيطان باعتباره انتهاكاً للقانون والمعاقبة عليه على الأقل بما أقره الإتحاد الأوروبي من جانب واحد بمقاطعة اسرائيل اقتصاديا وثقافيا وأكاديميا إذا لم تتراجع عن الإستيطان ، واستخدام السلاح الفتاك على حد تعبيره بالتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة اسرائيل وقادتها على ما ترتكبه من جرائم حرب ضد أبناء الشعب الفلسطيني ، مشيراً إلى أن عدم استخدام هذا السلاح سببه وجود تقدير مسبق أن سلوك الطريق الذي تسلكه القيادة الفلسطينية الآن في المفاوضات قد يكسبنا رضا الجهة الراعية للمفاوضات (أمريكا) عسى أن تنصفنا ، وهذه سياسة ثبت عقمها بالدليل القاطع .

وأكد أبو ليلى أن عملية تحويل العملية التفاوضية إلى معادلة متوازنة لا يمكن أن يكون دبلوماسيا وسياسيا فقط ، وإنما بتغيير موازين القوى على الأرض ، وذلك بأن يشعر الإحتلال أن وجوده على الأرض له كلفة وثمن باهظين، ولا يتم ذلك إلا من خلال تصعيد المقاومة الشعبية حتى تصل إلى إنتفاضة شعبية شاملة ، وهذه ليست مطالبة من الشعب الفلسطيني ببذل المزيد من التضحيات ، بل مطالبته للإنتقال لواقع أفضل ، مشيراً إلى أن هذا الأمر لن يتم إلى بمقومات على رأسها إنهاء الانقسام الذي يضعف الجميع ، ويضعف المقاومة بالتحديد ، وهو ليس نزاعاً على السلطة فقط ، بل على التمثيل الفلسطيني أيضاً، وأعاد أبو ليلى المبادرة التي تقدمت بها الجبهة الديمقراطية بشأن الانقسام إلى الأذهان ، والتي تقضي بتقديم حكومة هنية استقالتها إلى الرئيس أبو مازن يليها استقالة حكومة الحمدلله وتشكيل حكومة وفاق وطني من شخصيات مستقلة وأكاديمية وظيفتها التحضير والإشراف على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية تقوم على أساس التمثيل النسبي بمشاركة الجميع ، ليتمكن الشعب الفلسطيني من أخذ حقه في إعادة انتخاب ممثليه وإصلاح مؤسسته.

المقوم الثاني حسب ما تحدث أبو ليلى هو تعزيز صمود المجتمع الفلسطيني اقتصادياً ومعيشياً ، مؤكداً على أن الشعب الفلسطيني مستعد للجوع مرات ومرات ولكن بشرط أن يكون هذا الجوع على أساس عادل ، لا أن تكون الأموال والوظائف موزعة على فئة بعينها ، كما أشار إلى مقومات أخرى منها تقليص الإعتماد على التمويل الخارجي وإنهاء التفرد بإقرار السياسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وكما هو مطلوب من الجميع تحمل المسؤوليات فللجميع أيضا الحق بأن يكون شريكاً في القرار، وتوزيع العبء بشكل عادل ، ليجوع الجميع معاً أو ليخرج الجميع من هذا المأزق معاً أيضاً.

واختتم أبو ليلى حديثه بأن أمامنا طرق واسعة ومفتوحة لكننا بحاجة إلى إرادة سياسية جريئة للسير في هذه الطرق معاً وموحدين خلف أهدافنا .

كما ألقى رئيس بلدية عنبتا ثابت عمر كلمة هنأ فيها الجبهة الديمقراطية بعيدها الخامس والأربعين باسم المجلس البلدي وباسم اهالي البلدة قال فيها أن هذه الذكرى التي نحتفي بها مع رفاقنا في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين (فسيفساء العمل الوطني) هي ذكرى لانطلاق فصيل أساس في منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في الداخل والشتات ، لذا فإننا نتقدم باسمى آيات التهنئة لرفاقنا في العمل الوطني بمناسبة الانطلاقة في ذكرى الانطلاقة، الذكرى المعطرة بدماء الشهداء التي روت أرض الوطن لتستمر المسيرة نحو التحرر وبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس ، موجها التحية للأسرى خلف قضبان الإحتلال الذين انتصر صمودهم أمام جبروت السجان ، فكانت اسطورة المقاومة التي تمثلت في البطل سامر العيساوي ابن الجبهة الديمقراطية وكافة أسرى شعبنا الأبطال.