الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

سفيرنا لدى جنوب إفريقيا يرد برسالة على الصحفية سامية الزبيدي عبر معا

نشر بتاريخ: 21/02/2014 ( آخر تحديث: 21/02/2014 الساعة: 14:50 )
بيت لحم - معا - خص سفير دولة فلسطين لدى جمهورية جنوب إفريقيا، عبد الحفيظ نوفل، وكالة معا برسالة موجهة للكاتبة الصحفية سامية الزبيدي، تعقيبا على نشر مقالتها الموسومة تحت عنوان "سيادة الرئيس: هل لنا لقاء ؟" في زاوية أقلام وآراء على صفحة وكالة معا الإخبارية، يوم الخميس الموافق 20 ـ شباط ـ 2014م .. جاء فيها ما يلي:

ابنتي الكاتبة/ سامية الزبيدي "حفظها الله"

تحية الوطن وبعد ..
أكتب إليكِ لاحقا لمطالعتي مقالتكِ الموسومة تحت عنوان "سيادة الرئيس: هل لنا لقاء ؟" كي نقيم حجتنا على الإحباط، الذي صار نذيرا وبشيرا لمرحلة يجد الفلسطيني فيها نفسه، المتضرر الأول من كافة التآكلات التي تصيب محيطه العربي والإقليمي والدولي، دون أن يسعفه في ذلك إلا أن يؤكد تمسكه بأرضه ومبادئه وثوابته الوطنية. تماما كما تفعل قيادته، التي تقابل بكفها المخرز، رغم كل أنواع الضغوط التي تأتينا، من اتجاهات الريح الأربع، حفاظا على الهوية وما تبقى من الأصول التاريخية للوطن.

لست في معرض صب البلاغة، لتجميل الواقع الظالم لنا، ولست أيضا من المقتنعين (بالنضال الناعم)، عبر الشبكة العنكبوتية، الذي صار بكل أسف، بديلا لدى البعض في مجتمعنا عن العمل في دائرة الفعل المضاد للاحتلال، بذم الذات والتقليل من الإنجازات وتثبيط الهمم، والعزف على وتر النقد الداخلي حقا بباطل، انطلاقا مما يروجه الاحتلال، وبإغفال تام لموقفنا الفلسطيني الذي يستطيع أن يقول "نعم" أو "لا" وفق ما تمليه علينا المصلحة الوطنية الفلسطينية.

لا يحتاج السيد الرئيس ومن خلاله القيادة الفلسطينية، إلى من يدعوها للتواصل مع كافة قطاعات شعبها، ومن ضمنهم الشباب، الذين كانوا ولا زالوا عنوان كل مرحلة فلسطينية، في ذروة التحديات المتلاحقة، لأن قيادتنا هي إفراز طبيعي لحالة تواصل مع شعبها في الوطن والشتات. فيما لا يبدو النظر للقاء الطلبة الإسرائيليين، على أنه امتياز مفقود للطلبة والشباب الفلسطينيين في محله، كوننا أصلا حالة فلسطينية واحدة، يحكمها منطق وطني موحد، خلق الانقسام المؤسف، شرخا فيه، مما يحتم على الجميع لا سيما الكتاب والإعلاميين، قيادة المجتمع نحو تصعيد المطالبات لضرورة إنهائه ووأد حالة الاستحواذ التي تحاول مصادرة غزة، لصالح معادلة ليست فلسطينية على الإطلاق.

أما في مسألة استعداد العالم لإحياء أسبوع مناهضة الفصل العنصري، الشهر المقبل، فإنني أصحح لكِ أن المشاركين في تلك التظاهرة التضامنية البهيجة، يتعدون ال25 دولة بكثير، لأن الفعاليات التي ستنطلق عمليا من جنوب إفريقيا، ستكون موزعة في أكثر من 250 مدينة حول العالم، تحت عنوان (أسبوع الآبارتيد الإسرائيلي) وهو ما تشارك فيه دبلوماسيتنا الفلسطينية بكل إمكانياتها وطاقاتها، لأن هدف القيادة الفلسطينية هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على أراضينا المحتلة عام 1967م، بشكل كامل ونهائي، وبأدوات الشرعية الدولية، وبمزيد من التضامن وتضافر الجهود أينما كان ذلك ممكنا ومتاحا، في كل بقعة من هذا العالم، الذي يجب أن ينتبه لمعاناتنا عاجلا غير آجل.

وبهذه المناسبة، فإنني أدعوكِ بصفتكِ الشخصية والوظيفية، كصحفية وكاتبة فلسطينية، لحضور أسبوع الآبارتيد الإسرائيلي الذي تشارك فيه سفارتنا لدى جنوب إفريقيا، بين يومي 10 إلى 16 ـ آذار ـ 2014م، كما ستجدين الدعوة خلال قراءتكِ لهذه الرسالة على بريدكِ الالكتروني الشخصي، كي تكون فرصة لكِ مع ثلة من الإعلاميين والصحفيين الفلسطينيين المميزين، لنقل حجم التفاعل الرسمي الفلسطيني، مع هذه التظاهرة التضامنية الدولية، دبلوماسيا وسياسيا وتضامنيا، لعموم شعبنا الذي يجب أن يصل لقناعة أنه ليس وحده، في معركة إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة وتقرير المصير.

وتفضلوا بقبول فائق التقدير والاحترام

عبد الحفيظ نوفل

سفير دولة فلسطين لدى جمهورية جنوب إفريقيا