الأحد: 29/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

كاتب اسرائيلي: فكرة الدولة الفلسطينية انتهت وحماس اسقت ياسر عرفات من ذات الكأس الذي شرب منه الشقيري

نشر بتاريخ: 17/06/2007 ( آخر تحديث: 17/06/2007 الساعة: 21:51 )
بيت لحم - معا- قال الكاتب الاسرائيلي "جي باخور" في مقال نشرته صحيفة معاريف تحت عنوان " اعادة كتابة التاريخ " ان فكرة الدولة الفلسطينية قد تبددت في نهاية الاسبوع في دقيقة صمت .

الفكرة من ناحية ديمغرافية أو جغرافية لم تكن أبدا ذات مفعول وتبنتها محافل اسرائيلية واسعة في ظل التعب ببساطة اشترت الرواية الفلسطينية دون أن تُعمل الفِكر في القدرة على تحقيقها - ببساطة انتهت.

واضاف باخور "ان حماس لم تكن في اي يوم معنية حقا بالرؤيا الوطنية لـ م.ت.ف، ثمرة الخمسينيات والتحرر من الامبريالية الغربية لان الخلافة الاسلامية أثارت اهتمامها بقدر أكبر، ومع فرار فتح فرت ايضا رؤياها الوطنية ".

وقال الكاتب باخور عندنا "يحتفلون" بمهرجان الاكتئاب لاربعين عاما من "الاحتلال"، أي كيف تجرأنا على النصر في حرب الايام الستة. هناك معرض صور للاحتلال، كيف قمعنا الحركة الوطنية الفلسطينية، وكل قناة تنافس زميلتها في اعادة اختراع التاريخ من جديد.

هل هذا هو الحال حقا؟ ما هي الضمانة الوحيدة لمواصلة وجود الوطنية، الرسمية، او السلطة الفلسطينية؟ ما هو العامل الذي يمنع اليوم سقوط الضفة في يد حماس؟ من يحافظ على بقايا الوطنية الفلسطينية من الجيل الجديد من المتطرفين المتدينين السياسيين؟ انها اسرائيل لتي مجرد وجودها في الضفة الغربية يبقي الحركة الوطنية الفلسطينية على قيد الحياة ولو خرجت من هناك لانتهت القضية الفلسطينية مرة والى الابد وجرف التيار الاسلامي الضفة الغربية تماما مثل غزة انها الحالة الوحيدة في التاريخ البشري التي يبقي فيه الطرف "أ" على الحياة الطرف "ب"، الذي يقاتله، احتلال؟! قولوا منذ اليوم ، انقاذ الوطنية الفلسطينية، يا لها من مفارقة وحشية!.

كم من السهل اعادة كتابة التاريخ! وبالفعل، فان التاريخ الفلسطيني لنصف القرن الاخير، منذ نشوء حركة فتح في نهاية الخمسينيات في الكويت، يكتب الان من جديد على ايدي ذوي "لحى" في بزات سوداء وكأن شيئا لم يكن قائما قبلهم, عرفات؟ احد ما من التاريخ. م.ت.ف أعادت كتابة تاريخنا ضدنا: حرب التحرير، اللاجئين، الجرائم المزعومة. كيف تشعر حينما يفعل بها أحد آخر بالضبط نفس الشيء؟.

منذ الازل حرص الناطقون بلسان م.ت.ف الحديث عن "الشعب الفلسطيني" وأبدا ليس "الشعب اليهودي" او "الشعب الاسرائيلي"، لا سمح الله. فهم لم يعترفوا بهما ابدا، لا عرفات ولا ابو مازن. وهنا يتبين بأنه لم تكن أبدا رسمية فلسطينية أو وطنية كهذه فبأي غرور وبجاحة يتعاطى اليوم فلسطينيو الضفة مع "ابناء شعبهم" الفلسطينيين من غزة. بأي أسماء نكراء يدعونهم، على دعمهم لحماس. ليس شعبا واحدا، ليس رسمية وليس رؤيا مشتركة.

الخوف الاكبر لياسر عرفات كان أن يموت وهو غير ذي صلة، مثل الحاج أمين الحسيني وأحمد الشقيري الذين سبقاه في الكفاح الفلسطيني على أجياله. إرثي لن يمحوه بعدي، درج على القول، أنا بنيت وطنية فلسطينية، أنا صنعت التاريخ. بعد سنتين ونصفي من موته - هو الاقل ذي صلة في الشرق الاوسط، هو وإرثه. وما فعل هو لاسلافه، يفعله له بعده ورثته في القيادة الفلسطينية.