دلياني: الاحتلال يَبْتَز العالم بهدف شرعنة الاستيطان
نشر بتاريخ: 23/02/2014 ( آخر تحديث: 23/02/2014 الساعة: 10:29 )
القدس- معا - قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح و الامين العام للتجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة، ديمتري دلياني، أن حكومة الاحتلال تُسخّر كل طاقاتها لابتزاز العالم، بما فيه الشعب الفلسطيني، في محاولات تهدف الى شرعنة الاستيطان الاستعماري على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وشدد دلياني أن دولة الاحتلال تبتز العالم على أساس رشق اتهامات "معادات السامية" على كل من ينتقد سياساتها، مهما خالفت هذه السياسات القوانين والاعراف الدولية وحتى أبسط مبادئ الاخلاق الانسانية، مؤكداً أن أصدقاء دولة الاحتلال ومنتقديها بدأوا يمتعضون من هذا الاسلوب الذي لم يعُد يرهب المجتمع الدولي كما تحب أن تراه دولة الاحتلال، لأنه بات من الواضح أنه أسلوب مُصطنع يهدف الى قمع المنتقدين.
ووصف دلياني هذه المحاولات بالهوَس السياسي الذي باتت بطريقة غير مباشرة وغير مقصودة تُغذي حملات المقاطعة الدولية للمستوطنات و حتى اسرائيل ذاتها. وجاء ذلك خلال لقاء نظمه التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة بالقدس ليلة أمس وضم عدد من المتضامنين الاجانب وممثلي كنائس اوروبية.
وأوضح دلياني أن حملات المقاطعة الدولية التي تستهدف الاستيطان و ضعت حكومة الاحتلال أمام خيارين، الأول: إما تكريس الفصل بين دولة الاحتلال داخل حدود 48 من خلال الدفاع عن الاستيطان ككيان خارج حدودها وبذلك يكون اعتراف ضمني بحقيقة وضع الاستيطان اللاشرعي، او الخيار الثاني وهو: الدفاع عن المشروع الاستيطاني الاستعماري ومنشآته الاقتصادية كأنها جزء لا يتجزأ من دولة الاحتلال. وبما أن الايديولوجية الاستيطانية الاستعمارية المخالفة للقوانين الدولية هي التي تحكم دولة اسرائيل، فان نتنياهو وصبته الاستيطانية لجأت للخيار الثاني، وبدل من أن يساهم ذلك، بحسب مخططتهم، في مساندة المشروع الاستيطاني، بات يجر دولة الاحتلال الى المزيد من حملات المقاطعة التي انطلق بعض منها بهدف مقاطعة الاستيطان وأصبح لاحقاً، وبفضل قلّة الحِكمة الاسرائيلية، يقاطع دولة اسرائيل ومنشآتها الاقتصادية داخل الخط الأخضر.
وأضاف دلياني أن حملات الاحتلال لمجابهة المقاطعة لم تأتي بأية نتائج تكبح جماح حملات المقاطعة المتزايدة، وحتى أن بعض المواقف التي حقق الاحتلال فيها نتائج لصالحه بشكل مؤقت، أثبتت أنها على المدى البعيد تصب في صالح حملات المقاطعة.
وأعطى دلياني مثلاً على ذلك من خلال قضية رفض الممثلة الامريكية "سكارليت جوهانسون" التراجع عن التمثيل في دعاية لصالح شركة "صودا ستريم" التي تقيم مصنعاً لها في مستوطنة معاليه ادوميم، وكيف تنفس حُكام اسرائيل الصعداء حين عبّرت الممثلة عن تمسكها بالعمل مع الشركة الاستيطانية بمنطق سطحي أقرب الى الغباء منه الى التمعّن في التواطؤ في ارتكاب جريمة، الا أن هذه القضية وفضل الزَخَم الاعلامي الذي رافقها، خاصة في دوائر امريكية غير مُطلعة على قضايا الشرق الاوسط بشكل عام، زادت من عدد المهتمين والباحثين عن الحقيقة والتي هي بطبيعتها الى جانب الشعب الفلسطيني.