د. عيسى: التسامح الديني يقوم على مبدأ قبول الآخر باختلافه وتباينه
نشر بتاريخ: 23/02/2014 ( آخر تحديث: 23/02/2014 الساعة: 11:57 )
رام الله- معا - اعتبر الدكتور حنا عيسى - استاذ القانون الدولي، امين عام الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات إن مفهوم التسامح الديني يقوم على مبدأ قبول الآخر باختلافه وتباينه ولكن التسامح الديني في معناه العميق يرتكز إلى مبدأ فلسفي ديني وهو القول بالوحدة الكونية والإنسانية، بحيث هذا المبدأ يقبل بالفروقات والاختلافات الدينية والثقافية على إنها طرق أخرى في فهم الله والإنسان والكون.
وأضاف د.عيسى قائلا بان التسامح بهذا المعنى المذكور أعلاه ليس مساومة فكرية أو دينية كما انه بالمقابل لا يلغي الخصائص والمميزات الفريدة ولا يقفز فوق الفوارق الحضارية والدينية، انه الاعتراف الهادف بوجود التباينات، ومن ثم احترام هذه التباينات باعتبارها إثراء للوجود البشري ودعوة إلى التعارف والتثاقف.
وقال د. عيسى بان الشرط الأساسي للتسامح الديني هو المعرفة , معرفة حقيقية للذات وللتاريخ وللهوية ثم معرفة الآخر, تاريخا وثقافة وفكرا، لا يستقيم التسامح إلا على قاعدة المعرفة الرصينة , فالجهلاء لا يتسامحون ولا يتحاورون، ويضيف د.عيسى قائلا بأنه في المسيحية والإسلام الكثير مما يدعو ويؤسس لهذا المفهوم العميق للتسامح الديني , إن التقاء المسيحية والإسلام على تاريخ الإنسان بصفته خليفة الله على الأرض واعتباره كائنا حرا ودعوتهما إلى إنماء مشتركا على قاعدة العدل، إنما يشكلان منبعا ومصدرا لفكرة التسامح الذي يغتذي من مصدر الهي, يكفي للمؤمنين إذا إن يعيشوا ويلتزموا الكتب السماوية بصدق وإخلاص حتى يحققوا في واقعهم الحياتي اليومي ما تدعوهم إليه كتبهم المقدسة. أن تكون مسلما حقا آو مسيحيا حقا يعني أن تذهب في إيمانك إلى مقاصده العليا إلى الإعلاء من قدر الإنسان ورفض أي استغلال أو إقلال من كرامته ككائن مخلوق على صورة الله.
هكذا إننا في فلسطين نحمي قيم التسامح الديني عندما نتخذ من العيش المشترك منهجا في حياتنا، ونصون العيش المشترك عندما ندافع عن قيم التسامح الديني من خلال المنهج العميق للمسيحية وللإسلام يجرد الدين من ثقل التاريخ والتطورات النمطية المشوهة في المخيلة الشعبية ويقود المؤمنين إلى التزام الإنسان الفرد الحر بعيدا عن دينه ولونه وعرقه واصله.
لذا التسامح يعني اتخاذ موقف ايجابي، فيه إقرار بحق الآخرين في التمتع بحقوق الإنسان وحرياته الأساسية وحسب إعلان مبادئ التسامح الذي صدر عن اليونسكو " أن التسامح يعني الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثري لثقافات عالمنا ولأشكال التعبير وللصفات الإنسانية لدينا وبتعزز هذا التسامح في المعرفة والانفتاح والاتصال وحرية الفكر والضمير والمعتقد ..." هكذا فالتسامح ذلك يعني: الوئام في سياق الاختلاف وهو ليس واجبا أخلاقيا فحسب وإنما هو واجب سياسي وقانوني الأمر الذي يعني قبول وتأكيد فكرة التعددية وحكم القانون والديمقراطية ونبذ الدغمائية والتعصب.