الخميس: 10/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

أبو أحمد فؤاد يؤكد أن تحرير فلسطين يمر عبر البندقية أولاً

نشر بتاريخ: 23/02/2014 ( آخر تحديث: 23/02/2014 الساعة: 16:41 )
القدس - معا- أكد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد بأنه لا يمكن هزيمة الاحتلال الاستيطاني "الإجلائي العنصري" بدون حرب التحرير الشعبية طويلة الأمد، والتي في مقدمتها الكفاح المسلح، مشدداً على أن من يحاول إلغاء العنف الثوري كأسلوب نضال رئيس من نضاله ضد المحتلين، يؤبد وجود الاحتلال.

ودعا فؤاد في حوار شامل مع المكتب الإعلامي للشعبية وصل معا نسخة عنه لضرورة وضع سياسة وأجندة مقاومة فعالة للاحتلال وسياساته وعلى كل المستويات السياسية والكفاحية والإعلامية، "لأن العدو الفاشي الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة والمقاومة"، معتبراً أن تحرير فلسطين يمر عبر البندقية أولاً والأشكال الأخرى من النضال. حسب تعبيره.

وتطرق فؤاد في حواره إلى المؤتمر الوطني السابع للجبهة والذي عقد في ديسمبر من العام الماضي، معترفاً بأن تأخر انعقاد المؤتمر أدى لخلل طال العديد من مفاصل العمل، وأنه خلال الفترة ما بين المؤتمرين ظهرت سلبيات عديدة في جسم الحزب، إلا أن بعض الهيئات سجلت تقدم وإنجازات وتوسع حزبي خاصة في داخل الوطن المحتل.

وأفاد بأن التجديد حصل وطال الهيئات والأفراد، وقد أحدث تغييراً كبيراً في الجبهة، فقد وصل هذا التجديد في الهيئات إلى 65% تقريباً.

وحول البرنامج السياسي الذي أقره المؤتمر أكد مبدأ تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني، وإقامة إقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية وعاصمتها القدس، مشيراً بأن النظام الداخلي أكد على تعزيز الديمقراطية الداخلية للجبهة، وهيئاتها المختلفة، وفي المسألة النظرية، فقد أكد المؤتمر على تمسك الجبهة بالنظرية العلمية الماركسية.

وأقر أبو أحمد فؤاد واعترف ببعض التقصيرات للجبهة، وأخطائها ليس فقط في المؤتمرات، بل أيضاً في الهيئات المختلفة وهو ما سيتم العمل على معالجتها، وأهمها عدم قدرتها على تطوير وتصعيد الفعالية العسكرية ضد "العدو الصهيوني"، رغم حجم الصعوبات والتعقيدات التي يواجهها هذا المجال النضالي الأساس والرئيس في حزبنا، بالإضافة لعدم قدرة الجبهة على الدفع بمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية خاصة اللجنة التنفيذية، بتبني سياسات الجبهة، لا سيما المطالبة بوقف المفاوضات مع اسرائيل، أو إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية، فضلاً عن إخفاقها في تحقيق نتاج كبيرة في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني في عام 2006 وهذا يعتبر خللاً كبيراً وتقصيراً، بالإضافة إلى عدم نجاح الجبهة برأب الصدع في الساحة الفلسطينية رغم كل مبادراتها وجهودها على هذا الصعيد، وبقي دورها في حقل الرغبة والدعوات، وعدم تمكنها من استحصال حقوقها من منظمة التحرير الفلسطينية سواء المالية، أو غيرها في مؤسسات المنظمة، وعدم نجاحها في تشكيل نواة عمل قومي عربي جذري، علما بـأن المحاولة استمرت طوال فترة وجود الحكيم وبعد استشهاده، والذي سبق وأن أسس لعمل قومي هام، فضلاً عن تهالك الإنتاجية في المجال الثقافي، والدراسات، والأدبيات، وانعكاس ذلك سلباً على الجبهة.

وأضاف أبو أحمد فؤاد بأن فعل الجبهة في هذا المجال الهام، كان ينبغي أن يكون أكبر بكثير مما تحقق حتى الآن.

وتابع "أما الأمور الإيجابية التي تمسكت وما زالت بها الجبهة هو تمسكها بالثوابت على الصعيد الكفاحي ونجاح عمليات نوعية مثل قتل (زئيفي) وعمليات عديدة أخرى، وثانيا: المساهمة الفعالة في اتفاقيات القاهرة لإنهاء الانقسام الفلسطيني، والمساهمة الفعالة في التصدي لاعتداءات العدو المتكررة على غزة، وتمسك الجبهة الحازم، برفض سياسة الاقتتال الفلسطيني، والتصدي القوي لمثل هكذا سياسة".

وأكد على ضرورة استخلاص العبر والدروس من تجارب الجبهة السابقة، بما يدعم ويعزز دورها ونفوذها.

وأشار أبو أحمد فؤاد إلى أن العلاقة مع القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية سلبية لأسباب عديدة منها التفرد في القرارات، كما جرى الإشارة، وعدم احترام، أو الالتزام بقرارات الأغلبية من قبل القيادة المتنفذة، بمنطق "قولوا ما تشاءون، وأفعل ما أشاء"، بالإضافة لهبوط النهج السياسي وتهالكه والمعبر عنه راهناً بالمفاوضات والتي مضى عليها ستة شهور بدون جدوى، أو نتائج ملموسة، واستمرار الاستعداد من قبل القيادة المتنفذة للتعاطي مع مشروع جون كيري والذي يعتبر راهنا المشروع الأخطر والذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، فضلاً عن تهرب القيادة الرسمية المتنفذة من تنفيذ ما اتفق عليه في القاهرة خاصة بموضوع الانتخابات، أو إعادة بناء المنظمة، هذا رغم إلحاح الجبهة، ومبادراتها، وجهودها في ذلك.

وطالب من كل قوى التغيير والديمقراطية الدفع بالحالة الشعبية والجماهيرية لممارسة الضغوط لإحداث التغيير، مؤكداً بأن الجبهة تشكّل الخيار الوطني الديمقراطي وهو الخيار الذي يوسع دائرة الأمل والمستقبل أمام الشعب الفلسطيني.

واعتبر بأن "الجبهة تنظيم مقاوم خياره الكفاح المسلح في الصراع مع العدو، وصولاً إلى الخيار الديمقراطي التحرري، الثوري، والجماهيري في فلسطين ديمقراطية تحررية حرة، لذا من الطبيعي أن تكون في خندق المقاومة ومحور المقاومين شعبيا".

وانتقد القيادة الفلسطينية المتنفذة، مؤكداً أنه ليس من حقها التباهي بما يقدمونه من عروض، ومبادرات تزيد من تعنت السياسات الإسرائيلية، مؤكداً بأن هناك بديل لسياسات التنازل، والهبوط في التكتيك السياسي الراهن للقيادة الفلسطينية الرسمية والذي إن استمر قد يذهب بالحقوق التاريخية والشرعية والقانونية للفلسطينيين إلى الجحيم.

ودعا لضرورة توسيع خيارات الشعب الفلسطيني المقاومة للاحتلال بكل سبله، وصولاً إلى إحداث انتفاضة فلسطينية ثالثة، مؤكداً بأن واحد وعشرون عاماً من عمر أوسلو تؤكد أنها لا تخدم، ولا تساعد على تقدم قضيتنا قيد أنملة.

وأكد "الحاجة الماسة لتوسيع دائرة الأمل بالمستقبل، وليس التلهي في ردهات، كواليس المفاوضات العقيمة والعبثية والضارة"، داعياً اللجنة التنفيذية إلى إصدار بيان رسمي "تقف فيه أمام تصريحات عدد من القياديين الفلسطينيين الخارجة عن الإجماع الوطني، وعن قراراتها، معتبراً لقاءات أبو مازن مع الطلبة الإسرائيليين "تطبيع من قبل أعلى مسئول فلسطيني، ويأتي في سياق النهج السياسي الضار بالقضية الوطني, وبحقوق الشعب الفلسطيني، داعياً اللجنة التنفيذية أمام هذا الوضع وأمام التصريحات الأخيرة".