الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

يا حيف

نشر بتاريخ: 27/02/2014 ( آخر تحديث: 27/02/2014 الساعة: 19:03 )
بقلم : خالد القواسمي
ليس من المبرر لنا كشعب ثوري مكافح مناضل ومدافع عن أرضه وكرامته وحريته ويقدم التضحيات تلو التضحيات ويسقط منه الشهداء والجرحى يوميا واعتقل منه الألوف المؤلفة كي تبقى الهامة مرفوعة أن يمارس سلوكا يمس جوهر أخلاقنا ونحن من يفتخر بنا العالم بتضحياتنا وبعراقة ثورتنا ولكن كما يبدوا فقد البعض منا البوصلة والسبب مباراة كرة قدم هنا وأخرى هناك في جوهرها الاساس توحيد الجهود وتضافرها لتحقيق ما نصبوا إليه جميعا من وحدة وتكاتف لا التفريق بين أبناء الشعب الواحد وكما نأمل لها أن تكون عامل وحدة لا عامل تفرقه وهو ما سعى إليه اتحاد كرة القدم الفلسطيني بقيادة حامل اللواء جبريل الرجوب الذي وضع نصب أعينه مصلحة الوحدة الوطنية لتمر عبر كرة القدم وعبر الرياضة الفلسطينية لكن هناك من لا يروق له ذلك لغاية في نفس يعقوب .

نعم الجميع يدرك بأن العنف والشغب ظاهرة واسعة الانتشار في الملاعب الرياضية وليست بظاهرة حديثة لكن الجديد هنا هو تعدد مظاهر العنف والشغب وتغير طبيعته حيث أصبحت تتعدى حدود الملاعب الرياضية لتدخل كل بيت في الوقت الذي يخوض فيه اللواء جبريل الرجوب معركة شرسة ضد الاحتلال لوقف عدوانها على الرياضة الفلسطينية .

ما هي الحكاية في اعتقادي بان من يمارس هذا العنف وهذا الشغب إما جاهل أو معتوه وإما مشبوه له أهداف لتمرير مخططات مشبوهة لضرب النسيج الاجتماعي وضرب المشروع الوطني أما آن الأوان للضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه بالعبث بما أنجز من مكتسبات تحققت عبر الثورة الرياضية الحديثة .

وللأسف لا أضع اللوم هنا على جماهير الكرة إنما تقع المسؤولية بالدرجة الأولى على إدارات الأندية التي نشاهدها تغذي ظاهرة العنف من خلال انجرارها خلف فئة ضالة ومن خلال عدم تفهمها للمشروع الوطني إضافة إلى الإعلام الرياضي الهابط اللامسؤول وانجرار البعض منه لتحقيق ذاته من خلال الغمز واللمز والتدليس لهذا وذاك وانهماكه في التحشيد و التجييش لصالح فلان أو فلان ضاربا عرض الحائط بالمصلحة الوطنية وبمصلحة الرياضة الفلسطينية.

إن المتابع لساحتنا الرياضية المحلية وخاصة منافسات كرة القدم ومسابقاتها المختلفة يجد أن التعصب المقيت ارتقى إلى مستويات خطيرة لتصل لمرحلة تهديد تماسك المجتمع ووحدته وعلاقات الرياضيين وفي كل محفل كروي أصبحت ثلة من الغوغائيين ينجر خلفها المئات تهتف بعبارات عنصرية وكلمات سيئة في حق المنافسين لتصل في التشكيك بوطنيتهم وانتمائهم وصولا للإيذاء البدني وتخريب الملاعب والمنشآت وإثارة النعرات .

وما يعزز شعلة العصبية الرياضية ويصب نيران الفتنة بين أبناء الشعب الواحد انحدار فكر بعض المنتمين للإعلام الرياضي وكتاب رأي مفلسين ممزوجا بتحريض من يسمون بقادة العمل الرياضي في الأندية وغيرهم ممن يستهويهم حب الظهور والشهرة وان كانت على حساب الوطن ومصلحته الفضلى من خلال استخدامهم الاسقاطات الغريبة المسيئة والتشكيك والتحريض على لاعب هنا وحكم هناك وناد منافس وجمهور هنا ومسؤول هناك مما يثير الشارع الرياضي ويهدد بانفجاره في كل لقاء رياضي .

كل هذا أمر لا يمكن قبوله او التغاضي والسكوت عنه ويتنافى مع الثوابت الشرعية وقيمنا الوطنية وثقافتنا ومع الروح الرياضية فان ما يدور في وسطنا الرياضي من اصطفاف وتعصب معيب أصبح يؤثر على العلاقات الاجتماعية ويزرع الأحقاد ويتجاوز المعاني الحقيقية للتنافس الرياضي الشريف وهنا الكل مطالب بوضع حلول جذرية والعمل الجاد على استئصال آفة التعصب والشغب وتجريم كل من يتجاوز ويخدش التنافس ويثير الفتن ويغلب مصلحته الخاصة على مصلحة الوطن في وقت نحن في أمس الحاجة للتكاتف والتعاضد حول همومنا وتطلعاتنا .

فمن يتابع مواقع التواصل الاجتماعي وما يثار وما يدون عليها ويكتب من عبارات وكلمات تعبر كل بيت فلسطيني شيء مخجل ومؤسف يجب وضع حد له ولمن تسول له نفسه في اقتحام البيوت بكلمات تخدش الحياء العام .
فرفقا يا سادة بفلذات أكبادكم وفلذات اكبادنا ( إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فان هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا )
ويا حيف.