ديربي الخليل.. عندما تتحول المنافسة الى لطمية
نشر بتاريخ: 27/02/2014 ( آخر تحديث: 27/02/2014 الساعة: 17:53 )
بقلم : سامر أبو شرخ - اوسلو
لا تزال الصدمة حاضرة عقب مباراة الديربي بين فريقي شباب الظاهرية وشباب الخليل، التي جرت يوم الثلاثاء الماضي، والكل يجمع على أن كارثة حقيقية كادت أن تحدث بكافة المقاييس، البشرية والمادية والأخلاقية.
وبغض النظر عن الأسباب والدوافع، لحالة الشغب التي رافقت الدقائق الاخيرة للمباراة وما تلاها من أحداث، الا أن الجميع يشتكي ويعيش دور الضحية، رغم أن الامور واضحة وضوح الشمس، غير أن البعض لا زال يعترض ويشكك ويندب الحظ والتحكيم والاتحاد وكل شئ.
مشهد مرعب كان اقتحام بعض الجماهير لأرضية الملعب والاعتداء من قبلهم على حكم المباراة، ومحاولة الظفر بلاعبي شباب الظاهرية، والأكثر حزنا محاولة أحد اللاعبين للاعتداء على الحكم محمد بدير.
بعض الأصدقاء والمتابعين، وصفوا لي محاولة الجماهير كذلك لمزيد من الاعتداء على اداريي ولاعبي الظاهرية الذين لولا تدخل قوات الأمن في اللحظات الأخيرة، لكانت الكارثة.
ظاهرة شغب الملاعب ليست وافدة أو جديدة على الملاعب الفلسطينية، ولكن الغريب تحولها الى استراتيجية للبعض، والاصرار على أن ما جرى عقب المباراة المذكورة، تصويب لأخطاء الحكم (ان وجدت)، وكان لابد من من القصاص.
والمباراة الأخيرة بين فريقي الظاهرية وشباب الخليل، ليست الوحيدة التي رافقها احداث الشغب، بل كانت مجرد نموذج توصف حالة، تكررت مؤخرا بشكل ملفت، وخلالها تعددت مظاهر العنف والشغب، وأصبحت هذه الظاهرة تتعدى حدود الملاعب الرياضية , فالكثير من الجماهير الرياضية أخذت تتصرف بعد الفوز أو الخسارة بطريقة غير حضارية الاعتداء على الآخرين وإلحاق الأذى والضرر بهم أو بممتلكاتهم.
على أصحاب القرار في اتحاد كرة القدم الفلسطيني، الالتفات الى الأسباب التي دفعت جماهير شباب الخليل للتصرفات التي شاهدناها جميعا عبر شاشة تلفزيون فلسطين الرياضية، كالاستفزازات التي قام بها بعض اللاعبين وحالة الاعتراض الدائم ومنذ البداية على قرارات حكم المباراة.
لابد من رد حازم وقرارات رادعة بحق كل من أخطأ، وليتم من خلالها وضع حد لظاهرة شغب الملاعب، التي ان استمرت وتمادت ستقضي على انجازات وطموحات الكرة الفلسطينية.
ولعل الخطورة، في أن تتحول المنافسة الكروية الى مناسبات للفتنة وخلق أسباب للكراهية والتفرقة والعنصرية.
ولسوء الحظ بأن المباراة بين فريقي الظاهرية والخليل، جاءت في ذكرى حزينة ومؤلمة وهي مرور عشرون عاما على مجزرة الحرم الابرهيمي، التي ارتكبها المتطرف اليهودي باروخ غولدشتاين.
اعتقدنا وتأملنا أن تكون هذه الذكرى مناسبة لتجديد عهد الاخوة وشراكة المحبة الأخوية بين أبناء الشعب الواحد.
نتمنى أن توضع الحلول المناسبة لظاهرة شغب الملاعب، ويتصرف المعنيون من لاعبين واداريين وجماهير بمسؤولية أكبر ويتحلون بالروح الرياضية.