الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

باحث من الـ48: الحديث عن الاعتراف بيهودية الدولة بالون اختبار

نشر بتاريخ: 05/03/2014 ( آخر تحديث: 05/03/2014 الساعة: 09:39 )
رام الله- معا - قال باحث فلسطيني، من عرب الداخل ان ما تطرحه وتروج له الحكومة الاسرائيلية بدعوة الفلسطينيين للاعتراف بيهودية اسرائيل ، ما هو الا مجرد بالون اختبار يستهدف جس نبض وردات فعل السلطة الفلسطينية ودفعها لتقديم مزيد من التنازلات للجانب الاسرائيلي ، في ظل الحديث الجاري عن قرب التوصل لاتفاق او اطار حل نهائي للصراع بين الجانبين.

واستعرض د.مصطفى قبها، رئيس قسم الفلسفة والتاريخ والعلوم الاسرائيلية في الجامعة المفتوحة بتل ابيب ، خلال ندوة نظمتها هيئة المتقاعدين الفلسطينيين في قاعة النادي الارثوذوكسي في مدينة رام الله امس، الارهاصات والجذور التاريخية حول مفهوم "يهودية الدولة" والجدل الذي دار حول علاقة اليهودية بالقومية منذ المؤتمر الاول للحركة الصهيونية الذي عقد في سويسرا اواخر القرن التاسع عشر ، وكذلك تناول مواقف التيارات الصهيوينة بمختلف اتجاهاتها حول هذه القضية .

وذكر قبها بهذا الشان ان تيودورهرتزل – وهو من ابرز مؤسسي الحركة الصهيونية – ترك الباب مفتوحا ولم يحسم الموضوع ، الى حين عقد المؤتمر الصهيوني الاول والذي اتفق فيه على مبدء تسير عليه الصهيونية حتى اليوم وهو : نتنازل حتى نتعايش ، اي تتنازل التيارات القومية والدينية الصهيونية حتى تتعايش فيما بينها.
|268627|
وبين ان ثلاثة منطلقات كانت وراء هذا الاتفاق وهي : الواقع على الارض والوضع الاقليمي والدولي .

وتناول في سياق محاضرته التطورات التاريخية المحلية والاقليمية والعالمية التي حصلت في ظل ضعف عربي وفلسطيني وانحياز دولي شبه مطلق لصالح طموحات الحركة الصهيونية في بناء وطن قومي لليهود بفلسطين .

محذرا من ان التاريخ يعيد نفسه حاليا ، حيث يستغل الجانب الاسرائيلي الوضع وموازين القوى الراهنىة التي تميل بشكل شبه مطلق لاسرائيل لتمرير اوفرض " حل " دائم يعزز مكاسب الاحتلال ويحقق له المزيد منها ، مقابل تنازلات فلسطينية .

واكد بالقول انه بالرغم من اعلان اسرائيل نفسها كدولة ديمقراطية يتمتع كافة مواطنيهابنفس الحقوق ، الا ان التمييز واضح ضد العرب على اكثر من مستوى .

واشار قبها الى حالة من القلق تسود اوساط فلسطيني الداخل بسبب طرح موضوع يهودية الدولة ، مردفا ان هذا القلق مرتبط بان المفاوض الفلسطيني منذ اوسلو حتى الان لم يتطرق بالمطلق لموضوع عرب الداخل ، لافتا ان جزءا كبيرا منهم حوالي 25% يعتبر من اللاجئين او المهجرين الذي اضطروا لترك قراهم ومناطقهم والانتقال للعيش في مناطق اخرى داخل اسرائيل واكد بالقول ان مشاعر هؤلاء الوطنية والدينية تجاه القدس والمقدسات لا تقل عن اشقائهم الفلسطينيين في مختلف اماكن تواجدهم .

وقال نحن ننتظر موقف واضح من السلطة بخصوص هؤلاء ، وتابع ان تراجعا وتمييزا كبيرين ازداد ضدهم في الاونة الاخيرة ، وصل لدرجة المطالبة بنزع حقوق اكتسبوها خلال العقود المنصرمة وذكر ان نسبة الاراضي التي كان يملكها هؤلاء داخل اسرائيل تراجعت من 18% عام 48 الى 5% في وقتنا الحالي .

واكد في ختام حديثه ان نتنياهو يريد الابقاء على الوضع الراهن كما هو ، معربا عن تشاؤمه الكبير من امكانية الوصول لحل الدولتين .

ويشار ان الندوة التي شارك بها عدد كبير من اعضاء الهيئة والشخصيات السياسية والاعتبارية ، قد افتتحت بكلمة ترحيبية من علي عامر رئيس لجنة الاعلام والثقافة في هيئة المتقاعدين الفلسطينيين ، رحب فيها بالضيف ، مشددا على خطورة الاوضاع التي يمر بها شعبنا وقضيتنا وضرورة تضافر الجهود من اجل التصدي للمحاولات الجارية لشطب حقوق شعبنا .