السبت: 21/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الهباش: الرئيس أبو مازن يتعرض لضغوطٍ شديدة ولا تهمه حياته

نشر بتاريخ: 05/03/2014 ( آخر تحديث: 05/03/2014 الساعة: 18:35 )
رام الله- معا - "الرئيس أبو مازن رجل مؤمن بالقدر، وما يهمه ليس حياته، وإنما أن يحيى شعبه بعزة وكرامة"، بهذه الكلمات رد وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني الدكتور محمود الهباش، على التهديدات الإسرائيلية للرئيس محمود عباس، لدفعه على القبول بـ"يهودية الدولة".

وأوضح الهباش في تصريح اليوم أن "الرئيس عباس يتعرض لضغوط شديدة جدا، الهدف من ورائها إجباره على القبول بالرؤية الأميركية والإسرائيلية للحل"، مشددا على أن "هذا الأمر لن يكون".

وقال بهذا الصدد: "أبو مازن مصمم على التمسك بالثوابت الفلسطينية، ولا يمكن أن يقبل بأي حل يتجاوز الحقوق الوطنية"، مضيفًا: "لن نوافق على الاملاءات الإسرائيلية".

ولا يساور القيادة الفلسطينية شك تجاه التأييد الأميركي المطلق لـ"إسرائيل"، كما يؤكد الوزير الهباش، ليضيف في السياق: "نحنُ لدينا رؤيتنا، ولن يستطيع أحدٌ أن يفرض علينا ما لا نريد".

وتطرق الوزير الفلسطيني إلى ما يجري في مدينة القدس المحتلة، لافتًا إلى أن الأوضاع فيها في غاية الصعوبة والخطورة.

وأوضح أن "إسرائيل" تعمل بوتيرة متسارعة لتهويد مدينة القدس، والمسجد الأقصى المبارك، منبهًا إلى أنها تلجأ إلى عدد من الوسائل كـ: هدم البيوت، مصادرة الأراضي، منع البناء، تهجير المقدسيين وملاحقتهم وإبعادهم والتضييق عليهم، فرض الضرائب الجائرة، ومنع التواصل.

ودعا الهباش إلى خطوات عملية من شأنها التصدي للسياسات العدوانية الإسرائيلية المتصاعدة في القدس، كشد المسلمين الرحال إلى المدينة، ومسجدها الأقصى، الذي يشهد تكثيفًا في عمليات الاقتحام من قبل الجماعات الصهيونية المتطرفة.

ولفت إلى أن خطوة شد الرحال إلى القدس والأقصى، تشكل فضيلةً دينية، وإسنادًا سياسيًا، ودعمًا اقتصاديًا للمدينة وأهلها الصامدين في وجه الاحتلال، ومخططاته الخبيثة.

وبيّن الهباش أن الإسناد السياسي للقدس له وجوه ورسائل عدة، أولها تعزيز صمود أهلها وثباتهم على أرضهم، وثانيها رسالة لـ"إسرائيل" مفادها بأن المدينة ليست متروكةً، ولها أهل، وهي خط أحمر ليس للفلسطينيين وحدهم، بل للعرب والمسلمين في أرجاء العالم، وثالثها رسالة للمجتمع الدولي ومفادها بأن أي استقرار أو سياسات تتجاوز قضية القدس، ولا تتضمن السيادة الإسلامية والعربية والفلسطينية عليها، ستظل حلولًا أو سياسيات فاشلة، لن تقبل بها الأمة.

ولفت إلى أن هذه الخطوة تسهم بشكلٍ كبير وفاعل في دعم وإحياء مدينة القدس اقتصاديًا، مشيرًا إلى أن قرابة 80% من أهلها تحت خط الفقر.

وشدد الهباش على ضرورة كسر مخطط الاحتلال الإسرائيلية الهادف لعزلة مدينة القدس، من خلال مزيد من التواصل مع أهلها، مشيدًا في ذات الوقت بموقف الأزهر الشريف الذي دان انتهاك حرمة المسجد الأقصى، والاعتداء الهمجي عليه من قبل المستوطنين بالأمس.

وقال الهباش :"هذا الموقف يستند إلى فكر ووعي إسلامي، فالأزهر على مدى تاريخه الطويل حاضر ويسجل أنه الأكثر حرصًا على قضايا الأمة بشكلٍ عام، ومقدساتها وبالذات المسجد الأقصى بشكلٍ خاص".

وفي سؤاله عن فحوى زيارته للسعودية، ولقائه أمس في الرياض بالنائب الثاني لرئيس الحكومة الأمير مقرن بن عبد العزيز، أكد الهباش أنه "نقل رسالةً من الرئيس عباس إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز تتعلق بالوضع الراهن في القدس، ومستجدات العملية السياسية، ومعالم الموقف الفلسطيني تجاه الأفكار المطروحة للتوصل لحل، وتبادل الآراء حول القضايا ذات الاهتمام المشترك".