الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

اسرة تحرير صحيفة "هارتس" الاسرائيلية تدعو لسرعة الافراج عن مروان البرغوثي

نشر بتاريخ: 21/06/2007 ( آخر تحديث: 21/06/2007 الساعة: 17:09 )
بيت لحم -معا- دعت هيئة تحرير صحيفة "هارتس" الاسرائيلية في مقال افتتاحي الى اطلاق سراح المناضل مروان البرغوثي لمساعدة الرئيس الفلسطيني على مواجهة الظروف المستجدة بعد سيطرة حماس على قطاع غزة وفيما يلي نص المقال :

منذ خمس سنوات يقبع في سجن هداريم احد زعماء الشعب الفلسطيني ولقد حان الوقت لاطلاق سراحه ، لقد عمل مروان البرغوثي وعلى مدى سنوات لاقناع الاسرائيليين بضرورة انهاء الاحتلال وتنقل في مراكز الاحزاب الاسرائيلية واجتمع مع ساسة اسرائيليين يمثلون مختلف الوان الطيف السياسي في محاولة منه لمنع المواجهة القادمة الا ان جهوده فشلت واندلعت الانتفاضة الثانية توجه هو شخصيا باتجاه النضال العنيف ، وبعد اشهر من الاختفاء والعمل السري حاول خلالها التحدث الى المجتمع الاسرائيلي عبر وسائل الاعلام اعتقل البرغوثي في شهر نيسان 2002 ومثل امام المحكمة التي قضت بسجنه المؤبد لخمس مرات اضافة الى اربعين عاما اخرى .

وهناك شكوك كبيرة فيما اذا كان هناك منطقا سياسيا لاعتقاله ومحاكمته لكن لايوجد اي شك في جدوى اطلاق سراحه من الناحية السياسية خاصة وان البرغوثي قد عمل خلال سنوات اعتقاله ومن خلال الرسل على توجيه النضال الفلسطيني المسلح نحو الاعتدال وتقوية القيادة المعتدلة لشعبه .

مروان ابن الضفة الغربية التي لم تفارقه لحظة تجاوز حب المناصب والكراسي الذي ميز قيادة تونس وتحول الى قائد شعبي محترم ويحظى بتأيد الكبير في الضفة الغربية وبنسبة اقل في قطاع غزة .

لقد شهد التاريخ المعاصر بما في ذلك تاريخ اسرائيل الكثير من القادة الوطنيين الذين توجهوا نحو النضال العنيف واعتقلوا لسنوات طويلة وبعد الافراج عنهم قادوا شعبهم نحو الاستقلال عن طريق النضال السلمي مثل نيلسون مانديلا ونشطاء المنظمات اليهودية والان حان دور مروان البرغوثي لينضم لهؤلاء القادة وفي هذا الاطار وجب الثناء على وزير حماية البيئة الذي تحدث هذا الاسبوع عن ضرورة الافراج عن البرغوثي كذلك الوزير بن العازر الذي لم ينف الفكرة .

ان القيادة الفتحاوية المعتدلة تواجه هذه الايام ازمة خطيرة والمصلحة الاسرائيلية تستوجب تقويتها ومساعدتها حتى وان كانت هذه المساعدة متأخرة بعض الشيئ ولا يوجد شخص يستطيع مساعدة القيادة الفتحاوية مثل مروان البرغوثي وتعهدات رئيس الوزراء اهود اولمرت في واشنطن حول اتخاذ اسرائيل خطوات بعيدة المدى لمساعدة ابو مازن يجب ان تتجسد بالاعمال وليس بالاقوال فقط واطلاق سراح الاسرى هي الخطوة الاولى لمن اكد اتخاذ خطوات بعيدة المدى .

لقد كان من واجب الحكومة الاسرائيلية منذ زمن طويل مساعدة ابو مازن على الحكم وهذا الامر لا يتأتى الى من خلال منحه انجازات واضحة ليعرضها على ابناء شعبه وكان من شأن اطلاق سراح الاسرى بمن فيهم مروان البرغوثي ان يغير الاجواء السائدة بين اسرائيل والفلسطينين واثبات صحة الاقوال الاسرائيلية حول فتح افق سياسي وتعزيز معسكر الاعتدال .

ان موضوع الاسرى الذين امضوا فترات طويلة داخل السجون الاسرائيلية يعتبر موضوعا هاما ومن الدرجة الاولى للمجتمع الفلسطيني وكل زعيم ينجح في اطلاق سراح عدد كبير منهم سيحظى بتأيد واسع في الشارع الفلسطيني ومن المحظور ان تبقى اقوال رئيس الحكومة اولمرت فارغة المضمون وعلى وجه الخصوص الان ، حين وجدت فرصة تاريخية لاجراء مفاوضات مع قيادة فلسطينية معتدلة ، الان وغزة قد سقطت بايدي حركة حماس يجب عمل كل ما يمكن لانقاذ الضفة الغربية من ايدي المتطرفين والبرغوثي كزعيم يتمتع بحريته خارج اسوار السجن يستطيع المساعدة كثيرا في هذا المجال .