الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

فتيات "الهذالين" بين واقع صعب ومستقبل مبهم

نشر بتاريخ: 07/03/2014 ( آخر تحديث: 07/03/2014 الساعة: 23:17 )
الخليل - خاص معا - ما من عائق يثنيهن عن ترك مسيرتهن التعليمية، رغم بعد المسافات وجمود العادات والتقاليد المحيطة بهن، تبقى طالبات مدرسة الهذالين المختلطة الواقعة شرقي يطا عالما من التحدي والصمود أمام تحقيق حلم راودهن منذ نعومة اظافرهن.

"سأكمل تعليمي حتى وان اضطررت الى ركوب الماشية لأنهي مرحلة التوجيهي في مدرسة الصرايعة"، هذا ما بدأت به حديثها ورود اهليل ابنة الأربعة عشر ربيعا، فما أن ترى عيناك بعد المسافة التي تسيرها الفتيات مشيا على الأقدام للإنتقال بين مدرستي الهذالين والصرايعة من أجل كسب العلم والمعرفة تجعلك تضع نفسك أمام أسئلة أهمها، ما الذي يدفع طالبات عرب الهذالين للسير على الأقدام عشرات الكيلومترات متحملات حر الصيف وبرد الشتاء؟ هل هو طلب العلم نحو شق طريق النجاح؟ لتقول ورود "التعليم سيجعلني مميزة وسأتعرف من خلاله على المجتمع الخارجي وسأساعد نفسي وأهلي لذلك سأتحمل كل الظروف".
|269025|
فأن تكون من عرب الهذالين وأن تتحكم خصوصية المجتمع القبلي بواقعك المعيشي وطريقة حياتك لم تكن العائق الوحيد أمام ترك أغلب الطلاب لمدرستهم فللإختلاط الذي ولد الخوف النصيب الأكبر في تدني مستوى التحصيل العلمي لدى أغلب طلاب المرحلة العليا الممتدة من الصف السابع للعاشر، هذا ما أكده لنا مدير المدرسة بسام النواجعة، "بعض الطلاب يمتنعون عن الإجابة على أسئلة الأستاذ خوفا من الإستهزاء بهم من قبل زملائهم".

لكن الرغبة في التفوق والتعلم كسر جميع العوائق أمام ورود : "أنا سوف أشارك حتى لو اخطأت وحتى لو ضحك زملائي فأستاذي يشجعني"، هنا تبقى ورود قدوة للعديد من الفتيات فالطموح والنجاح بالنسبة لها لا يحده شيئا، متابعتا حديثها : "لن أحرم نفسي من التعليم بسبب زملائي ولن اخجل منهم".
|269023|
وعلى الرغم من تناقضات واقع الفتاة البدوية ما بين رغبتها في اكمال تعليمها وأن تصبح مؤثرة في مجتمعها وبين تخوفها من رفض أهلها لاتمام تعليمها لبعد المسافة تجعل عائشة يوسف الفقير احدى طالبات المدرسة تردد بصوت يملئه الخوف والخجل جملة : "ما في أمان، ما في أمان، لهيك ممكن أهلي ما يخلوني أكمل تعليمي"، لتختم حديثها بأمنية: "أنا نفسي أتعلم بس أهلي واقربائي رح يمنعوني".

"طلاب البدو أذكياء وهناك إمكانية كبير لتطويرهم"، هذا ما أشار إليه مدير المدرسة النواجعة، إلا أن الواقع فرض عليهم ظروف لم تكن بحسبانهم في يوم من الأيام، لتتفاقم الحواجز أمام بعضهم معزيين أسباب تركهم للمدرسة أو تراجع تحصيلهم العلمي إلى الأهالي، الذين يعتمدون في أعمالهم المنزلية وتربية المواشي على هذا الجيل الصغير، فما أن تنتهي الفتاة من الدوام المدرسي ليبدأ الدوام المنزلي معتمدة الطالبة في هذه الحالة على المعلومات التي يقدمها لها الأستاذ في داخل جدران الغرفة الصفية.
|269022|
فطبيعة المجتمع البدوي الفقير المليء بالعادات والتقاليد الجامدة، إلى جانب المعتقدات الخاصة حول تعليم الفتيات بشكل عام، وطبيعة خصوصية منطقة عرب الهذالين المهمشة والنائية، والتي حرمت من أبسط مقومات الحياة لتعيش حياة منغصة بالتعب والآلام، تعتبر من أحد الأسباب التي تحرم الفتاة من إتمام تعليمها المدرسي .ولكن هل ستبقى الفتاة البدوية وحدها من تدفع الثمن؟.

اعدت هذا التقرير: اسيل ابو فردة ضمن مشروع الاعلام الريفي الذي تنفذه شبكة معا|269021|