الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

التجمعات البدوية وخط الإتصال المفقود

نشر بتاريخ: 07/03/2014 ( آخر تحديث: 08/03/2014 الساعة: 02:16 )
الخليل- تقرير معا - أن تتنفس الهواء الطلق النقي في منطقة معزولة وبعيدة عن العالم المحيط، لا يكفي لتعيش بهدوء واستقرار وصحة جيدة، وأن تعيش بصمت قد يكون قاتل أحياناً دون معرفة ما يجري من حولك، بسبب عدم الإتصال أو عدم القدرة على الإتصال بالمناطق المجاورة والعالم؛ لعدم توفر شبكات الإتصال المناسبة والضرورية التي تتيح لك استخدام أي من وسائل التواصل الإجتماعي لزيادة ثقافتك ومعرفتك.

هو شعور يعجز التعبير عن وصفه.. فهل هناك كلمة بديلة لمعنى مأساة ذات واقع أكبر ومفهوم أعمق؟ لتعبر عن الواقع المرير الذي يعيشهُ أهالي سكان خربة (أم الخير ) وعرب (بدو) الهذالين في أقصى الشرق من بلدة يطا.

أهات وتنهيدات وتذمرات تسمعها في كل صوب وناحية قصص تروى تدمي القلب لقسوتها، كيف لا وهم يفتقرون لأبسط حقوقهم في الحياة على كل المستويات والصعد، فخطوط الإتصال مثلاً مفقودة وضائعة، لا مكان لا شكل ولا أساس لها من الأصل حتى.

فلا شبكة أرضية لخطوط الهاتف، فربما بعد المكان قد يكون السبب بحرمان تلك المناطق من هذا الحق، أو ربما تقصير من قبل الحكومة لعدم الاهتمام بالقيام بواجباتهم اتجاه تلك المناطق المهمشة والنائية، وذلك بتوفير أحد أبسط متطلبات عيشهم الكريم، أو على الأقل لتثبت دعمهم لتمسكهم بأرضهم وتشبثهم بها واصرارهم على الصمود في ظل قسوة الطبيعة من جهة، وممارسات الاحتلال السافرة من جهه اخرى.
|269046|
نعم... فأنا لا أنكر ملاحظتي لوجود بعض الهواتف المحمولة مع بعض الشخصيات التي التقينا بها أثناء زيارتنا للمنطقة إلا أنها في بعض الأحيان لا تفي بالحاجة عند الحاجة إليها، فالهواتف المحمولة هناك تحتاج أيضاً إلى تغطيه (الإرسال) من شبكات الإتصال لتتمكن من الإستفادة منها، فبعد المسافة يجعل من هذه المناطق مناطق خارج (التغطية).

فعلى سبيل المثال .. عند سؤالي لأحد المعلمين الذين يدرسون في مدرسة (ادقيقة الإبتدائية) ويدعى الأُستاذ (وائل طميزي) فيما لو حدث إصابة طارئة مثلاً مع أحد طلابك وكانت إصابة خطيرة وتستدعي سيارة الإسعاف لنقله الى المشفى، وكانت امكانيات المدرسة الأولية لا تستطيع السيطرة على حالته وليس هناك شبكات إتصال فكيف تتعامل مع هذه الحالة؟

فكان رد المعلم (طميزي):" نعم إنها مشكلة تواجهننا هنا في المدرسة، فعند حدوث مثل هذه الحالات أضطر للصعود الى أعلى قمة في الجبل لكي يستطيع (جوالي) من لقط (إشارة الإرسال) لأتمكن من الحديث به واطلب الإسعاف أو أي شيء أخر لإنقاذ حياة الطالب المصاب".

وعندما تحدثنا مع رئيس مجلس (بدو الهذالين) الشيخ (أبو حمزه) أثناء قيامه بإعطائنا معلومات عن منطقة (ام الخير ) والهذالين، كنت قد سألته عما إذا واجهته إصابة طارئة لأحد من الأهالي وإذا ما كانت تستدعي الوصول الى المشفى؟

فكان رد (أبو حمزه):" نعم، ما حدث ان احد الأطفال وهم يلعبون كرة القدم أمام منزلهم سقط أرضا وكسرت يده وكانت إصابته خطيرة وفي لحظتها لم اتمكن من الإتصال بأحد...فاضطررت لنقله بسيارتي الخاصة الى مشفى يطا ومن ثم الى مشفى الأهلي لعلاجه".

اعدت هذا التقرير: فلسطين جرادات ضمن مشروع الاعلام الريفي.