السبت: 21/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشعبية بشمال غزة تنظم مهرجاناً حاشداً وعرضاً عسكرياً

نشر بتاريخ: 07/03/2014 ( آخر تحديث: 08/03/2014 الساعة: 00:52 )
غزة- معا - أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في محافظة شمال غزة اليوم الجمعة ذكرى يوم الشهيد الجبهاوي بمهرجان جماهيري حاشد حضره الآلاف في ساحة الفاخورة بمعسكر جباليا، تقدمهم قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة وشخصيات وطنية واعتبارية، وأسر الشهداء وعشرات المقاتلين من عناصر كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الذراع العسكري للجبهة، الذين نظموا عرضاً عسكرياً كبيراً جابوا خلاله شوارع مخيم جباليا، وذلك وفاءً لروح الشهيد المقاتل معتز وشحة، وإحياء لذكرى استشهاد عضو المكتب السياسي الرفيق محمد الأسود، ورفيقيه عبد الهادي الحايك وكامل العمصي، وقد كان الرفاق المقاتلين مدججين بمختلف أنواع الأسلحة وعلى رأسها مضادات الطيران " صواريخ سام"، وقذائف الأربي جي، والأسلحة الخفيفة.

وقد زينت ساحة المهرجان بأعلام فلسطين، ورايات الجبهة وصور قادة الجبهة الشعبية، والشهداء، وعلى رأسهم الشهيد معتز وشحة، والقائد جيفارا غزة " محمد الأسود".

وافتتح عريفا المهرجان الرفيق نزار الشرافي، والرفيقة لينا أبو شرخ، مرحبين بالحضور، ودعوهم للوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء، ومن ثم عُزف السلام الوطني الفلسطيني.
|269052|
وألقى عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق حسين منصور كلمة الجبهة المركزية، توجه فيها بتحية الفخار والاعتزاز والكبرياء إلى شهداء شعبنا الفلسطيني الذين قدّموا دماءهم وحياتهم رخيصة في سبيل الدفاع عن وطنهم، وعن حقوقنا وثوابتنا، والتي ستظل دوماً وقوداً لنا ولأجيالنا تمهد لنا طريق النصر والتحرير والعودة.

واعتبر أن رسالة الجبهة اليوم من خلال تكريم الشهداء وعائلاتهم في ساحة الشهداء " ساحة الفاخورة" هو تخليد لأرواح شهداء مجزرة الفاخورة، ووفاء لدمائهم ودماء جميع الشهداء ورسالتهم وصيانة وصاياهم التي تركوها أمانة في أعناقنا جميعاً.. وهي وفاء لذكرى القادة الثائرين المقاتلين محمد الأسود " جيفارا غزة" ورفيقيه كامل العمصي وعبد الهادي الحايك... ووفاء لروح الشهيد المقاتل ابن قرية بيرزيت الصمود والكبرياء معتز وشحة.. ووفاء جميع الشهداء.

وقال منصور " كثيرة هي نماذج شعبنا المقاتلة وعلى رأسهم النماذج الجبهاوية التي قّدمت للوطن أمثولة ستذكرها الأجيال الفلسطينية..فها هو القائد جيفارا غزة قبل أكثر من أربعين عاماً يمتشق سلاحه، ويقاتل العدو ويصبح مطارداً له، فيما كان هو المطارد الحقيقي لدورياته الراجلة والمنقولة، كان يخرج لهم من الشوارع والبيارات... من بين أزقة المخيمات كالنسر الجارح، يرعبهم، ويشل حركتهم، حكم غزة في الليل، كما قال دايان، وجعل جيش الاحتلال مرتجفاً في النهار، فكانت له البطولة والريادة، وكان له أن يكسب حقد العدو حتى الرصاصة الأخيرة".
|269053|
وأضاف منصور" وها هو الرفيق الشهيد معتز وشحة ابن كتائب الشهيد أبو علي مصطفى يؤرق مضاجع الاحتلال على مناطق التماس .. يلقي حجارته تارة.. وزجاجته الحارقة تارة أخرى.. ورصاصاته أحياناً مستتراً بالظلام على مواقع الاحتلال... يثبت أنه جبهاوي عنيد صلب لا يقبل الهزيمة والاستسلام.. فقاتل بإصرار وصلابة الثوار رافضاً الاستسلام لقوات الاحتلال التي حاصرته أكثر من ستة ساعات فقاوم واستشهد ".

وعاهد الرفيق منصور الشهيد معتز وشحة بأن رصاصات الغدر التي اخترقت جسده الطاهر لن تثني الجبهة على مواصلة درب المقاومة والتحرير.

وخاطب منصور أبناء شعبنا الفلسطيني قائلاً: " أيها الفلسطيني لك شئ في هذا العالم هيا قم وتمرد قاوم الظلم والاضطهاد اضرب بقوة هذا المحتل الغاصب لأرضه.. حطم حصارك.. لا تؤمن لا تصدق المفاوضات والمفاوضين.. لا تهدئة .. لا تهادن مع هذا الاحتلال الغادر والغاصب لأرضنا.. نعم للمقاومة بكافة أشكالها... ونؤكد أن حرب التحرير الشعبية المتواصلة باستمرار السبيل الوحيد الرئيسي لتحرير فلسطين. وأما باقي أشكال المقاومة فهي تكمل هذا الأسلوب".

وشدد منصور على ضرورة أن يدفع الاحتلال الصهيوني الثمن باهظاً عن جرائمه التي ارتكبها بحق شعبنا، مؤكداً على ضرورة أن يصبح مشروعه الاستيطاني التوسعي مشروعاً خاسراً من كل النواحي العسكرية والسياسية والاقتصادية.

وخاطب منصور مقاتلي كتائب الشهيد أبو علي مصطفى قائلاً: " هيا يا رفاقنا في كتائب الشهيد أبو علي مصطفى فشعبكم ورفاقكم ينتظروا منكم ما يُثلج صدورهم ويرفع هاماتهم انتقاماً لدماء الشهداء .. إلى الأمام دائماً على طريق الرد المزلزل.. فلتكن بنادقكم مواجهة لصدر الكيان.. وكونوا وراء العدو في كل مكان حتى تحرير كل فلسطين".

واعتبر منصور بأن الوفاء للشهداء ولسيرتهم العطّرة يكون بالشروع الفوري في إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة بعيداً عن خداع وأوهام ومصائب المفاوضات والتسوية وعن التذرع المقيت والمرفوض بأعذار واهية وأنانية مقيتة أكل عليها الدهر وشرب، والانضواء تحت كلمة واحدة وصفاً واحداً على الدرب الذي رسمه لنا الشهداء جيلاً وراء جيل، درب الانتصار والحرية للشعوب العربية والانتصار لفلسطين وشعبها.

وحذر منصور من المحاولات المكثفة من قبل الادارة الأمريكية والاحتلال الصهيوني وأذنابهم من أجل تمرير مخططات تصفوية للقضية الفلسطينية، مشيراً أنها تعمل على تبديد حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة، كحق العودة، والسيادة، والدولة المستقلة وعاصمتها القدس، في ظل انقسام وعدوان مستمر كسياسة لتركيع شعبنا، مشيراً أن الاحتلال يوغل في القتل، والاغتيال ومصادرة الأراضي، يمعن في الحصار، يعلن برنامجه الأحادي الهادف لفرض الأمر الواقع على شعبنا وتحويل أرضنا ومشروع دولتنا إلى كانتونات مقطعة الأوصال.

وطالب منصور شعبنا بمزيد من الصمود والوحدة والوصول إلى قاعدة إجماع وطني، على الأهداف والوسائل لمقاومة هذه السياسة الإجرامية، وصوغ برنامج إجماع وطني ناتج عن حوار جدي ومسؤول يشرك الجميع ويلزمهم، ويوحد طاقاتهم في المواجهة مع احتلال مسنود من قوة غاشمة تحاول وضع العالم كله تحت سيطرتها وهي الإمبريالية الأمريكية.

وقال منصور" من هنا ومن محافظة الشمال نقول للإدارة الأمريكية وللاحتلال الصهيوني.. نقول للقاصي والداني.. إن مخطط كيري لن يمر.. لن يمر.. لن يمر".

وفي ختام كلمته، جدد منصور العهد والوعد لشعبنا والشهداء وباسم القائد الوفي أحمد سعدات بأن تبقى الجبهة متمسكة بالمقاومة بكافة أشكالها حتى دحر الاحتلال والاستيطان وتحرير الأسرى والظفر بالعودة وتقرير المصير، وإزالة الكيان الصهيوني، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس.


من جانبها، ألقت الرفيقة أمجاد سعيد شبات كلمة أهالي الشهداء، أكدت فيها بأن قافلة شهدائنا زاخرة بالأبطال الذين خاضوا الملاحم وبذلوا التضحيات دون انتظار أي مقابل، مشيرة أن كثير من الأسماء دفنها النسيان ، وشخصيات غادرت وأخرى تبقي ، وأبطال تناضل وآخرين يخونون ، أجيال تذهب وأجيال تأتي ويبقى الوطن مكانه بانتظار العائدين .

وقالت شبات: " اليوم الطريق إلى فلسطين يزداد صعوبة، الفكر الثوري يتراجع ، جاءت أوسلو فأفقدت الانسان ثقته بقدرته على المساهمة في التغيير وجاء الانقسام ليفقد الناس الثقة ببعضها البعض ورسخت الكراهية في النفوس لتزيد الاثنتين من احباط الفلسطينيين، الصهاينة يستغلون كل الفرص لسرقة الأرض والثقافة وقتل الانسان وتهويد التاريخ والعالم كان وما زال لا يحرك ساكنا ، التطبيع والتعايش مع المغتصب أصبحت وجهات نظر يجب قبولها وأمسى رفضها والتمسك بالكفاح المسلح "موضة قديمة" .

وأضافت: " ذلك هناك يفاوض باسمنا ويتخلى عن بيوتنا وحكايانا وشهدائنا باسمنا دون أن يستشيرنا، يدعونا للتخلي عن مفاتيح بيوتنا وإلقاء تاريخنا في البحر والقبول بحل مذل لا يرقى الى طلعاتنا وآمالنا وهؤلاء هنا يزدادون تعصبا لآرائهم ويقصون الآخرين . الثورة يا أعزاء ليست بالريموت كونترول ولا بكبس أزرار الكيبورد او كلمتين للإعلام، الثورة نار وغضب ،عمل دؤوب وتضحية،الثورة ليست حزباً او دينا هي كل الفلسطينيين، هكذا عرفها الشهداء وهكذا ثاروا" .

وتوجهت بتحية الإجلال الى قافلة شهدائنا الطويلة والمتسمرة، داعية الجميع إلى الاستمرار بالكفاح، وتتبع طريق الشهداء وصيانة وصيتهم.

وشددت شبات على ضرورة المقاومة وحمل السلاح وتوجيهه فقط الى العدو، والتكاتف والتلاحم وصف الصفوف باتجاه فلسطين التاريخية.

وفي ختام المهرجان، كرمت لجنة من قيادة الجبهة الشعبية المئات من شهداء محافظة الشمال، حيث سلمت ذويهم دروع تقديرية وفاءً لتضحياتهم التي دفعوا حياتهم ثمناً لها.