سمير مشهراوي لـ معا: نحن مع الرئيس عباس... نحن ضد الرئيس عباس
نشر بتاريخ: 09/03/2014 ( آخر تحديث: 09/03/2014 الساعة: 13:15 )
إن الذي قرر قطع أرزاق عشرات المناضلين وحرمان عائلاتهم من أبسط حقوقهم بالعيش الكريم، سيحمل هذا العار إلى يوم الدين.
أما بقية الأوباش من المخبرين والواشين الأرزقية، فلن يذكرهم أحد لأنهم بحجم الحشرات الضارة، سيتلاشون مع أول الريح !
وليعلم الجميع أن الذين نصحوا أو أشاروا على الرئيس بذلك، أضروه قبل غيره، ليس فقط لأن القرار غير قانوني، بل لأنه لا يعبر عن أي نقطة قوة أو شجاعة، ويعكس حالة من الضعف والإرتباك، ويعكس خطورة الحالة التي وصلنا لها مع هكذا نهج.
إن الإعتقاد لدى بعض المرجفين والطبالين أن رفع شعار المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية على الرئيس وإن وجدت، سيمنع الناس من النقد وإبداء الرأي وقول كلمة الحق، هو منطق واهي وسخيف، وثقافة بالية ودونية رخيصة تبخرت مع انهيار الدكتاتوريات وسحق أصحابها تحت نعال الإرادة الصلبة للجماهير التي طلبت الحرية والكرامة.
لأن افتراض بوجود المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية هو أمر بديهي رافق قضيتنا الوطنية منذ البدايات، ولكنه يجب ألا يمنعنا ولن يمنعنا من قول كلمة الحق، والنقد والإختلاف ولوم المخطيء رئيساً كان أم غفيراً.
وهنا لن يرهبنا فزاعة المأجورين والأراجوزات وأن من ينتقد الرئيس يتساوق مع الإحتلال وجزء من المؤامرة النووية الكونية !
ولأن هؤلاء الأرزقية يريدون أن يعيدونا إلى زمن العبيد والرجعية، وتقديس الحاكم ووضعه في مرتبة الآلهة فوق النقد والمحاسبة، بل فوق مرتبة البشر، ليصبح بذلك الوطن والشعب والقانون في خدمة الحاكم وليستباح كل شيء في سبيل إرضاء السلطان ورغباته، وأهوائه وأحقاده!
لقد أعلنا موقفنا الواضح والثابت بأننا مع الرئيس في مواجهة الإحتلال والضغوط الخارجية، ولن نخذله طالما صمد وتمسك بحقوق شعبنا وثوابته الوطنية، ورَفَضَ تمديد المفاوضات العبثية.
نحن معه إذا قرر وضع حد لهذه المفاوضات العبثية التي ألحقت بنا وبشعبنا الذل والهوان، ونحن معه في إعادة الروح الكفاحية للحركة والمنظمة، وسنكون أول من يحمل البندقية في مواجهة المحتل وأذنابه، وقد فعلنا في كل المراحل ( وما حدا يبيعنا وطنية ! )
والحقائق يوم الحساب تتحدث عن نفسها.
إن موقفنا هذا لم يأت نفاقاً للرئيس أو خوفاً منه أو من غيره، إنما ما تقتضيه المسؤولية الوطنية والأخلاقية في المراحل الصعبة وهو ديدن الرجال الأحرار والمناضلين.
نحن مع الرئيس ضد المحتل وضد الضغوط الخارجية.
ولسنا مع الرئيس فيما يفعله في الوضع الداخلي من أخطاء وكوارث.
بل نحن ضد الرئيس في منهج التفرد والتسلط وتركيز كل الصلاحيات في يده، وإستغلالها بشكل مزاجي وبعيداً عن القانون، الأمر الذي يتناقض تماماً مع كل الشعارات التي طالما تغنى بها الأخ أبو مازن ( عن الديمقراطية والشفافية ودولة المؤسسات والقانون... الخ ) قبل أن يصبح رئيساً !
ونحن ضد الرئيس في سياسة الإقصاء وقمع الآراء وإلغاء دور المؤسسات الحركية والوطنية.
ونحن ضد الرئيس في حصر خياراتنا بخيار وحيد واهي وضعيف وهو المفاوضات،، وإهمال بل وسحق باقي الخيارات وقتل الروح الكفاحية لدى شعبنا.
وبالتأكيد نحن ضد الرئيس في قراراته التعسفية والظالمة بقطع أرزاق المناضلين ومحاربتهم في قوت عيالهم من أجل قمع آرائهم وقهرهم وتحويلهم إلى عبيد السمع المهين والطاعة العمياء.
أولئك الفرسان الذين دافعوا عن السلطة وشرعيتها وعن رئيسها، بأجسادهم وأرواحهم من المعيب أن يعاقَبوا وعائلاتهم بهذه الطريقة البشعة اللاقانونية واللاأخلاقية، في الوقت الذي يكافأ فيه الخونة والمتخاذلين.
لأولئك الرجال المناضلين الذين تعرضوا لمذبحة الرواتب، نقول لهم وبأعلى صوت، بأننا لن نخذلكم، وسنقتسم معكم لقمة العيش، وسنضع وندعم كل الأفكار الكفيلة بذلك، والتي تضمن عدم قهر المناضلين من خلال حاجات أطفالهم، وعدم إجبارهم على الإذعان والخنوع وطأطأة الرؤوس.
وسنخوض معكم كل المعارك القانونية اللازمة وفي كافة المحافل، حتى يعود الحق لأصحابه.
ولكل الأحرار الذين قالوا كلمة حق شجاعة على اختلاف مواقعهم مسؤولين وكوادر في الضفة والقطاع، نقول : أنتم رجال في زمن رديء، عز فيه الرجال،، بوركت حناجركم وأقلامكم.
وللشرفاء في هذا الوطن: لا خير فيكم إن لم تقولوا كلمتكم عالية مدوية، تقض مضاجع الظلم والظالمين، وتحفظ لكم رجولتكم وماء وجوهكم، أمام ما يحدث من تنكيل بالديمقراطية الفلسطينية، وتذكروا أن الرجال مواقف.
هكذا تعلمنا القيم الثورية، من الكبار الشهداء أبو أياد وأبو جهاد وأبو علي إياد وأبو علي شاهين وماجد أبو شرار وغيرهم، وجميعهم اختلفوا مع الكبير أبو عمار كلٌ بطريقته، وحافظوا على مدرسة ثورية رائعة تتسم بالجرأة والشجاعة والنقد والتصويب، وإثراء الحركة بوهج الرجال وأفكارهم الخلاقة، وحافظوا على كرامة المناضلين وهيبتهم، التي شكلت هيبة الحركة وقوتها،، ولم يتهمهم أحد بالتساوق مع الأعداء والخصوم،، وبالتأكيد لم يقترب أحد من راتب أحد ، إنما غمرونا بمدرسة المحبة وقيم الرجولة والتسامي والتسامح، وليس الهوان والحقد والكراهية وقيم الإنحطاط.
هكذا كانوا، تياراً ثورياً وطنياً ديمقراطياً في هذه الحركة،، وهكذا سنكون دوماً حاملين لهذه القيم ، أمناء على هذه المدرسة، نقول كلمتنا ونعبر عن رأينا ونفي بإلتزاماتنا الوطنية والأخلاقية مهما كلفنا ذلك، ولن نطأطأ الرؤوس.
المجد والخلود للشهداء والأسرى وأصحاب المواقف من الرجال النشامى
الخزي والعار للجبناء والقطاريس
وإنها لثورة حتى النصر