الأربعاء: 09/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشرافي: القدس ومؤسساتها من أولويات القيادة لتعزيز صمود المواطن

نشر بتاريخ: 10/03/2014 ( آخر تحديث: 11/03/2014 الساعة: 12:48 )
القدس- معا - حذّر الدكتور كمال الشرافي وزير الشؤون الاجتماعية من نتائج السياسات العنصرية الإسرائيلية في مدينة القدس وأثرها على مستقبل السلام والاستقرار في المنطقة والعالم بأسره.

وقال الشرافي خلال زيارة له لعدد من الجمعيات الخيرية في مدينة القدس، أن إسرائيل تمارس في المدينة المقدسة سياسات تطهير عرقي، وتواصل مساعيها لتهويد المدينة وتغيير طابعها التاريخي العربي الإسلامي–المسيحي، وتواصل التضييق على المواطنين الفلسطينيين بغية تهجيرهم وإحلال المستوطنين مكانهم، كما تواصل استفزازاتها اليومية لمشاعر مئات ملايين المسلمين والمسيحيين في العالم من خلال محاولاتها تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، وتدنيس سائر المقدسات المسيحية والإسلامية، وحرمان ملايين الفلسطينيين من دخول مدينتهم المقدسة وعاصمتهم الثقافية والروحية والسياسية.

وأكد الشرافي أن القدس هي مركز الصراع بين المشروع الوطني الفلسطيني لبناء الدولة الفلسطينية المستقلة، وانتزاع الحقوق المشروعة والثابتة، وبين برنامج مشروع الاحتلال لتهجير الشعب الفلسطيني وتهويد مقدساته وشطب حقوقه الوطنية، واضاف أن الحكومة تضع كل إمكانياتها وطاقاتها لتثبيت صمود المواطنين المقدسيين، ودعم المؤسسات والهيئات القائمة على خدمتهم، وأن وزارة الشؤون الاجتماعية بشكل خاص مستعدة لتنسيق كافة برامجها وفعالياتها مع مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية في مدينة القدس.

وشدّد الشرافي أن خطة الحكومة والقيادة تهدف إلى تعزيز صمود المواطنين في القدس، وتخفيف معاناتهم من الاحتلال، لان ذلك هو شرط ضروري لاستكمال المشروع الوطني وبناء الدولة، من هنا تتكامل البرامج والخدمات الاجتماعية، وما نقوم به كوزارة ومؤسسات أهلية وبلديات وجمعيات أهلية مع النضال السياسي والعمل الدبلوماسي الذي يقوده الرئيس محمود عباس لتجسيد قيام الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس.

وشدد الشرافي على ضرورة أن يحظى كبار السن في القدس باهتمام مميز في الخدمة والرعاية بسبب ما تعانيه المدينة المقدسة من الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة والتي تتم بشكل يومي وممنهج، مندداً بمواصلة الاستيطان والتهويد، وداعياً إلى تعزيز صمود المقدسيين وتقديم الدعم لهم.
جاء ذلك خلال زيارة الوزير لمركز ومنتجع العطاء للمسنين والمتقاعدين في الرّام، وجمعية حاملات الطيب في أروقة البلدة القديمة في مدينة القدس برفقته عدد من مسؤولي الوزارة، حيث التقى الشرافي برئيسة جمعية العطاء نورا قرط وعدد من أعضاء الجمعية، وممثلي جمعية حاملات الطيب الأرثوذكسية، ونائب محافظ محافظة القدس عبد الله صيام، جاك خزمو- أمين سر جمعية العطاء، وعضو في الهيئة الإدارية للجمعية عزام الهشلمون- أمين صندوق جمعية العطاء وعضو الهيئة الإدارية للجمعية يوسف قري – مدير عام اتحاد الجمعيات الخيرية/القدس.

وأشاد الشرافي بالمؤسسات الاهلية العاملة في المدينة المقدسة التي تعنى بالمسنين خاصة جمعية العطاء التي تعتبر مثالاً مميزاً في تقديم خدماتها لفئات المجتمع، ولفئة المسنين، وأضاف منتجع العطاء تجربة فريدة من نوعه، حيث أن وجود المنتجع واستهدافه للمسنين ليس بغرض المبيت كبقية المؤسسات، وإنما بتأسيس نادي نهاري لهم وتقديم خدمات بمجال الإرشاد يظهر بوجود نموذج ريادي ومميز من المؤسسات التي تعنى بالمسنين يجب أن يحتذى بها.

وشدد الوزير على ضرورة الاهتمام بهذه الفئة العظيمة من المسنين وتوفير كل ما يلزم لهم من حياة ومعيشة كريمة، مؤكداً على أن الوزارة منذ تأسيسها تسعى الى توفير الحماية والرعاية والتأهيل للمسنين بما يحافظ على هيبتهم وكرامتهم وأمنهم واستقلالهم وضمان العيش الكريم لهم في أسرهم لأطول فترة ممكنة من خلال الخدمات التي تقدمها لكبار السن في المحافظات من خلال البرنامج الوطني للحماية الاجتماعية، وتفعيل الشراكة مع المؤسسات العاملة في مجال رعاية كبار السن، بالإضافة إلى تدريب وتنمية قدرات العاملين مع كبار السن.

من جانبها أوضحت رئيسة جمعية العطاء نورا قرط أن الجمعية مستمرة بتقديم خدماتها لهذه الشريحة المهمة من الشعب الفلسطيني رغم ما تعانيه الجمعية من ظروف اقتصادية وسياسية صعبة بسب الجدار.

وقدمت القرط لمحة عن مشاريع الجمعية وخصوصاً المشلريع المتعلقة بتطوير قدرات الموظفين والمؤسسات، وصولا إلى تدريب الشباب من أجل خدمة المسنين، حيث قالت " لقد دربنا 84 شاباً وفتاة في مجال رعاية الشيخوخة منهم 58 حصلوا على وظائف دائمة، ونعتز بطواقمنا التي تعمل داخل المؤسسات لإجراء تغيير مهني للأفضل."

وأعربت قرط عن اعتزازها بالشراكة والتعاون بين الجمعية والوزارة في مجال خدمة قطاع المسنين، من اجل توفير بيئة آمنة وحياة كريمة لهم.

ومن جانبها أفادت مسؤولة منتجع العطاء رنا بُلّاطة ان المركز يستضيف كبار السن المتقاعدين الذين تجاوزوا سن الخامسة والستين والذين يتمتعون بقدرات جسدية وعقلية، وهو على استعداد ايضاً لاستقبال كبار السن الذين يعانون من معيقات جسمية بسيطة ويحتاجون إلى بعض المساعدة لممارسة حياتهم اليومية الطبيعية وقضاء اوقات فراغهم في جو اسري واجتماعي.

من جهته أشاد نائب محافظ محافظة القدس عبد الله صيام بمؤسسة عطاء وبخدماتها المميزة لخلق بيئة دافئة وأقرب ما تكون للبيئة المنزلية لفئة المسنين، وبالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والمؤسسات الحكومية من أجل خدمة المواطنين وخاصة مواطني القدس الذين هم بحاجة للدعم من الجميع.

بعد ذلك توجه الوزير والوفد المرافق الى البلدة القديمة في مدينة القدس حيث زار متحف وجود للتراث وجمعية حاملات الطيب ومركز فينديكتوس التابع لها واستمع الى شرح تفصيلي عن الخدمات التي تقدمها المؤسسة للمجتع المحلي سواء على الصعيد الطبي والانساني والاجتماعي بهدف تعزيز صمود المواطن المقدسي والحفاظ على المعالم العربية والتراثية في ظل الهجمة الاسرائيلية الشرسة بحق الارض والانسان داخل الارض المقدسة.

واثنى الوزير على الجهود التي يقوم بها طاقم الجمعية وكافة المتطوعين داخل تلك المؤسسة، مشيرا الى ان القدس في قلب اهتمام الحكومة والقيادة الفلسطينية.