أبو زيد وحميد يفتتحان مدرسة دير سامت ويطلقان اسبوع الثقافة الوطني
نشر بتاريخ: 10/03/2014 ( آخر تحديث: 10/03/2014 الساعة: 17:24 )
الخليل - معا - نظمت وزارة التربية والتعليم العالي، اليوم، حفلاً مركزياً لافتتاح مدرسة دير سامت الثانوية في مديرية جنوب الخليل، وكذلك إطلاق أسبوع الثقافة والتراث، بمشاركة وكيل الوزارة محمد أبو زيد، ومحافظ الخليل كامل حميد، والقنصل البلجيكي العام برونو جانكس، وهي مدرسة تقع ضمن مجمع من المستوطنات وتتعرض للاعتداءات والانتهاكات بحق أبنائها.
وأوضح أبو زيد أن هذه المدرسة، تشكل شاهداً على تطور التعليم في فلسطين، وتتمتع بخصوصية نابعة من كون بدايات تأسيسها تعود للعام 1954، حيث كانت البداية في بناء محدود الغرف وعدد الصفوف، وبمرور السنوات تزايد الطلبة، وعدد الغرف، والمراحل الدراسية.
وأردف أبو زيد قائلاً: "ندرك تماماً أن جهود الوزارة وحدها لن تكون كفيلة بإحداث الفارق المنشود، وهو ما يستوجب إسناداً شعبياً ومجتمعياً ودعماً دولياً، وهذا ما يجسده افتتاح هذه المدرسة، فالمجتمع المحلي والمجلس المحلي وفّر الأرض وبادر، والدعم البلجيكي توافر وآزر، وبمتابعة حثيثة من مديرية التربية تم إدراج هذا المشروع على قائمة الأولويات، والنتيجة التي أفضى إليها هذا التكامل ماثلة أمامكم، مدرسة حديثة بالمرافق وبالتجهيزات".
|269375|
وبين أبو زيد أن افتتاح هذه المدرسة، بعد أيام من إطلاق خطة الوزارة الاستراتيجية الجديدة، يؤكد الالتزام و الاهتمام بتوفير المزيد من الأبنية المدرسية، ايماناً بالقناعة بأن البيئة المدرسية المحفزّة على التعليم هي الكفيلة بتحقيق التعلّم، وجعل التعلّم متمركزاً حول الطالب، وتطوير استراتيجيات التدريس، موضحاً في السياق ذاته، أن المدرسة ستسهم في تجاوز إشكالية تناثر التجمعات السكانية وبما يضمن توفير فرص متساوية من التعليم لكلا الجنسين، كذلك مواجهة عوائق الاحتلال التي تحول دون تطوير أبنية قائمة أو بناء مدارس جديدة؛ نظراً للموقع الجغرافي ما يجعل البناء في كثير من التجمعات ضمانة بتوفير الحق في التعليم.
وأعرب أبو زيد عن شكره لدعم الحكومة البلجيكية من خلال الشراكة الفاعلة مع الوزارة وتنفيذ العديد من البرامج والمشاريع المشتركة التي تسهم في تعزيز التعليم وبناء القدرات لطواقم الوزارة والمديريات، وكذلك تقديره لمحافظ الخليل ولأسرة المحافظة على الجهود التطويرية المتواصلة في مجال دعم قطاع التعليم والذي يترجم روح المشاركة المجتمعية لتحقيق التطوير المنشود.
|269373|
بدوره، قدم المحافظ حميد شكره باسم الرئيس للحكومة البلجيكية على دعمها السخي لقطاع التعليم خاصة في المناطق المهمشة والمصنفة (ج) والتي تحتاج إلى دعم ورعاية من كافة الجهات والهيئات المعنية.
وأكد حميد عمق العلاقة الاستراتيجية التي تربط الشعب الفلسطيني مع نظيره البلجيكي، داعياً إلى مواصلة الدعم للقطاع التربوي؛ باعتباره من أهم القطاعات التي تسهم في تطوير المجتمع والرقي به.
وهنأ المحافظ النساء الفلسطينيات بمناسبة يوم المرأة العالمي، خاصاً بالذكر الموظفات في قطاع التربية والتعليم؛ لدورهن الفاعل في تربية الأجيال وتنشئتها، والعمل على تسليحها بالقيم الوطنية والإنسانية.
من جانبه أعرب القنصل جانكس عن فرحته للمشاركة في حفل افتتاح المدرسة التي تشكل التزاماً من جانب بلجيكا تجاه أطفال فلسطين، والعمل على توفير فرص تعليمية، وتأكيد الوصول الآمن للمدارس والتعليم في ظل بيئة صحية، وتوفير التعليم لأكثر من 800 طالب من خلال بناء المدرسة وتزويدها بالتجهيزات والمعدات.
وأشاد جانكس بجهود الوزارة قي بناء وتوفير البنى التحتية من خلال الشراكة مع المؤسسات الدولية بما فيها بلجيكا التي تربطها علاقة شراكة معها منذ تولي السلطة مسؤولياتها منذ العام 1994.
وأكد جانكس أهمية هذه الشراكة مع وزارة التربية في العديد من المجالات، بالإضافة إلى توفير 22 مدرسة والبنى التحتية عبر المشاركة في تطوير المناهج وإعداد وتدريب المعلمين الفلسطينيين من خلال المشاركة ودعم العديد من البرامج وكذلك برامج التعليم المهني والتقني والتعليم الالكتروني.
كما شدد القنصل جانكس على التزام بلاده في تقديم الدعم والمساعدة في تحقيق غايات الوزارة وأهدافها في توفير تعليم نوعي للجميع، موضحاً أن دعم بلاده نابع من سعيها نحو إنشاء دولة ديمقراطية حديثة يكون عمادها التعليم وبناء القدرات واستثمار الموارد البشرية التي تسهم في تحقيق التنمية والبناء والحد من الفقر.
ويتضمن الاسبوع افتتاح معرض للتراث الفلسطيني بجهود الاستاذ المتقاعد اسحاق العتال وكذلك أعمال الأسرى والمعتقلين وأعمالاً فنية للطلبة بالإضافة إلى إطلاق معرض للكتاب بمشاركة عدد من دور النشر الفلسطينية تحت عنوان: "كتاب في مدرسة"، كما سيشمل الحفل تنظيم أمسية شعرية لعدد من الشعراء والأدباء من فلسطين.
وتم خلال الحفل تنظيم فقرات فنية ودبكة شعبية من قبل طلبة المدرسة وتنظيم حوار شعري تحت عنوان": تأشيرة" للطالبتين رحال ورهف السويطي وكذلك القاء قصيدة بعنوان: " فلسطينية أنا" للطالبة رغد جواعدة، وكذلك تكريم ثلة من المعلمين المتقاعدين والمميزين والطلبة المتفوقين..
واعتبر مدير تربية جنوب الخليل فوزي أبو هليل أن المدرسة تأتي في بلد يقع في الخطوط الأمامية وافتتاحها وتنفيذ هذه الفعاليات المركزية يجسد المفهوم التربوي والعمق الوطني، لينعكس ذلك صموداً وبقاءً على هذه الأرض.
وأوضح أبو هليل أن بناء هذه المدرسة في موقعها الحالي جاء ليمكن الطلبة من الوصول الآمن دون تعرضهم للاعتداءات المباشرة والمتكررة اليومية من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال.
وبين أبو هليل أن التوجه نحو بناء هذه المدرسة يأتي تماشياً مع توجهات الوزارة في توفير تعليم نوعي للجميع واستهداف المناطق المهمشة والمناطق المصنفة (ج)؛ بهدف تمكين كافة أبناء الشعب الفلسطيني من الحصول على خدمة التعليم رغم كل المعيقات التي يفرضها الاحتلال.
وأوضح أن هذه المدرسة العصرية بمواصفاتها تعمل على نقل منهجية التعليم من النمط التقليدي إلى النمط الحديث المتطور الذي يلبي احتياجات الطلبة ويؤهلهم لمواكبة التطور المعرفي والتكنولوجي في القرن الحادي والعشرين.
بدوره، أعرب مدير المدرسة أحمد الحروب عن تقديره لكافة الجهات التي أسهمت في بناء هذه المدرسة التي تبرهن على الاهتمام برسالة التعليم ودوره في تنمية المجتمعات المدنية.
ودعا الحروب كافة الهيئات والجهات المعنية والداعمة إلى ضرورة العمل على بناء مدارس جديدة في منطقة تجمع بلدية الياسرية في ظل التزايد السكاني والحاجة الملحة للأبنية المدرسية الجديدة والعصرية.