الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

كاتب اسرائيلي: يجب أن تنسحب اسرائيل من المعابر

نشر بتاريخ: 29/08/2005 ( آخر تحديث: 29/08/2005 الساعة: 12:58 )
ترجمة معا- متى سينظر الى عملية الانسحاب من غزة على أنها عملية ناجحة؟؟
ومتى سوف يكون بامكاننا القول أن الجهود الضخمة التي بذلت كانت تستحق ذلك فعلا؟؟ فقط عندما يقر المجتمع الدولي أن اسرائيل لم تعد عملياً مسؤولة عن مصير فلسطينيي غزة .

بدون هذا الاعتراف، قد تكون كل العملية " الانسحاب" تم تنفيذها بشكل عقيم وبدون أدنى فائدة، ولهذا فان الفلسطينيين يعملون كل ما في وسعهم من أجل منع هذا الاقرار والاعتراف الدولي، والذي سوف يمنح اسرائيل الشرعية في اتخاذ ما تراه مناسباً.

أن افضل اعتراف دولي لا بد أن يأتي من مجلس الأمن الدولي، لأنه فيما يتعلق بغزة على الأقل فان اسرائيل تكون قد نفذت القرار 242 الصادر عام 1967 والذي يقول أن على اسرائيل (( الانسحاب من أراضٍ تم احتلالها في النزاع الأخير)).

لقد استطاع رئيس الوزراء السابق أيهود باراك الحصول على هكذا اعتراف عندما انسحب من لبنان ربيع 2000 عندما أعلنت الامم المتحدة أن اسرائيل انسحبت بشكل كامل من الأراضي اللبنانية حسب نص قرار مجلس الأمن 245.

على أي حال، فان الفلسطينيين يدعون أن مطالبة اسرائيل الإشراف على المعابر الى غزة في الجو والبر والبحر, انما يتعارض مع قرارات الامم المتحدة فيما يتعلق بالقطاع , ولهذا فان من المشكوك فيه أن تحصل اسرائيل على إعتراف دولي أو شرعية دولية في المدى المنظور, وربما قد يحصل ما هو أسوأ من ذلك, فقد يتم توجيه الانتقادات الى اسرائيل والتي قد تذهب الى القول أن المشكلة تضاعفت بدلاً من أن تحل، وربما يقال أنه تم وضع غزة في سجن, وان اسرائيل عملياً تحتل المنطقة وتتحكم بها من خلال " الريموت كونترول" .

عملياً يبدو أن ذلك التوجه قد بدأ فعلاً،، وحتى يتم وأد ذلك منذ البداية، فلا بد من أن تقوم اسرائيل بمنح الفلسطينيين سيطرة كاملة عل معابرهم مع مصر، معبر عربي - عربي يربط ما بين قطاع غزة ومصر، ويعفي اسرائيل من مسؤولياتها تجاه الفلسطينيين ورفاهيتهم.

(( ماذا يعني الانسحاب))

لا بد من أن نتذكر أن الانسحاب الاسرائيلي وغزة انبثق عن مشكلة ديمغرافية وعدم رغبة اسرائيليه بتحمل مسؤولية ما يزيد على المليون من الفلسطينيين الساخطين والمستائين من الاحتلال هذا الرأي أصبح عاملاً استراتيجياً، حتى أنه يمكن أن يفوق اخطار "الارهاب" الفلسطيني والهجمات القادمة من غزة أو تهريب السلاح الى القطاع.
أما فيما يتعلق بالارهاب، فهل يعتقد أحد حقاً أنه لن يكون بامكان الفلسطينيين تهريب السلاح الى غزة في حالة سيطرة اسرائيل على المعابر البرية؟؟؟
كذلك ما هي الفائدة وما المغزى من الانسحاب من ممر فيلادلفي إن لم تكن الحدود مفتوحة بين مصر والقطاع؟؟.

اذا ما أراد الفلسطينيين السماح للاجئين أو الارهابيين الدخول الى القطاع، فهذا شأنهم - طالما لم يهاجموا اسرائيل - وعلى اسرائيل أن تصل الى اتفاق مع مصر فيما يتعلق بالنقطة الأخيرة.

بعد ثمانية وثلاثين سنة وهذا "الإشراف" الاسرائيلي على غزة أصبح يعكس صورة بغيضة، تماماً مثل كلب بافلوف الشهير، والذي أراد أن يربط رنين الجرس بالوجبة.

على اسرائيل أن تخفف من قبضتها، حيث أن الوضع اختلف الآن، وأصبحت اسرائيل خارج غزة، فهذا هو معنى الانسحاب وهذه هي الفرصة لاكتساب اعتراف دولي بذلك، فاسرائيل الآن لديها اشراف جوي وبحري على غزة لاعتبارات تتعلق بالإرهاب، ولكن طالما عجلة الحياة تسير وتتقدم فلا بد من أن تكون مرتبطة براً بمصر والعالم العربي.


غاي باخور
يديعوت احرونوت
28-8-200