الرئيس: لم نستلم طلبا لتمديد المفاوضات وفي حال وصوله سنقوم بدراسته
نشر بتاريخ: 13/03/2014 ( آخر تحديث: 13/03/2014 الساعة: 20:20 )
بيت لحم - معا - قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، اليوم الخميس، إن القيادة الفلسطينية لم تتسلم أي طلب لتمديد المفاوضات، وفي حال حصولها على هذا الطلب ستقوم بدراسته وستحدد موقفها بناء عليه.
وأضاف الرئيس ابو مازن في مؤتمر صحفي عقده مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في قصر الرئاسة ببيت لحم، "نحن اتفقنا على تسعة أشهر للمفاوضات ولدينا أمل أن نصل إلى شيء ملموس ومحسوس في هذه الفترة، لم نناقش مسألة التمديد ولم تطرح علينا".
وأوض أن الجانب الفلسطيني لم يطلب اتفاق إطار، بل أن الجانب الأميركي هو من اقترح، ونحن قلنا عندما نرى هذا الاتفاق نحكم عليه، وعندما يصلنا سنقول رأينا فيه، فنحن نريد اتفاق يكون منسجما مع الشرعية الدولية.
من جهة أخرى، قال الرئيس عباس فيما يتعلق بمقاطعة إسرائيل "نحن لم ندعو لمقاطعة إسرائيل بل نتعامل معها، ومن غير المنطقي أو المعقول أن نقول أننا نقاطع إسرائيل، وإنما نقاطع وندعو للمقاطعة لكل ما يجري في المستوطنات، لان الاستيطان غير شرعي ولابد من مقاطعة منتجات إسرائيل الآتية من المستوطنات".
وفيما يتعلق بالتصعيد العسكري في قطاع غزة، قال الرئيس، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت بدم بارد ثلاثة فلسطينيين في الضفة الغربية وثلاثة آخرين في غزة، ولم نسمع أي تنديد أو اعتذار عن هذه الأعمال من قبل الحكومة الإسرائيلية، وبالأمس جرت عملية إطلاق صواريخ من غزة وقامت إسرائيل بالرد عليها، ونحن نشجب العدوان والتصعيد العسكري بكل أشكاله بما فيها الصواريخ.
وأكد عباس أن اللقاء مع كاميرون بحث السبل الكفيلة لتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وركز على أهمية التعاون في مختلف المجالات، وقال:' استعرضنا آخر تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، ومجمل المعوقات التي تعترضها، وكانت فرصة لدينا لتبادل الرأي حول ما يحدث لمنطقتنا وللجوار'.
وأضاف الرئيس" ذكرنا مجددا لدولة رئيس الوزراء أننا سنواصل الجهود من أجل التوصل إلى حل سلمي وسياسي يحقق السلام والاستقرار في منطقتنا، ينهي الاحتلال الذي بدأ عام 1967 وصولا لإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، التي نريدها مدينة مفتوحة ليتمكن أصحاب الديانات السماوية الثلاث الصلاة فيها، في إطار حل الدولتين لتجسيد دولة فلسطين التي تعيش إلى جانب دولة إسرائيل بأمن وحسن جوار".
وتابع قائلا: لا يفوتنا أن نثمن الجهود التي يقوم بها الرئيس الأميركي بارك أوباما، ووزير خارجيته جون كيري، للدفع بالعملية السلمية للوصول إلى غايتها المنشودة خلال الأشهر التسعة المحددة للمفاوضات، وفي نفس الوقت لا ننسى أن نثمن الدور الهام الذي تلعبه اللجنة الرباعية الدولية بما فيها روسيا، ودول الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والدول الصديقة والشقيقة في العالم، ونخص بالذكر الجهود القيمة في هذا المجال للاتحاد الأوروبي والمتمثلة في بياناته وقراراته وإجراءاته التي تؤكد كلها ضرورة إيجاد حل للصرع الفلسطيني-الإسرائيلي وفقا للمرجعيات الدولية، وتؤكد أن الاستيطان غير شرعي وفقا للقانون الدولي، وهو الموقف الذي أكده مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في التاسع من هذا الشهر، والذي أكد مجددا دعمه للموقف الفلسطيني ومساندته لعملية السلام التي ترعاها الولايات المتحدة الأميركية، على أن تكون على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وعدم القبول بالدولة اليهودية'.
وأعرب عن أمله بأن تتطور العلاقات الفلسطينية البريطانية في مختلف المجالات، وقدم شكره لرئيس الوزراء على زيارته القيمة لفلسطين، وقال:' أرحب بكم على هذه الأرض المقدسة ضيفا عزيزا قادما من دولة عزيزة وشعب عظيم'.
وحول موضوع المصالحة، قال الرئيس :" نحن نعرف أن الدولة تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة ولابد أن يحصل هذا ولذلك نحن نسعى لمصالحة مع حماس من أجل أن تعود وحدة الوطن الفلسطيني، ولذلك نحن حريصون على الوصول للانتخابات، وهذا ما نردده وهذا ما نريد أن نصل إليه".
من جانبه، قال كاميرون إنه سعيد بزيارة فلسطين ولقاء الرئيس عباس في أول زيارة لفلسطين كرئيس للوزراء، حيث تركز النقاش حول عملية السلام والمفاوضات.
وأضاف 'أنا أعتقد أنكم شركاء في السلام وأعلم أن تحقيق سلام شامل يتطلب قرارات صعبة، وبريطانيا كان لها تجارب في المفاوضات وستقوم بكل ما بوسعها من أجل إنجاح المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، ونريد أن نرى حل دولتين دولة فلسطينية قابلة للحياة بناء على حدود 1967 بجانب إسرائيل مع تبادل أراضي، والقدس مدينة مقدسة للديانات الثلاث ويجب أن تكون عاصمة للدولتين، وغزة جزء رئيس من الدولة الفلسطينية'.
وقال إنه يجب أن لا نسمح لمن يريدون أن يهدموا عملية السلام أن ينجحوا عبر إطلاق الصواريخ، وأدنا هجمات يوم أمس وفخامتكم أدنتم ذلك، وأعلم أنكم تفهمون أن الدولة الفلسطينية لا تتحقق من خلال العنف بل من خلال المفاوضات، وتحدثت مع فخامتكم ومع رئيس الوزراء الإسرائيلي ووجدت أن الرغبة موجودة، وأنا أحث الطرفين على الاستفادة من الفرصة الموجودة'.
وأضاف أن بريطانيا تريد أن تساعد الفلسطينيين على بناء مؤسسات واقتصاد قوي، واتفقنا على تقديم دعم لـ100 شركة فلسطينية للاستثمار في المناطق 'ج'، وهذا يساعد النشاطات الزراعية وسيعزز الاقتصاد الفلسطيني بشكل كبير، وسنساعد على تنظيف حقول ألغام في الضفة من أجل استخدامها بالزراعة.
وأوضح أنه سعيد أن المركز الثقافي البريطاني سيفتتح من جديد في القدس الشرقية، لإحياء المدينة دون أن ننسى أن هذا سيفيد إسرائيل حيث يوجد اقتصاد جديد يجد شريكا له، وهذه النظرة المستقبلية ليست سهلة والخطوات ستكون صعبة، ولكن سنساعدكم على تحقيق هذا.
وقال إن "بريطانيا تعمل على تقليص الفجوة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ونشجع الجانبين على تحقيق حل الدولتين عبر اتخاذ قرارات صعبة، لا يوجد طريقة واحدة يجب أن يكون هناك نوع من التنازل وهذا يتطلب شجاعة، ودورنا أن نشجع القادة لان النتيجة ستكون هامة جدا وكبيرة جدا".