الحسيني يحذر من تداعيات تنفيذ مخطط السيطرة على مبنى البريد
نشر بتاريخ: 13/03/2014 ( آخر تحديث: 13/03/2014 الساعة: 19:05 )
القدس -معا- حذر وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني الخميس من مغبة إنجرار الحكومة الاسرائيلية وراء أطماعها الاستيطانية التوسعية في قلب مدينة القدس التي ينشدها أبناء الشعب الفلسطيني عاصمة أبدية لدولتهم المستقلة القادمة .
وقال في تعقيبه على ما تناولته وسائل إعلام اسرائيلية حول شراء جمعية " عطيرت كوهنيم " الاستيطانية أكثر من ألف متر مربع في مبنى البريد المركزي في شارع صلاح الدين بالقدس الشرقية واستخدامه كمدرسة تلمودية والسكن والشروع بتجهيزه قبيل عيد الفصح اليهودي الشهر القادم ، ان هذه العملية ليست شراء انما استيلاء واحتلال تمت بموجب قانون عنصري غير موجود الا بدولة اسرائيل وهو قانون املاك الغائبين ، مبينا ان مبنى البريد في شارع صلاح الدين كان قد شيد ابان العهد الاردني لخدمة ابناء المدينة ، وجرى الاستيلاء علية منذ اليوم الاول للاحتلال عام 1967 بموجب هذا القانون المنافي لكافة القوانين الانسانية والدولية ، الا انه استخدم للغرض ذاته ، وبدأت ملامح التغلغل التوسعي فيه منذ سنوات مضت حيث تم اضافة مقر لشرطة الاحتلال في احدى بناياته وذلك لاستخدامه لقمع كافة المظاهر الفلسطينية وليس لتوفير الامن للشارع والجوار الذي يملأه الفلسطينيون دون غيرهم ويعتبر مركز حياتهم وعصب الاقتصاد في مدينة القدس .
وأشار الى عمليات استيلاء سابقة لمبان مشابه مع بدء الاحتلال حيث مبنى المحافظة وأمانة القدس في شمال شارع صلاح الدين ومدارس وقفية اسلامية كالراشيدية والميلوية ومحطة الحافلات المركزية وغيرها من الاماكن وذلك بهدف محاصرة السكان المقدسين وجعلهم تجمعات متناثرة هنا وهناك والقضاء على نموهم وتوسعهم الطبيعي .
وشدد على خطورة هذه الخطوة الاستفزازية وتبعاتها وما قد تحدثه من اشكاليات وصدامات يومية ما سيجعل المنطقة مشحونة بالتوتر الدائم ، ناهيك عن ان تنفيذها سيقضي على أحلام الفلسطينيين بأن تصبح القدس عاصمة لدولتهم القادمة، الامر الذي لا يمكن القبول به بأي حال من الاحوال ، منوها الى توقيت الاعلان عن هذه الخطوة الاستفزازية حيث اللقاء المرتقب بين الرئيسين محمود عباس والامريكي باراك أوباما والهادف الى التفاهم حول آليات المفاوضات المتعثرة جراء التعنت والصلف الاسرائيلي لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين ومبادىء الشرعية الدولية وذلك لافشال تلك الجهود ودفع المنطقة نحو العنف والعنف المضاد واشعالها من جديد .
وأشار الحسيني الى الاحلام الاسرائيلية بقدس موحدة وهو ما لم يتحقق بالرغم من كافة الاجراءات والممارسات والمخططات الاستيطانية منذ بدء الاحتلال وسط المدينة المقدسة وحولها ، الامر الذي يشكل ضربة قاضية للمفاوضات وعملية السلام .
وأكد ان مدينة القدس ومقدساتها المسيحية والاسلامية وآثارها التاريخية ومواطنيها المرابطين، بات تمر في أخطر مراحلها ما يستدعي من الجميع الوقوف وقفة جدية وعملية لحمايتها من الاخطار التي تتهدها خاصة مع حكومة يمينية متطرفة تحكمها عقلية وايدولوجية استيطانية استعمارية توسعية ومعروفة بعدائها للشعب الفلسطيني والامتين العربية والاسلامية ، وتمارس الخداع والنفاق السياسي للتغطية على حقيقة سياساتها بتدمير حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس وفرض الامر الواقع لتكريس الاحتلال والتطهير العرقي للمقدسيين خاصة وأبناء الشعب الفلسطيني عامة .