الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

نص "استقالة" سفيان أبو زايدة من حركة فتح

نشر بتاريخ: 15/03/2014 ( آخر تحديث: 16/03/2014 الساعة: 11:19 )
بسم الله الرحمن الرحيم

الاخوة رئيس الحركة، امين السر، اعضاء اللجنة المركزية، امين سر المجلس الثوري واعضاء المجلس الثوري المحترمين.
تحية الوطن وبعد

لم استمع ولم اشاهد خطاب السيد الرئيس امام المجلس الثوري يوم الاثنين الماضي الا بعد ان بثه التلفزيون الفلسطيني في ذروة العدوان الاسرائيلي على اهلنا في غزة حيث تغيبت عن الجلسة الافتتاحية لظروف عائلية.

لقد شاهدت الخطاب اكثر من مرة على امل ان اجد ما يخفف من حجم الصدمة لما حمله من اتهامات خطيرة تعود بالضرر ليس فقط على كوادر فتح الذين تم ذكرهم في هذا السياق او ذاك، بل يعود بالضرر على حركة فتح ومكانتها حيث اصاب الروح المعنوية في مقتل.

لقد اصُبت بالصدمة وما زلت وانا استمع الى رئيس حركة فتح ورئيس الشعب الفلسطيني يوجه الاتهامات بالخيانة والعمالة وتقديم معلومات للاحتلال والتعاون معه لضرب ابناء شعبنا في غزة او تقديم معلومات عن حزب الله لاسرائيل، وبعد ذلك تقف القيادة وتصفق على ذبح ابنائها ظلما دون اي دلائل او اثباتات سوى قال فلان لفلان.

لقد اصُبت بالصدمة عندما سمعت الرئيس وهو يذكر اسم ابن فتح وابن المؤسسة الامنية المناضل يوسف عيسى ويتهمه بانه كان في العريش هو ومجموعة يوجهون الطيران الاسرائيلي لقصف ابناء شعبنا في غزة اثناء العدوان الاسرائيلي مع العلم ان الاخ يوسف عيسى لم يغادر رام الله خلال هذه الفترة ولم يتم مراجعته واتهامه حيث كان في رام الله قبل اقل من شهر.

لقد اصُبت بالصدمة وهو يتحدث عن احد قيادات فتح في لبنان وهو العميد اللينو الذي لم التقيه في حياتي ولكني لم اسمع عنه سوى كل الخير وكلمات المديح حيث يعتبر من خيرة ابناء فتح وابناء الشعب الفلسطيني، على انه يقود مجموعة في الجنوب اللبناني تقدم معلومات لاسرائيل عن حزب الله. هذا الكلام الخطير الذي يذبح تاريخ الناس من الوريد الى الوريد ويمتهن كرامتهم الوطنية والانسانية يعتمد فقط على اشاعات نفاها فيما بعد من نقلها او ذكرت على لسانه.

اصٌبت بالصدمة وانا استمع الى سرد قصة استشهاد صلاح شحادة وكيف ان دحلان قد ابلغ عزام الاحمد قبل دقائق من وقوع الانفجار في محاولة الاغتيال الاولى، مع العلم ان الجميع يعرف انه لم تكن محاولات لاغتيال صلاح شحادة بل كانت عملية اغتيال واحدة وحين العملية كان دحلان في بيته يجلس مع مبعوث عملية السلام موراتينس وكنت اشاركهم الاجتماع والاهم من ذلك عزام الاحمد عندما سألوه انكر انه قال ذلك وانكر انه نقل على لسان وليد جنبلاط ما نسب عن يوسف عيسى واللينو.

لقد اصُبت بالصدمة عندما تحدث الرئيس عن عمليات القتل التي حدثت، وخاصة اغتيال الشهيد اسعد الصفطاوي في اواخر العام 1993، الذي لم تكن له اي نشاطات تنظيمية ولم يكن له مشكلة مع احد وان الاجهزة الامنية الفلسطينية قد القت القبض فيما بعد على القتله المعروفين بالاسماء وان التنظيم الذي ينتمون له قد اعترف بذلك، واكد ان هذه المجموعه قد تصرفت على عاتقها. كيف لي ان اقبل ان يُحمل دم الشهيد الصفطاوي وغيره ظلما الى اي انسان مهما كان حجم الخلاف معه؟

الاخوة الكرام
حركة فتح التي التحقت بها قبل ثلاثة عقود ونصف ، وبالتحديد في صيف العام 1979 حيث كنت في الثامنة عشرة من عمري ليس فقط لقناعتي بانها الطريق الاقصر لتحقيق الاهداف الوطنية المشروعة، ولكنها ايضا لما تبديه من حرص في الحفاظ على كرامة وسمعة وتاريخ ابنائها وابناء الشعب الفلسطيني وليس الحركة التي تتهم ابناءها بالعمالة والخيانة والقتل دون دلائل او محاكمات عادلة اعتمادا على شائعات كاذبة. حركة فتح التي التحقت في صفوفها طوال عقود تتستر حتى على ابنائها الذين يخطئون وتأخذ بيدهم وان عاقبتهم تعاقبهم بالسر.

هكذا تثقفنا على يد من سبقونا وثقفنا الاجيال اللاحقة على انه عندما كان يكتشف عميل ويحكم عليه بالاعدام وينفذ الحكم يتم ابلاغ اهله على انه استشهد حفاظا على كرامتهم والاهم من ذلك لا يتم قطع راتبه لكي لا يجوع اولاده.

ما سمعته خلال خطاب الرئيس وصفق له الجميع ليس له علاقة بفتح التي عرفتها وناضلت تحت رايتها، التي تشرفت بها وحرصت على ان اشرفها في كل المواقع المتقدمة التي شغلتها وحرصت ان تبقى هذة الراية خفاقه عالية، خاصة في مرحلة الاعتقال التي استمرت اثني عشر عاما والتي تعتبر فترة الاختبار الحقيقية التي تُجسد اسمى معاني الاخوة والمحبة والتضحية والرجولة والوطنية الى ان تم اطلاق سراحي عام 1993.

بناء على ما تقدم وحفاظا على تاريخي في هذه الحركة التي كتبته بالدم والالم وقول كلمة الحق التي آمنت بها غير باحثا عن منصب او موقع، دون تردد ودون خوف من أحد، او ارضاء لاحد، ولانني اقف اليوم عاجزا امام هذا الواقع المرير فإنني قررت مع كل الاسف والحزن والالم:

اولا: الاستقالة من المجلس الثوري لحركة فتح
ثانيا: تجميد كافة نشاطاتي التنظيمية والسياسية.

مع الاحترام
د. سفيان محمد عثمان ابوزايدة
رام الله
15-3-2014