الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

سقوط أخلاقي... وأبواق فارغة

نشر بتاريخ: 15/03/2014 ( آخر تحديث: 15/03/2014 الساعة: 22:37 )
بقلم – خالد القواسمي

لا يمكن لعاقل أيا كانت ميوله وتوجهاته وأفكاره أن يقبل بما يشاهد ويسمع عبر بعض مواقع التواصل الاجتماعي وعلى المدرجات وعبر الإذاعات المحلية من ردح وسدح خارجة عن إطار المألوف ، ربما نتفهم وجود مصالح تختلف من مباراة لأخرى لكن من المعيب والمخجل ما يكتب وينشر هنا وهناك من كلام بذيء بحق فلان أو فلان وبحق ذاك النادي أو ذاك أو اتحاد أو حكم أو إعلامي ، فالظاهرة المتفشية اليوم والتي أصبحت لا تطاق وبحاجة إلى ردع حقيقي من الجهات المسؤولة والمتمثلة بالطعن بوطنية الناس .

فالخاسر في لقاء كروي يبحث عن شماعة لتعليق سبب خسارة فريقه عليها وهذا مؤشر خطير يشير إلى مدى تدهور القيم الوطنية لدى البعض من فاقدي الإحساس والضمير.

ومن المستغرب وقوف إدارات الأندية عاجزة لا حول لها ولا قوة في التصدي لما يجري ولربما البعض منهم يدفع بهذا الاتجاه بشكل أو بآخر لتحقيق مآرب رسمها لنفسه غير مكترث بالمصلحة الوطنية لضيق أفقه وقصر نظره وإما لغايات أخرى .

بصراحة لا يصدق ما تراه العين وما يقرأ وما يشاع وما يتم تبادله من اتهامات وتهكمات وصلت حد اللامعقول فإما يكون ذلك مدبرا وبفعل فاعل قليل ذمة أو ضعف انتماء وطني أو من اجل تصفية حسابات.

أمور كثيرة وكثيرة جدا من التشريح والتجريح والطعن بمصداقية وشفافية اتحاد كرة القدم والقائمين على مقدراته يجب ألا تمر مرور الكرام على من يهمهم سمعة الوطن أولا وسمعة الكرة الفلسطينية وجماهيريتها وهذا الجرم بحقها ربما يصنف تحت بند الخيانة الوطنية .

ولكي لا ننزلق في المهاترات إلى حد يصل الكيد للتخوين يجب الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه بتشويه الحقائق وبتشويه كرة القدم الفلسطينية ومن غير المعقول والمقبول أن يتم تضخيم الأمر وبالأصح إخراجه عن إطاره ومساره الرياضي سواء من جانب إدارات الأندية أو من جانب المشجعين .

فلنعمل على إطفاء شرارة قد لا تحمد عقباها واتخاذ قرارات رادعة للضبط والانضباط فلا ينبغي أن نترك الأمور للمندسين والمشبوهين ومثيري الفتن .
من حق جماهير الفرق أن تغضب وتحتج وتنتقد لكن هنالك حدود لا تتعدى محيط ميدان اللعب ويخطئ من يتصور أن بإمكانه التأثير في مسيرة كرة القدم فقد أعلنها مدوية فارس الرياضة الفلسطينية اللواء جبريل الرجوب وصحبه الأخيار بان لا أحدا فوق القانون مهما علا شأنه وعظمت جماهيريته .

وليعلم مثيري الفوضى بان الرياضة الفلسطينية ليست أرضا خصبة لإنبات التطرف والانشقاق وكل من يصب في قناة التعصب والتفرقة بين ابناء الشعب الواحد لابد من إيقافه فثمة مسؤولون في أندية دخلوا في معارك عبثية منها ما هو معلن ومنها ما هو بشكل مبطن وصلوا للأسف لمراحل متقدمة من التصعيد ولم يتوانوا في توظيف نفوذهم الاجتماعي والمالي والاقتصادي لإثارة النعرات وتغذيتها تحت مسمى انتماء للفريق هذا أو ذاك متمترسين خلف حجج واهية.

فهناك من نذر نفسه ليكون حطبا ليزيد من لهيب الفوضى المفتعلة وثمة إعلاميون ومتمصلحون وجدوا أنفسهم في تلك الدائرة الخبيثة فقد بدأت تظهر الاصطفافات غير السوية لبعض الإعلاميين على قاعدة
الولاءات للأشخاص لا سيما أصحاب النفوذ منهم حتى وان كان المتضرر من اصطفافهم النادي الذي يدعون الميل له.

وفي ظل ذلك تحول من يفترض انه حارس للكلمة قد تحول لبوق إعلامي ينفث التعصب والكراهية وقد أصبح قلمه مأجورا ومن هنا تقع معاناة الرياضة الفلسطينية فالإعلام يجب إعادة تصويب أوضاعه وإعادة صياغته بما تتطلبه المصلحة الوطنية لا المصلحة الشخصية والفئوية وهذا يقع على أصحاب القرار قبل أن يسقط الجميع في امتحان مادة الوطنية التي يلتصق الجميع بها لتحقيق مراده كان الله في عونها وكان الله في عون الوطن من هذا السقوط الأخلاقي اللارياضي.