الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

جهاز الشاباك فشل في توقّع ما فعلته حماس بغزة وحمّل أبو مازن المسؤولية

نشر بتاريخ: 24/06/2007 ( آخر تحديث: 24/06/2007 الساعة: 19:44 )
كتب ناصر اللحام - لا يعرف احد حتى ألان ، كيف نجت أجهزة الأمن الاستخبارية والتجسسية الإسرائيلية من تقرير فينوغراد ? وكيف طار جنرالات الجيش من مناصبهم وبقي قادة الشاباك وأمان يتربعون على عروشهم وكأن شيئا لم يكن ؟

أجهزة الأمن الإسرائيلية فشلت في تقدير قوة حزب الله، كما فشلت في تقدير كميات الصواريخ بحوزته، تماما مثلما فشلت في توقع فوز حماس بالانتخابات التشريعية، ومثلها فشلت في توقع الانقلاب العسكري الذي قامت به حماس ضد أجهزة السلطة في القطاع !!

أجهزة الاستخبارات العسكرية والأمنية الإسرائيلية فشلت في معرفة اذا كان صدام حسين يملك صواريخ كيماوية ، واذا كان سيضرب اسرائيل او لا ؟ وفشل جهاز امان ( الاستخبارات العسكرية ) المسؤول عن مراقبة الجيوش العربية في معرفة ابسط بديهيات العمل الاستخباري واكتفى قادته بالقاء خطابات سياسية تحريضية وتخويفية امام لجنة الامن في الكنيست .

اما جهاز الشاباك فحدّث ولا حرج ، فهو يستحق ميدالية الفشل الاولى في الشرق الاوسط ، ولم يتوقع شيئا صحيحا يستحق الذكر ، وظل حبيس انفاق التعذيب للاسرى والاسترجال على المدنيين والنساء والطلبة ، بل انه فشل في منع أية عملية من كتائب الانتفاضة .

ولولا اتفاق القاهرة وقرار الفصائل وقف العمليات ضد المدن الاسرائيلية لكان رئيس الشاباك نجم الاخبار الاول في التلفزيون الاسرائيلي .
اما حالة الاستقواء التي يقوم بها جهاز الشاباك فهي لا تتعدى اعتقال طالب جامعة او مساومة فتاة على عرضها من اجل اسقاطها ، او مساومة مريض بالسرطان ان يتعامل معهم مقابل الدواء او اعادة مواطن عن الجسر ومنع طالب سنة اخيرة ان يتوجه لجامعته لانهاء الامتحانات في الخارج وغيرها من العمليات الرخيصة التي تخجل منها عصابات المافيا.

الشاباك الاسرائيلي فشل في معرفة أي توجه سياسي للشعب الفلسطيني ولو بالخطوط العريضة وفشل في معرفة نتائج اعماله ، حتى ان الصحف العبرية ذكرت ان اخر عملية اغتيال نفذتها اسرائيل في 29 ايار برام الله ضد ضابط امن الرئاسة عمر عبد الحليم الملقب بالتايجر كانت خطأ وان المقصود شخص اخر .

واذا نلاحظ الان ان جهاز الشاباك يحذّر اولمرت من ان الرئيس ابو مازن غير قادر على اقامة سلطة في الضفة الغربية ومتناسيا ان هناك اكثر من 400 حاجز عسكري في الضفة الغربية ومداهمات ليلية واجهاض يومي لعمل المحاكم وحتى مطاردة تجار المخدرات الذين يحظون يحماية هذه الاجهزة .
وقبل ان يتدخل جهاز الشاباك في قراءة مستقبل الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية من الحري به ان يكف عن التفكير بأنه الوصي على الفلسطينيين، وانه الحريص على امنهم ، فهو لم يتمكن من حماية حياة اسحق رابين ( والغريب ان مدير الجهاز لم يستقل حينها ) ولم يتمكن ابدا من محاربة الارهاب اليهودي والذي وصل حد تهديد حياة شارون والذي قبل ان يدخل في غيبوبته كان يمنع من الوقوف في باحة مكتبه بالقدس خشية اغتياله .