بعد تلقي إشارات من الأرض: أين هبطت الطائرة الماليزية؟
نشر بتاريخ: 16/03/2014 ( آخر تحديث: 18/03/2014 الساعة: 10:05 )
بيت لحم- معا - أثار إعلان الحكومة الماليزية "الأحد" بان الإشارات التي تلقتها الأقمار الصناعية من الطائرة مصدرها الأرض موجة تفاؤل وأمل في صفوف عائلات المسافرين وذويهم الذين يأملون أن تكون الطائرة قد هبطت في مكان ما على ارض أمنة وينتظرون من يجدهم وينقذهم .
واظهر فحص وبحث أجراه رجال " WYNC Data Team " وجود 634 مهبطا يمكن للطائرة المفقودة إن تستخدمها في المنطقة التي كانت تتجه إليها حيث يمكن لهذه الطائرة في حال تعرضت للاختطاف أن تهبط على أي من هذه المهابط، وكذلك في حال لم تكن مختطفة وبحثت عن مكان للهبوط فخياراتها تصل إلى 634 احتمالية تمتد من باكستان إلى استراليا واليابان إضافة إلى احتمالات ضعيفة تشمل إمكانية الهبوط في ميكرونيزيا ومنغوليا وجزر المالديف .
وهناك بعض الخبراء الذين ذهبوا بعيدا في وضع سيناريوهاتهم ورسم خياراتهم ويعتقدون بان حجم طائرة بوينغ 777 الضم والكبير جدا يجعلها بشكل عام بحاجة الى الهبوط في مطارات متطورة ومزودة بمدارج هبوط طويلة لكنها تتمتع بقدرات تسمح لها بالهبوط في ظل ظروف معقدة بما في ذلك استخدام مدارج غير صلبة أو الهبوط على الطرق السريعة . |270409|
ومع كل هذه الخيارات والاحتمالات يبقى الاحتمال الأكثر ترجيحا ومنطقيا وفقا للخبراء والمتمثل باحتمالية تحطم الطائرة وسقوطها في جنوب المحيط الهندي حيث يمكن لطائرة تجارية ان تسقط وتتحطم في هذه المنطقة دون أن تلاحظها أية سفينة تجارية ودون ان يرصدها أي رادار او حتى دون ان يتمكن أي قمر صناعي من تعقبها فضائيا حيث تشكل المساحات الشاسعة والمحيط اللا منتهي جنوب المحيط الهندي أكثر المناطق انعزالا في العالم إضافة لكونها أكثر المياه عمقا في العالم ما يجعل من التحديات التي تواجه فرق البحث والإنقاذ تحديات ضخمة وصعبة للغاية وحتى استراليا التي تفرض سيادتها على العديد من الجزر في المحيط الهندي وترسل بين الفينة والاخرى طائرات لانقاذ اليخوت من المياه الباردة والممتدة الى ما لا نهاية في جنوب المحيط لكن معظم مناطق غرب استراليا وجميع الجزر في المحيط هي خارج نطاق التغطية الرادارية وقال مصدر رفيع في سلطة الطيران المدني الاسترالي " اذا وقع حادث ما على بعد 100 كلم من الساحل لا يمكننا رؤيته ".
ويسود اعتقاد لدى كثير من الخبراء بان الطائرة الماليزية واصلت تحليقها باتجاه الجنب حتى نفذ وقودها وتحطمت في أعالي المحيط وإذا صح هذه الاعتقاد فان بقايا حطام الطائرة قد انتشر على مساحة هائلة ازداد حجمها بمرور الأيام وذلك بسبب التيارات المائية القوية في جنوب المحيط الهندي .
ويعتبر المحيط الهندي الثالث عالميا من حيث المساحة ويبلغ عمقه اكثر من 3:2 كلم وهو أعمق من المحيط الأطلسي الذي احتاج عامين كمليين حتى تم العثور على حطام الطائرة "اير فرانس" التي اختفت عام 2009 في أعماقه . |270410|
ولا يوجد يابسة في المنطقة المحيطية الجنوبية الممتدة بين اندونيسيا واستراليا سوى جزيرة "مولد " الاسترالية حيث يوجد معسكر لاحتجاز طالبي اللجوء وجزيرة "كوكس" الواقعة على بعد 2000 كلم شمال غرب "لافرت " ويوجد في الجزيرة المذكورة مطارا صغيرا يخدم سكانها البالغ تعدادهم 3000 نسمة والى الجنوب منها تقع بعض نقاط تمركز العلماء والباحثين المقيمين على بعض الجزر الخاضعة لسيادة الفرنسية مثل مجموعة جزر " كرغل" وهي عبارة عن سلسلة من الفوهات البركانية التي تطل برأسها في المنطقة الوقعة بين استراليا والقطب المتجمد الجنوبي وتشكل هذه الفوهات "بيتا" لبعض الباحثين ومحطات الرادار الفضائية بالغة القوة لكن المنطقة خالية من المطارات لذلك ليس من المعقول او المنطق ان تكون الطائرة قد وصلت الى هناك .
ويبقى مسار الإبحار المنطلق من غرب استراليا باتجاه قارة أسيا وأوروبا والذي يعتبر مسارا هادئا نسبيا حسب مصطلحات الإبحار الدولية رغم مرور كميات كبيرة من خامات الحديد وبعض الموارد الطبيعية الأخرى من هذه المنطقة انطلاقا من موانئ غرب –شمال استراليا وتبقى سفن الركاب المبحرة باتجاه الشمال قريبة من خط الساحل الغربي لاستراليا وبعد ذلك تنطلق باتجاه الشمال عبر المياه الاقليمية الاندونيسية ومنها تواصل طريقها الى بحر الصين الجنوبي او باتجاه شمال- غرب باتجاه البحر الاحمر. |270405|