الخميس: 10/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

غيورا ايلاند: يجب الاعتراف بحكومة حماس في دولة غزة

نشر بتاريخ: 17/03/2014 ( آخر تحديث: 20/03/2014 الساعة: 11:50 )
بيت لحم- معا - "وصلت إلى الحكم عبر انتخابات شرعية وديمقراطية وهي الجهة الوحيدة القادرة على ضبط الأوضاع في قطاع غزة لذلك يجب علينا الاعتراف بها كحكومة شرعية في قطاع غزة" قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق "غيورا ايلند" في مقالة نشرتها اليوم الاثنين صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية، دعا فيها إلى الاعتراف بحكومة حماس كسلطة حاكمة ومسيطرة على قطاع غزة.

وأضاف "يلند" في مقالته " اعادتنا الأحداث الأخيرة مرة أخرى إلى السياسية الواجب علينا إتباعها تجاه قطاع غزة وتحديد السياسية يجب إن يستند إلى تعريف واضح للمصالح وليس كل ما يمثل الأماني هو مصلحة لان المصلحة أمرا هاما جدا ومن اجل تحقيقها يدفع المرء الثمن ويكون مستعدا لدفع هذا الثمن لكن مصالحنا في قطاع غزة أمنية صرفة وقبل كل شيء نريد الهدوء وان نمنع قدر الامكان التعاظم العسكري وليس لإسرائيل مصلحة سياسية في غزة لكن يوجد مثل هذه المصلحة للفلسطينيين والمصريين والأردنيين وتتمثل بالحفاظ على الضفة وغزة كيانا سياسيا واحدا وهذه ليست بمصلحة إسرائيلية على الإطلاق".

"وفي ظل هذه الظروف والمعطيات وحتى نتمكن من تحقيق مصالحنا في غزة من الهام جدا وجود حكم مستقر يتحمل المسؤولية السياسية وسبق لقائد المنطقة الجنوبية "سامي ترجمان" ان تحدث بهذا المعنى وهو محق فيما ذهب إليه والجهة الوحيدة التي يمكنها إقامة حكم مستقر هي حماس لهذا فان لإسرائيل مصلحة حقيقية في ان يكون حكم حماس مستقرا" قال ايلند.

تنظر إسرائيل لقطاع غزة كدولة بكل معنى الكلمة وذلك لتوفر الشروط الأربعة التي تجعل منها كذلك وهي الحدود المعترف بها، وجود حكم مركزي، سياسة خارجية مستقلة، وجود قوة عسكرية خاصة بها وبقدر ما نتعاطى مع غزة على إنها دولة تكون لهذه الدولة روافع وآليات تجبرها على الحفاظ على الهدوء الذي مثل مصلحتنا الأساسية. اردف" ايلاند قائلا.

برزت خلال العام الماضي فرصة مهمة بعد ان اصبحت مصر عدوا لحماس وبات اوردغان عاجزا عن مساعدتها كما اراد بسبب مشاكله الداخلية لهذا يزداد تعلق حماس باسرائيل وبالتالي مكن لنا استغلال ذلك من خلال إتباع سياسة صحيحة على قاعدة العصا والجزرة، ففي سياق " الجزرة " يمكننا ان نرفع مستوى عبور البضائع عبر المعابر الحدودية ونرفع من كمية الوقود والكهرباء ونشجع الاستثمارات الأجنبية في غزة وهكذا.

أما في مجال العصا يجب علينا ان نوضح بشكل جلي بأن كل خرق للهدوء سيتسبب بوقف فوري للامتيازات سابقة الذكر وسيؤدي الى رد عسكري لا يمس بالجهات التنفيذية فقط بل بمصالح ومثل هذه السياسية يمكن أن تكون ناجعة في مجال الردع فقط إذا ما تحقق اعتراف بحماس بصفتها الجهة الحاكمة بأمر الواقع في القطاع وبالتالي امتلاكها الكثير مما قد تخسره في حال لم تفرض سيطرتها على المنظمات الاخرى ولم تحافظ على الهدوء وحين اتبعنا سياسة ثابتة مفادها ان حماس حركة ارهابية يحظر الحديث معها كان هذا عبارة عن صبيانية غير مفهومة.

حماس هي الحركة الحاكمة في دولة غزة بل انها اتت الى سدة الحكم عبر انتخابات ديموقراطية، ونحن لسنا ملزمين بأن نعترف سياسيا بحماس تماما كما هي لا تعترف بنا ولكن من المنطق السليم ان نعترف بالواقع واستغلالها لتحقيق مصالحنا وتبني سياسة تستند الى المصالح وليس سياسة الرد بالمثل وهنا تستوجب المصلحة خلق علاقات جيرة تقع سياسة الردع في قلبها واساسها. اختتم ايلاند مقالته.