جرأة غير مسبوقة على السرقة والسطو في قطاع غزة
نشر بتاريخ: 17/03/2014 ( آخر تحديث: 17/03/2014 الساعة: 17:57 )
غزة -معا - يوسف حماد - لا يخفى على احد الأزمات الطاحنة التي تفتك بقطاع غزة خلال الفترة الحالية، ويعاني السكان من حصار مطبق من عدة جهات ضاعف معدلات البطالة والفقر، وهو ما ساعد في ظهور إشكاليات لافتة وغير مسبوقة على الحياة في القطاع تمثلت في السرقة والسطو المسلح.
حكومة غزة المقالة التي تديرها حركة حماس أعلنت مؤخرا القبض على عصابة فردية قامت بالسطو المسلح على بريد منطقة الشجاعية شرق غزة وسرقة نحو 500 ألف دولار كانت مخصصة لصرف رواتب العاملين ضمن برنامج للتشغيل المؤقت(..) ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل هناك عمليات سرقة ليلية تطال السيارات والدرجات النارية إضافة إلى منازل السكان.
هذه الوقائع التي لم يعتد عليها سكان قطاع غزة بثت بينهم حالة كبيرة من التساؤل والتعجب فتقول السيدة رنا والتي طلبت تعرفيها بهذا الاسم " الأمر أصبح مخيف، لقد حدثت قل أيام ان قام شخص باقتحام صيدلية وتهديد طبيبة بقتل طفلها الذي تواجد بجوارها إذا لم تفرغ له صندوق المال، هذا أمر لا يصدق هل أصبح الناس هكذا".
وتضيف رنا في حديثها "الحياة تشعرك بأشياء كثيرة، كأنك أصبحت تعيش في غابة يريد الضعيف أو الفقير أن يطعم نفسه وأهله ولو بالسرقة أو لإشباع رغباته ربما".
أما المواطن هيثم فيقول "لقد تعرضت دراجتي النارية للسرقة في ساعات الفجر قبل أيام، حيث قام السارقون بحملها وجرس الإنذار يدوي ووضعوها في عربة نقل وذهبوا (...) انه أمر مبكي ومضحك أن تكون السرقة "بعين قوية" دون خوف وتحمل من الإصرار ما لا يحمله المتعلم في رسالة الدكتورة، ماذا حدث لغزة، أين أصبحنا، يا الهي، الأمر مخيف". حسب قوله
التقينا احد السجناء المقبوض عليهم المتهم بعملية سرقة كبيرة في سجن "أنصار" بغزة وسأله عن السبب الذي دفعه لذلك فقال "عندما يكون لك أبناء، وكل يوم يبكي أمامك تقوله له ماذا تريد، يقول، أريد أن اشتري ملابس ولا تستطيع، يبكي مرة أخرى يقول، أريد أن أكل طعاما جيدا، ولا تجد، ثم تعود وتجده يبكي هو وإخوته يريدوا أن يفعلوا ويشتروا ويجلبوا لهم أشياء ما هو شعورك".
ويتابع حديثه "عندما تكون أب ولا تستطيع تلبية أي شيء لأهلك تتمنى الموت" ويقول والدموع تملئ وجهه،" الشيطان ماكر في اختبار الوقت والزمان والسبب غير المناسب لعمل سيء، لحظة السرقة والفعل الشنيع تكون غائب عن الوعي تفكر فقط في كيف تجلب المال لأبنائك وأسرتك او لنفسك، اشعر بندم عميق".
وبعد أن ارتشف جرعة ماء وبدا ينظرا إليه حارس السجن بشيء من الحزن قال ورأسه الى الاسفل" هناك من يسرق لأنه مدمن وهم كثر، وهناك من يسرق لإشباع رغباته، ولكن هناك من يسرق ليأكل أبناءه وهذا حرام ولكن الشيطان ماكر ذهبنا إلى كل مكان لم نجد عمل، أنا حزين على هذا الوضع لا اعرف ماذا يفعل أبنائي الحياة غير عادلة أحيانا".
الناطق باسم جهاز الشرطة في حكومة غزة المقالة الرائد أيوب أبو شعر قال " في غزة هناك حوادث وجرائم وسرقة وسطو، هذا أمر طبيعي جدا مقارنة، بأي دولة أخرى، ولكن هذه ليست ضمن عمل جماعي منظم، لا تقوم به عصابات منظمة إنما هو عمل فردي" . وفق قوله
وأضاف أبو شعر حول أسباب الجرأة لمثل هذه الأعمال " الأوضاع في قطاع غزة صعبة للغاية، هناك حصار اسرائيلي خانق، وللأسف حصار عربي أيضا على غزة، الوضع الاقتصادي سيئ المواطنون لا يجدون إلا قليل من العمل وهناك بطالة وخريجين ، ولكن هذا لا يجب أن يدع الناس ان تذهب إلى طريق السرقة والحرام". وفق تعبيره
فيما قال الداعية الإسلامي الشيخ طاهر لولو " إن الوضع العام السيئ دفع المواطن إلى عدم التفكير بصورة سليمة، لان الذي يرفع سلاح على طفل هو شخص عديم الإحساس وتجرد من إنسانيه، ومهما كان الوضع قاسيا ليس هناك مبرر أن يقوم شخص بمهاجمة أملاك الآخرين وسرقتها".
وأضاف الشيخ الداعية لولو الذي يلقى خطب ودروس دينية في مساجد قطاع غزة "هناك مساجد تعرضت للسرقة حاجات المسجد تسرق هذا أمر فائق الجرم والحرمة، للأسف من يفعل هذا تربى على الحرام ولم يتربى تربية إسلامية صحيحة ". حسب قوله
وختم الشيخ لولو قوله " لو كان ابني يبكي أمامي ألف يوم لا يجب أن نكون حطب لنار جهنم في سبيل الحرام ومن اجل الشهوات و الرغبات والخوض في الحرام".