الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

لعنة شرم الشيخ - كاتب اسرائيلي ينصح بعدم رفع سقف التوقعات

نشر بتاريخ: 25/06/2007 ( آخر تحديث: 25/06/2007 الساعة: 11:30 )
ترجمة وكالة معا- يبدو ان الاسرائيليين كما الفلسطينيين لا يعلقون الكثير من الآمال على القمة التي سوف تنطلق اليوم في شرم الشيخ والتي سوف يحضرها كلَِ من الرئيس الفلسطيني عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي اولمرت والملك الاردني عبد الله الثاني وبضيافة الرئيس المصري مبارك.

الكاتب الصحفي الاسرائيلي سيفر بولتسكر كتب بزاويته على موقع صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية ان اعلان اولمرت عن بداية جديدة بالعلاقات الاسرائيلية- الفلسطينية مع عقد القمة بالشرم هو بأقل تقدير اعلان غير موفق وبالتحديد اختيار المكان كان غير موفق. فلو اردنا الحكم بناءً على تجربة الماضي لوجدنا ان اي من القمم التي عقدت بالشرم لم تأت أكلها.

وبدأ الكاتب الاسرائيلي باستعراض تاريخ القمم الفلسطينية - الاسرائيلية التي عقدت بالشرم والتي كان اولها واكثرها تألقاً تلك التي عقدت في اذار 1996 والتي حضرها حشد من القيادات العالمية بمن فيهم الرئيس الامريكي في ذلك الوقت، كلينتون والرئيس الروسي يلتسين بالإضافة الى شيرام الفرنسي، ميجور البريطاني، كول الألماني، حسن المغربي، حسين الاردني ومبارك المصري وطبعاً الرئيس الراحل ياسر عرفات ورئيس الحكومة الاسرائيلية المؤقت في ذلك الوقت والذي كان يتحضر للإنتخابات المبكرة شمعون بيرس.

واضاف بولكستر كل الزعماء اجتمعوا لهدف واحد في ذلك الوقت: "القضاء على حماس وتجريدها من سلاحها" خصوصاً بعد موجة العمليات التفجيرية التي اجتاحت اسرائيل في ذلك الوقت والتي اشرت على انهيار اوسلو وعلى دفع الاسرائيليين الى احضان نتانياهو وبعيداً عن بيرس في الانتخابات المبكرة التي اعلنت على خلفية إغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحاق رابين.

22 زعيم دولة ووزرائهم اجتمعوا في تلك القمة لحث عرفات على العمل بيد من حديد ضد حماس والعمل على انقاذ بيرس من الهزيمة التي تحدق به. كاتب المقال يضيف ويقول: "عرفات تظاهر انه يحارب حماس لكنه بالحقيقة عقد حلفاً معها وأدى الامر الى خسارة بيرس وصعود نتانياهو. بهذا انتهت اكبر القمم في الشرم بفشل ذريع وكذلك كل القمم التي تلتها.

الكاتب الاسرائيلي يستمر بمراجعته لكل القمم التي تلت والتي كان مسرحها جميعاً شرم الشيخ وجميعها كان مصيرها الفشل. فمن قمة مبارك - نتانياهو في ربيع 1997 والتي أقرَّت تجميد البناء اليهودي بالقدس لكن ما انفضّت القمة حتى استمر البناء كأن شيئاً لم يكن.

بعد عامين شهد الشرم حفل توقيع اتفاق جديد بين عرفات وبراك رئيس الوزراء الجديد في ذلك الحين. الإتفاق حدد المناطق التي سوف تحولها اسرائيل لسيطرة السلطة الفلسطينية وحدد جدول زمني للقيام بالمهمة وللبدأ بمفاوضات الحل النهائي وأكثر من ذلك فقد صودق على هذا الإتفاق من قبل الكنيست الاسرائيلي في جلسه خاصة لكن الاتفاق بقي حبراً على ورق.

قمة جديده عقدت في العام 2000 لمنع الإنفجار الذي كان يحوم بالجو فلم يمر اكثر من اربعة أشهر لكي نشهد الإنتفاضة الفلسطينية الثانية.

هل فككوا حماس؟

بولتسكر يؤكد ان "لعنة الشرم" استمرت ففي ايار 2003 كانت قمة جديدة هذه المرة بحضور الرئيس الامريكي الجديد جورج بوش الثاني ورئيس الوزراء الاسرائيلي شارون ورئيس الوزراء الفلسطيني في ذلك الحين محمود عباس بالإضافة الى مبارك وعبدالله وبغياب الرئيس عرفات المحاصر برام الله.

عباس في تلك القمة وبدعم من الزعماء العرب والرئيس الامريكي وقع على اتفاق تنفيذ ل"خارطة الطريق" والتي كانت أحدى خطواتها الأولى نزع سلاح حماس.

حماس لم ينزع سلاحها خارطة الطريق ماتت وكذلك عرفات وابو مازن تحول الى الرئيس ومرة اخرى التقى مع شارون ومرة اخرى بالشرم مرة اخرى بضيافة المبارك مرة اخرى آمال وأحلام وردية مرة اخرى أحاديث واتفاقات واعلانات وفي الواقع لا شئ.

على الرغم من كل هذا، يخلص الكاتب الأسرائيلي، سوف يجتمع اليوم الزعماء وسوف يلتقون بالشرم سيتبادلون الحديث يتناقشون،يتعانقون، يخطبون، يوقعون. لكن السؤال هل سوف ينجحون هذه المرة بالتنفيذ على ارض الواقع؟ هل سوف تنجح قمة 2007 بما فشلت به قمة 1996 المدججه بزعماء العالم؟ وهل ستنجح القمة بوضع حد لحماس وإعادة النظام الى الأراضي الفلسطينية؟
الكاتب الإسرائيلي يشك في ذلك.