الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

73% من الشباب جربوا الواسطة مقابل 28% تعرضوا لمضايقة الأجهزة الامنية

نشر بتاريخ: 18/03/2014 ( آخر تحديث: 18/03/2014 الساعة: 22:12 )
رام الله - معا - أظهرت نتائج استطلاع الرأي الإلكتروني الأول الخاص بـ "الشباب والقضايا الراهنة"، بأن الشباب منقسمين حيال إمكانية تقديم القيادة الفلسطينية لتنازلات فيما يتعلق بمطلب يهودية الدولة، وعبر 39% عن اعتقادهم بأن القيادة الفلسطينية ستقدم تنازلات ما في هذا الصدد، مقابل 37% يرون أن القيادة لن تتنازل.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم منتدى شارك الشبابي ومركز التمكين الاقتصادي للشباب للإعلان عن نتائج استطلاع الرأي الإلكتروني الأول" الشباب والقضايا الراهنة "، وذلك في مقر المنتدى برام الله، بمشاركة عينة عشوائية مكونة من 4057 شابا وفتاة من مختلف محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الفترة من 26/2 ولغاية 4/3/2014، وعرض نتائجه الباحث وسام فاشة، وعقب عليها الناشط الشبابي مستشار الرئيس لشؤون تكنولوجيا المعلومات د. صبري صيدم.

وأشارت النتائج الى أن غالبية الشباب (73%) لا يرون إمكانية للتوصل لاتفاق سلام عبر المفاوضات خلال الفترة القادمة. وترتفع نسبة من يرون إمكانية للتوصل لاتفاقية في قطاع غزة (52%) مقارنة مع انخفاضها في الضفة الغربية (17%).
|270845|
وبينت النتائج أن غالبية الشباب (73%) تعرضوا بشكل شخصي لموقف يتعلق بالواسطة والمحسوبية. وتنخفض هذه النسبة لدى الإناث لتصل إلى 70%، مقارنة مع 75% لدى الذكور. وأظهرت أن 28% من الشباب تعرضوا لمضايقة من قبل الأجهزة الامنية الفلسطينية. وتبلغ نسبة من تعرض لمثل هذه المضايقات في قطاع غزة 33%، مقارنة مع 25% في الضفة الغربية.

وأكدت النتائج أن 40% من الشباب يرون أن المصالحة معطلة بسبب الصراع على السلطة بين فتح وحماس، فيما يعتقد 18% أن السبب هو تباين مواقف الفصيلين حول المقاومة. هذه النسبة الاخيرة أعلى في الضفة الغربية (24%)، مقارنة مع قطاع غزة (6%).

واعتبر غالبية الشباب (67%)، أن الثورات العربية اتت بنتائج سلبية خاصة بعد التدخلات الخارجية فيها وهو الرأي الذي ترتفع نسبته في قطاع غزة، أكثر من الضفة الغربية.ويرى غالبية الشباب (69%) ضرورة الجمع بين مقاطعة بضائع الاحتلال ووجود إجراءات لحماية السوق والمنتج الفلسطيني.

ويرى غالبيتهم أيضا وجوب فرض عقوبات قانونية أو اجتماعية على المتورطين بالأنشطة التطبيعية، بغض النظر عن الإمكانية العملية لذلك.وعبر غالبية الشباب (59%) عن رفضهم لقرار حذف الدين من بطاقة الهوية الشخصية وترتفع نسبة الرفض لهذا القرار في الضفة الغربية (مقارنة مع قطاع غزة)، وفي أوساط الذكور مقارنة مع الإناث"، ويقيم 54% من الشباب الخدمات البلدية في مناطق سكناهم بالمتوسطة، مقابل ثلثهم اعتبرها سيئة.

ويرى 23% من الشباب أن تجربة المقاومة الشعبية في مناطق كعين حجلة وباب الشمس حققت نجاحا يمكن البناء عليه، مقابل 24% يعتبرون أن هذه التجربة لن تغير من واقع الحال شيئا. وترتفع نسبة من اعتبر هذه التجربة ناجحة في قطاع غزة لتصل إلى 40%، مقابل 17% في الضفة الغربية.

وأشارت الى أن نصف الشباب الفلسطيني يبدون ميلهم للسفر للعمل في الخارج إن أتيحت فرص مناسبة لهم. مع ارتفاع التردد حول هذا الأمر في قطاع غزة مقارنة مع الضفة الغربية، ولدى الإناث مقارنة بالذكور، في حين بلغت نسبة التفاؤل في أوساط الشباب 58%، مقابل 25% من المتشائمين.

وترتفع نسبة التفاؤل في قطاع غزة، مقارنة مع الضفة الغربية، ولدى الإناث مقارنة مع الذكور. واعتبر غالبية المشاركين أن الشباب الفلسطيني استطاع (أو استطاع إلى حد ما) أن يحقق نجاحا في التأثير على قضايا سياسية واجتماعية باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي. وترتفع نسبة هذا التقييم في قطاع غزة، ولدى الإناث.

ويعتقد د. صيدم بأن نسبة 23% من الشباب يرون بأن القيادة ستقدم تنازلات، من المؤكد ستختلف لو اجري الاستطلاع بعد خطاب الرئيس ابو مازن أمام المجلس الثوري الأخير.

وقال د. صيدم:"ان القبول بيهودية الدولة بأي صيغة هو خيانة، والتنازل عن حق العودة وعدم الالتزام بقرار الشرعية الدولية 194 سيشكل بالنسبة للشباب الفلسطيني خيانة والقبول بالاحتلال الاسرائيلي بصفة ترتيباته الأمنية تحديدا فيما يتعلق بابقاء قواعد عسكرية في الغور أو التنازل عن القدس باعتبار كما يسميها الاحتلال "العاصمة الأبدية لاسرائيل" سيكون خيانة"، ولذلك فانه يعتقد بان هذا الرقم كان سيتغير لدى الشباب لو ان هذا الاستطلاع قد تم بعد خطاب الرئيس الاخير.

ويتفق د. صيدم مع الرقم المتعلق بامكانية التوصل الى السلام عبر المفاوضات سيما وان شعبنا وبالذات الشباب منه، لم ير خلال 20 سنة الماضية نتائج فعلية على الارض، وأكد أن الرقم المتعلق بمفهوم المقاومة الشعبية محزن بشكله الحالي، لكنه يعتقد أنه ربما تكون الصورة غير واضحة لدى الشباب حول مفهوم المقاومة الشعبية، معتقدا بوجود فجوة ما بين الشباب والمجتمع وحملات المناصرة في الخارج تحديدا فيما يتعلق بسحب الاستثمارات والمقاطعة لاسرائيل.

وأعرب د. صيدم عن حزنه لتعرض 73% من الشباب للواسطة وقال:"هو واقع يعكس حالة مأساوية، و28% تعرضوا لمضايقات الأجهزة الامنية مع ان الأغلبية كانت في قطاع غزة حاثا الأجهزة الامنية بدراسة هذا الأمر بحكمة وتروي واعادة النظر في الكثير من التصرفات التي يراها البعض انها قد تكون مضايقة".

وحيا د. صيدم، شباب غزة الذي ما زالوا يتمتعون بالأمل والتفاؤل، لكنه قال:" زياراتي المتكررة لقطاع غزة أثبتت بأن غزة تنهار بصورة دورية وان مستوى الحياة والآمال والطموح وفي كل مكوناتها في غزة أصبح دون البشرية".

ويعتقد صيدم وجود ظلم لفصيل على الآخر فيما يعتقده الشباب 40% بأن تعطيل المصالحة قائم على صراع على السلطة ما بين فتح وحماس، وقال "ان شهادته ستكون مجروحة كونه ينتمي الى أحد الفصيلين".

وفيما يتعلق بنصف الشباب يفكرون بالسفر في حالة اتيحت لهم فان هذا يتقاطع مع تقرير الشباب حيث حالة البؤس واليأس والاحباط والبطالة والفقر المتفشية في المجتمع وهي فرصة لتجديد الدعوة لكافة المؤسسات الحكومية ورئيس الوزراء والحكومة للاهتمام واعطاء صفة الاستعجال بالمشاريع الريادية الشبابية حتى لو وصل الأمر الى استحداث صندوق مستعجل وتذليل الصعوبات أمام الشباب للوصول الى المال وتوفير السياسات اللازمة لدعمهم فعلا وخارج نطاق الشعارت، مؤكدا وجود فوضى عارمة بمساهمة المانحين الذين بعد"ثورات الربيع العربي" ركبوا موجة الشباب والريادة ويقفز على هذا المفهوم دون تدخل حكومي لعملية التنظيم ستقتل مفهوم الريادة وفرص تشغيل الشباب.

أما المدير التنفيذي لمنتدى شارك الشبابي بدر زماعرة:" قال يمثل هذا الاستطلاع محاولة من المنتدى لرصد آراء الشباب حول مجموعة من القضايا الراهنة، للوقوف على بعض المؤشرات الرئيسية التي تهم صناع القرار والمؤسسات الشبابية في صياغة وتنفيذ سياساتها ومشاريعها. مع الأخذ بعين الاعتبار محاذير الاستطلاعات بشكل عام، ومنها الاستطلاعات الإلكترونية".

وأكد زماعرة، أنه يمكن الاسترشاد بهذه النتائج كتوجهات عامة، منوها الى أن الاستطلاع استهدف الشباب الفلسطينيين في الفئة العمرية (18-35).

وقال:"رغم أن نسبة المشاركين في الاستطلاع من خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 (الضفة الغربية وقطاع غزة) جاءت منخفضة (4% أي 162 مشاركا)، إلا أن الأمر بالنسبة لـ"شارك" يتضمن أهمية عالية، فأولا، فإن الحديث عن الشباب الفلسطيني، يجب أن يكون شموليا، ولا يعترف بعوامل التجزئة والتفتيت المفروض على شعبنا، وأن التباين في إجابات الشباب حسب أماكن توجدهم يعكس اختلاف ظروفهم، وهو ما يجب أخذه بعين الاعتبار في أي من المشاريع والبرامج التدخلية، ومن جهة أخرى، فإن انخفاض النسبة يعطي لمنتدى شارك مؤشرات حول أهمية التوجه، أو تفعيل التواصل مع الشباب الفلسطينيين خارج الأراضي المحتلة عام 1967، في الاستطلاعات القادمة".