الجمعة: 27/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

اوراق في القدس

نشر بتاريخ: 18/03/2014 ( آخر تحديث: 18/03/2014 الساعة: 20:43 )
بقلم : بدر مكي

اتحاد الشطرنج .. نموذجاً
يحدث في فلسطين .. ان بطولة تقام .. بلاعبيها وادارييها واعضاء اتحاد لعبة .. يتم استضافتهم لاكثر من ليلة واكثر من يوم .. في قرية ما .. ولاكثر من مرة .. حتى تنتهي البطولة ويتوج الفائزون ..
هذا ما حدث في العديد من بطولات الشطرنج .. حيث يسارع الاهالي في قرانا المستضيفة لبطولات الشطرنج .. بالاهتمام البالغ بالاعاشة والاقامة لابنائنا وبناتنا .. في جو اسري مجبول بعاداتنا وتقاليدنا .. ولهذا ينجح اتحاد الشطرنج في كل مرة .. في كل بطولة يقيمها .. ويتحلق الاهالي من حول اللاعبين والحكام واعضاء الاتحاد .. في اجمل معاني الروح الوطنية والاجتماعية .. وقد لمست جزءا يسيرا مما تحدثت عنه .. عندما تم تكريم ابطال سيدات فلسطين في قرية الجيب المقدسية .. وسط تفاعل المجلس المحلي ومدرسة بنات الجيب وكذلك من بدو وبيت عنان.

والمفارقة ان بطلات فلسطين باللعبة .. لا يتجاوز اعمارهن ال 18 عاما .. ومعظم المشاركات .. اصغر من ذلك بكثير ..
تحية لكل من يعمل بصمت .. خالد عزالدين امين عام اتحاد الشطرنج .. الذي كان شعلة نشاط .. وكان كذلك في كل بطولات الاتحاد .. مع صحبه في الاتحاد وخاصة عضو الاتحاد زياد المصري ..

وتحية لقرى شمال غرب القدس .. التي تتحفنا بالابطال والبطلات في اللعبة في بدو وبيت عنان بالاضافة الى العديد من المواقع في فلسطين التاريخية.
لقد شاهدت نموذجا فريدا من نوعه يجسده اتحاد الشطرنج وانديته وانصاره في العديد من بلداتنا .. وهذا النموذج يأتي بالتعاون الوثيق مع هيئات الحكم المحلي (مجلس محلي الجيب)، والمدرسة (مدرسة بنات الجيب)، ولهذا فإن الاهتمام بالرياضة المدرسية هو صمام امان حركتنا الرياضية، لان المشاركين في هذه اللعبة وغيرها من الالعاب يعتمد على تلاميذ المدارس، ويجب ان يعلن عن الاتحاد الرياضي المدرسي فورا .. لانه بوابتنا نحو اكتشاف المواهب وصقل المهارات .. بدلا من ان نراوح المكان .. في العديد من الاتحادات التي تعتمد على اسماء عفا عليها الزمن .. واعتقد ان الاتحاد الرياضي المدرسي .. سيعلن عنه قريبا .. وهو في اللمسات الاخيرة .. وهو الذي سيكون رافعة لكل الاتحادات الرياضية .. سيما ان عمله سيتضمن اسبوعا اولمبيا مدرسيا في نهاية العام .. من اجل عرض اخر نماذج المواهب .. التي تحتاج لمن يأخذ بيدها .. نحو فضاءات عربية واقليمية .. وربما عالمية.

عمران .. الاب البار
تعرفنا عليه .. بحكم قرب محله للحدادة .. بجانب مدرسة هشام بن عبد الملك .. بعدما تحولت الى مقر لنادي شباب اريحا في اوائل ثمانينيات القرن الماضي .. بالقرب من مسجد اريحا القديم .. ومنذ ذلك التاريخ .. اصبح عمران اعمر .. عضوا فاعلا في الحركة الرياضية .. واصبح بعدها رئيسا لنادي شباب اريحا .. عشق الرياضة .. وكانت افكاره مثار اهتمامنا جميعا .. لما يتمتع به هذا الرجل من اخلاق كريمة ونكران للذات وخدمة المجتمع .. فهو من رجال الاصلاح في المحافظة .. بل وعلى صعيد الوطن.

كان لديه اليد الطولى في بناء مقر لنادي الشباب .. في منطقة تسمى "كتف الواد" .. قبالة سوق الحسبة .. كما وأنشأ العديد من الملاعب في منطقة المقر .. وهكذا تحول الرجل العصامي .. الى عنوان للحركة الرياضية في اريحا .. وامتد ذلك الى عموم الوطن ..
كان يؤمن باهمية التعليم .. ولذا فان افراد عائلته .. بنيناً وبناتاً .. على درجة عالية من التعليم والثقافة .. وتعلموا منه .. حب الوطن .. والحرص على الثوابت الوطنية .. واهمها حق اللاجئين .. فالوالد القادم من قرية المسمية في الداخل الفلسطيني .. اصبح نموذجا في الاصرار للعودة الى قريته .. التي حولها المستعمرون الى مجموعة من المستعمرات .. ولكنه يؤمن بالحتمية التاريخية .. بالعودة الى البيت الذي احتضن اسرته وابناء القرية .. ان حق العودة .. غير قابل للتصرف او التأويل.

فقد عمران .. كريمته .. وخرجت اريحا عن بكرة ابيها .. تودع بنت الرجل البار باهله ووطنه .. وام بيت العزاء .. من كل حدب وصوب من كافة المحافظات .. لما عرف عن هذا الرجل اسمى معاني الوفاء والكرم .. الى جنات الخلد .. نادية عمران اعمر .. ولذويها جميل الصبر وحسن العزاء.