الأربعاء: 25/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

لا تتركوا القدس وحيدة...

نشر بتاريخ: 20/03/2014 ( آخر تحديث: 20/03/2014 الساعة: 17:37 )
كتب : احمد البخاري

ساعات قليلة تكاد تفصلنا عن أنطلاق ما يسمى "ماراثون اورشليم الدولي" الذي تنظمه بلدية القدس الاسرائيلية منذ العام 2011، ويشارك في هذا الماراثون الدولي أكثر من 20 الف عَدّاء من حوالي 53 دولة من أنحاء العالم، الماراثون الذي ينظم للعام الرابع على التوالي وتأخذ المشاركة فيه الآتساع من حيث العدد "الكم والكيف"، وبطبيعة الحال سيخترق هذا الماراثون كالعادة الأحياء العربية الفلسطينية في القدس المحتلة، واليوم وهو الجمعة سوف يتم أعاقة حركة وصول المصلين للمسجد الأقصى...

وبالعودة للماراثون الاسرائيلي ورد الفعل الفلسطيني... نعي جيدا انه بالأعوام السابقة كما العام هذا لم يكن هناك رد فعل يناسب الحدث "سوى التصريحات الاعلامية"، ففي الوقت الذي ينظم فيه الاحتلال الماراثون بالقدس المحتلة نقوم بالرد على هذا النشاط بماراثونات ونشاطات وسباقات في غزة وعمان ونابلس وطولكرم وبيت لحم وليس في القدس كما يجب ان يكون الرد، مع عدم التقليل من هذه النشاطات التي لا تأتي من باب الرد على الماراثون الاسرائيلي لكنها تبقى نشاطات نحن بحاجة اليها لتدعم صمود المقدسيين ولو بالأقوال والتصريحات وهذا أضعف الأيمان الذي نمارسه.

نعم هناك هجمة أسرائيلية تستهدف القدس بكل مكوناتها وهناك تقصير فلسطيني رسمي وأهلي واضح وجلي من أعلى قمة الهرم الفلسطيني ونزولا بالتسلسل، وهذا التقصير هو الذي جعل الاحتلال يوغل في تصرفاته وأستفزازاته اليومية وأستفراده في المدينة.

وهنا لا بد من توجيه الشكر لمن أخذ على عاتقه حق الرد وهم تجمع قدسنا للاتحادات والالعاب الرياضية واللجنة الوطنية لمناهضة التطبيع اللذان ينظمان ماراثونا سنويا للعام السادس على التوالي في الآحياء المقدسية ابو ديس، العيزرية، السواحرة والزعيم وهي أحياء مقدسية لا تفصلها عن المدينة سوى بضع مئات من الامتار، وبنفس الوقت تمارس حقها السلمي عند ابواب المدينة المقدسة لتقول ان هذه المدينة العربية الفلسطينية تقع تحت الاحتلال منذ العام 1967 وينطبق عليها القرارات الاممية، ولا يجوز للأحتلال الأستفراد فيها وتغيير معالمها وتزوير التاريخ والجغرافيا فيها...

والشيئ بالشيئ يذكر... علينا توجيه الشكر الجزيل لمن أعاد للقدس نبضها، وأحاط بسورها كما السوار بالمعصم قبل ايام حين نجح المقدسيين بتشكيل أكبر سلسلة بشرية قارئة أنطلقت من باب العمود والتفت حول اسوار القدس، بتنظيم من "مبادرة شباب البلد"، والآن من واجبنا التصدي لهذه السياسة الاسرائيلية التي تستفرد بالمدينة وعلينا أن تتحلى بروح المبادرة وليس رد فعل وعلينا القيام بنشاطات رياضية وتربوية واجتماعية وثقافية ولعل لنا من فكرة سلسلة القراءة البشرية أفضل قصة نجاح حديثة.

حيث قال القائم على الفكرة حسام عليان:" أن الهدف من الحملة هو تعزيز صمود المقدسيين بالمدينة، واحداث حالة ثقافية في القدس، وتوحيد الثقافة الفلسطينية في الضفة والقدس وغزة والداخل الفلسطيني".

هذا اليوم أعادنا ليوم شبيه حين تحررت المدينة يوم تشييع جنازة اميرها الراحل فيصل الحسيني، وهذا النشاط السلمي يحرج الأحتلال أيما أحراج.
نعم علينا ممارسة حقنا السلمي والألتفاف حول "ماراثون القدس السادس" في القدس وابو ديس والعيزرية والسواحرة ايضا فهما غلاف المدينة المقدسة، وعلينا عدم ترك القدس وحيدة كما فعل الزعماء والقادة العرب وبعضا من زعاماتنا...

وأخيرا علينا ان نوجه الشكر للنائب حاتم عبد القادر الذي أكد أن اللجنة الفنية في مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب ارسلت بطاقة احتجاج متطرقا الى توصيتها بتخصيص يوم 26 أيار من كل عام لتنظيم ماراثون القدس وتخصيص موازنات لهذا السباق العربي الفلسطيني مطالبا باحياء هذه التوصية، فيما تعهد عبد القادر بتفعيل القرار وأن تأتي الميزانية للجهة الراعية وهي تجمع قدسنا واللجنة الوطنية، وأن ينظم الماراثون باسم القدس سنويا زبمشاركة واسعة محلية ودولية.