الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

البرغوثي: الانقسام الفلسطيني اخطر مما كان سائدا عام 1948..وما جرى في غزة جاء تحقيقا لحلم شارون

نشر بتاريخ: 26/06/2007 ( آخر تحديث: 26/06/2007 الساعة: 19:48 )
رام الله - معا- قال النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادره الوطنيه الفلسطينيه ان ما جرى في قطاع غزة من احداث هو وقوع في فخ نصبته اسرائيل منذ اعادة الانتشار في القطاع عام 2005 .

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده البرغوثي في رام الله أكد فيه أن فصل الضفه الغربيه عن قطاع غزه هو تحقيق لحلم شارون الذي سعى اليه .

واوضح : ان اسرائيل دفعتنا نحو التنازع على سلطة وهمية بدون سيادة في ظل وجود الاحتلال الذي يهيمن على قطاع غزة والضفة الغربية ".

وقال البرغوثي ان ما يجب التنافس عليه هو الكفاح والنضال وكيفية تحقيق الاستقلال الوطني بدلا من التنافس على سلطة لا تتمتع بالسيادة موضحا ان البعض وقع في الفخ الذي نصبته اسرائيل.

وحمل البرغوثي اسرائيل والمجتمع الدولي المسؤولية المباشرة عن افشال حكومة الوحدة الوطنية بسبب استمرار الحصار عليها مشيرا الى ان افشال حكومة الوحدة الوطنية حمل خطريين الاول هو خطر انهيار السلطة برمتها والثاني تدمير المشروع الوطني محذرا من خطورة الاستقطاب الجاري ومحاولة تعميقه بشكل اخطر من الوضع الذي كان قائما عام 1948 على اعتاب النكبة .

وقال البرغوثي انه يجب على القوى الوطنية ان تقدم رؤية وحدوية تركز على احترام الشرعية الوطنية وتجد مخارج لاستعادة وحدة الشعب ومنع انقسامه الذي لا تستفيد منه سوى اسرائيل .

وتحدث البرغوثي ان معالجة الاحداث المؤسفة التي شهدها قطاع غزة لا بد من ان تستند الى خمسة مبادىء ابرزها :رفض حسم الخلافات السياسية بالقوة العسكرية كما جرى في القطاع وضرورة التراجع عن الخطوات التي تمت وان يعتمد ذلك كقاعدة من قواعد العمل السياسي والتي لا يجوز المس بها وثانيا رفض الاقصاء لاي طرف من الاطراف السياسيةوثالثا تكريس ثقافة احترام القانون ورابعا عدم جواز التعدي على حياة المواطنيين وحقوقهم واملاكهم وبيوتهم مثلما حصل ضد منزل الرئيس الراحل ياسر عرفات والرئيس ابو مازن ومنزل رئيس المجلس التشريعي عزيز دويك والعلم الفلسطيني وخامسا وقف التجريح والمهاترات الاعلامية المؤسفة والمحزنة التي تقض مضاجع كل الفلسطينيين .

واكد البرغوثي "انه لا سبيل سوى البحث عن اسلوب ناجع لاستعادة وحدة النضال والوطن والشرعية الوطنية عبر مجموعة من الاجراءات من بينها التراجع عن خطوات عديدة خرقت الشرعية والقانون وتشكيل حكومة انتقالية مؤقته متوافق عليها تعمل على اصلاح الاجهزة الامنية بشكل ينزع عنها صفتها الفصائلية والحزبية والاعداد لانتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة تشمل الجميع ولا تستثني احدا لكي نعود الى المرجع وهو الشعب الفلسطيني .

وقال النائب في التشريعي "ان ما نشهده اليوم هو نتيجة الضعف الذي لحق بمنظمة التحرير مما يستدعي تركيز بنيانها وتعزيز الديمقراطية في صفوفها الى جانب ان ما نشهده اليوم هو تعبير عن الخطأ الكبير الذي تعاني منه الحركة الوطنية والشعب الفلسطيني وهو غياب قيادة موحدة واستراتيجية وطنية موحدة .

واضاف ان النضال الوطني والكفاح الشعبي من اجل نيل شعبنا حريته واستقلاله ليس عيبا ولا شيئا من تراث الماضي بل هو شرط لانقاذ الشعب الفلسطيني من الضياع والتعبير الدقيق عن المصالح الوطنية والنضال الوطني بغض النظر عن اشكاله وتعزيز النضال الجماهيري خاصة ضد جدار الفصل العنصري ودعم صمود الناس وتعزيز بقائهم على ارضهم مشيرا الى ان هذا هو ميدان المنافسة والتفوق وليس الانقسام الداخلي .

واكد البرغوثي ضرورة وضع كل الطاقات والامكانيات لحماية الشعب الفلسطيني ومستقبله ووحدة اراضيه ووحدة شرعيته الوطنية .

ودعا البرغوثي الى النظر لخطورة المخطط الاسرائيلي و النظرخلف الانقسام في الساحه الفلسطينيه ومدى درجة أستفادة أسرائيل من ذالك وكيف عملت على تغذية الانقسام وتشجيعه .

وقال البرغوثي اننا يجب الا نسمح للاشجار بان تحجب الغابة عن عيوننا فأسرائيل لم توقف التطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 وأن فصل مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزه عن المعادله الديمغرافيه يعتبر أنجازاً كبيراً لأسرائيل لان ذلك يرفع عن كاهل أسرائيل قوة الضغط الديمغرافيه نحو اقامة دولة فلسطينيه مستقلة مشدداً على أن التغير الديمغرافي له أهميه ووزن كبير أذا أستمرت حالة الانقسام بين الضفه والقطاع .

وأضاف البرغوثي أن أسرائيل تسعى الى تكريس الضعف الفلسطيني لمواصلة الادعاء بعدم وجود شريك فلسطيني تتفاوض معه حول قضايا الحل النهائي وللتهرب من مفاوضات الحل النهائي ولتكريس حالة الكانتونات والمعازل ورؤية اسرائيل لدولة ذات حدود مؤقتة كبديل لقيام دولة كاملة السيادة .

واشار البرغوثي الى التصريح الذي صدر عن هنري سجمن رئيس مجلس العلاقات الدولية في نيويورك حول ما قاله اولمرت للرئيس بوش خلال زيارته الاخيرة لواشنطن وتركيزه على الحاجة الملحة لعزل الكيانين غزة عن الضفة ومنع اي اتصال بينهما لاضعاف امكانية قيام دولة فلسطينية متذرعا بالصراع بين فتح وحماس من اجل تكريس العزل بين القطاع والضفة.

وقال البرغوثي ان الرسالة التي يجب ان يفهما شعبنا ان اسرائيل لاتريد ان تقوي طرفا على حساب طرف اخر بل انها تريد اضعاف الطرفين وكل الفلسطينيين بهدف تكريس الانقسام .

واشار البرغوثي الى ان مؤتمر شرم الشيخ اظهر حقيقة السلوك الاسرائيلي من خلال رفض اعادة اموال الضرائب الفلسطينية كاملة وتقسيطها على ست مراحل واقتطاع 200 مليون دولار بهدف ابتزاز تنازلات سياسية ووضع الفلسطينيين في دائرة الاختبار.

وقال البرغوثي ان اسرائيل تمارس خداعا فتارة تتحدث عن رفع حواجز عسكرية وتارة اخرى عن فتح حواجز عسكرية ثم تعود بعد ذلك للحديث عن عدم رفع او فتح حواجز قي الضفة الغربية تحت ذريعة ان الجيش الاسرائيلي لا ينصح بازالة اي حاجز بسبب الاوضاع الامنية .

وتحدث البرغوثي عن نية اسرائيل الافراج عن 250 اسيرا في الوقت الذي يعتقل فيه الجيش الاسرائيلي شهريا 200 فلسطيني بينما يقبع 11000 معتقل في سجون الاحتلال بينهم 105 اسيرات و376 طفلا مشيرا الى ان حديث اسرائيل عن الافراج عن اسرى من طرف سياسي واحد هدفه احداث الوقيعة بين الفلسطينيين الى جانب استخدام المعايير الاسرائيلية في الافراج عن المعتقلين الفلسطينيين .

واضاف البرغوثي اننا نشهد مناورات اسرائيلية خبيثة اخطرها رفض الخوض في قضايا الحل النهائي مشيرا الى انه لو كانت اسرائيل جادة في ابداء النوايا الحسنه لتحدث اولمرت عن القضايا الجوهرية مثل ازالة الاحتلال ووقف وتجميد النشاط الاستيطاني وازالة جدار الفصل العنصري والاستعداد للانسحاب من القدس العربية التي يجب ان تكون عاصمة للدولة الفلسطينية وليس الحديث عن امور شكلية .

واوضح البرغوثي ان الوقاحة التي يتسم بها السلوك الاسرائيلي تعكس استغلال الانقسام الحاصل في الساحة الفلسطينية والذي وصل الى حد اعلان اولمرت انه سيعيد النظر في اللفتات والاجراءات في حال عاد الفلسطينيون الى التحاور فيما بينهم .

واشار البرغوثي الى ان اسرائيل لم تغير نهجها منذ اوسلو وتسعى الى جعل السلطة الفلسطينية سلطة وظيفية على قضايا معيشية وعلى السكان وليس دولة حقيقية وان الذي يجري هو نتاج مباشر للاسلوب الذي اتبعته في اوسلو.

وشدد البرغوثي على ان نضال 42عاما منذ الثورة الفلسطينية بات على المحك وان علينا ان نختار بين ما يطرحه اولمرت من تحويل الكيان الوطني الى مجرد هيئة مسؤولة عن قضايا معيشية وبين دولة فلسطينية كاملة السيادة مشيرا الى ان ما حققه الشعب الفلسطيني من استقلالية قراره الوطني وتمثيله لنفسه بات اليوم معرضا للخطر بسبب الانقسام الداخلي .

واكد البرغوثي انه لا يجوز تجويع مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة بسبب الخلاف السياسي القائم ولايمكن ان نتخلى عن ابناء وبنات غزة فهم جزء لايتجزا من شعبنا الفلسطيني .

وحذر البرغوثي من المأساة التي يعيشها 6000 فلسطيني عالقين على معبر رفح منذ مدة طويلة في ظل اجواء من الحر الشديد والضائقة والنقص في الاموال مشيرا الى ضرورة بذل كل جهد من اجل الضغط على اسرائيل والسماح لهم بالعودة الى القطاع .26/6/2007