الأربعاء: 25/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

لا أَرَى في القدسِ إلا أَنْتْم...

نشر بتاريخ: 23/03/2014 ( آخر تحديث: 23/03/2014 الساعة: 20:11 )
بقلم : اسامة علي صلاح

أعادتني قصيدة الشاعر الفلسطيني الشاب المبدع تميم البرغوثي للحال والضوع الذي تعيشه مدينة القدس مؤخرا وعلى كافة الأصعدة التجارية والاقتصادية والرياضية ايضا، وبين الحين والأخر تجذبني الرياضة وأيام الزمن الجميل حين كنا لاعبين في نادي هلال القدس منتصف سبعينيات القرن الماضي.

يوم الجمعة صدمني ما رايته من هجمة على آطفال عزل خلال الماراثون الاسرائيلي الذي جرى في المدينة ومر من امام باب العامود أو بجانب باب العامود قادما من شارع رقم واحد بأتجاه الباب الجديد، متسابقين يركضون من شتى أنحاء العالم وأطفال صغر يرفعون الاعلام الفلسطينية متمسكين بمدينتهم وحدهم دون سند لهم أو دون تواجد ممن نراهم يوميا على الشاشات وعبر الصحف ... تابعت ما كتبه صديقي احمد البخاري قبل ايام حين قال "لا تتركوا القدس وحيدة"... وراهنت بأنهم لم يتركوها... وتابعت استدعاء الصديق عمر غرابلي للتحقيق وشاهدت بالعين كيف أعتقل صديقي جهاد عويضة وهو الذي كتب انه سيسير على النهج الغاندي "أي السلمي وأتباع أسلوب اللاعنف"، وقوبل ذلك بالأعتقال.

نرى شارع صلاح الدين وشارع الزهراء توصد أبوابه ساعات ما بعد العصر وتخف الحركة وينعدم المارة والمتسوقين، ونرى الحراك الرياضي يغط في سبات عميق وعقيم، ونرى عددا قليلا من المقدسيين ممن ينشطون وحدهم في هذه المدينة ويخلقون حالة حراك بأقل التكاليف ودون دعم رسمي حتى ولو دعم معنوي، ونراهم يهاجموا فقط لأنهم يعملوا...

أخواني: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ" صدق الله العظيم... أعملوا وأعملوا وأعملوا وأعيدو لنا البسمة والبهجة... فأني لا أَرَى في القدسِ إلا أَنْتْم...

وكما بدأت بالشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي أختم بمقولة هامة للمهاتما غاندي وهي: في البداية يتجاهلونك.. ثم يسخرون منك... ثم يحاربونك... ثم تنتصر...