الأربعاء: 08/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

كل ثلاثاء/ يوميات وزارة الأوقاف ج4

نشر بتاريخ: 25/03/2014 ( آخر تحديث: 26/03/2014 الساعة: 10:45 )
بثينة حمدان

ملخص الجزء السابق: تحدثنا عن افتقار الخطبة للجانب الانساني والاجتماعي، وتركيزها على التكفير والتنفير وبالتالي أخفقت في تعزيز الوازع الديني وفي استقطاب آخرين.

مديريات الوزارة غياب أم تغييب!

في الوزارة نحو 4212 موظفاً وموظفة في الضفة وغزة عدا عن الاكراميات لـ773 ما بين (خطابة، تدريس تحفيظ، وحارس، مؤذن، خادم، وواعظ/ة)، ورغم هذا الانتشار فيبدو واضحاً إعلامياً أن هناك غياب لدور المديرية على المستوى الاعلامي، حيث صدر عن المديريات 95 خبراً من أصل 770 على مدار الأربع سنوات، كان أكثرها عام 2012 بنحو 24 خبراً. حازت طوباس (16 خبر) على أعلى نسبة أما أقلها فكان للقدس وبيت لحم، وعموماً كلها أرقام لا ترقى لقلتها لمستوى التحليل والتقييم في آداء المديريات، وقد يعود هذا التقصير الإعلامي لنشاط المديرية أو لسياسة الوزارة التي تعتبر أن الوزير هو المتحدث الرئيس فنراه يتحدث عن فوز فلسطين في مسابقات تحفيظ القرآن، وكل خطوات مواسم الحج والعمرة، وللتحذير من تداول نسخة من القرآن الكريم تحتوي خطأً مطبعياً.. باختصار لا أحد ينوب عن الوزير إلا إدارة الشؤون المسيحية في الوزارة وفي الشأن المسيحي فقط.

"الشؤون المسيحية"

ترأسها وكيل الشؤون المسيحية الدكتور حنا عيسى حتى مطلع 2012 ليصبح الأمين العام للهيئة الاسلامية المسيحية، وبعده أفل نجم الإدارة، ويطلق عليها اعلامياً "مقر الشؤون المسيحية"! وخلال الأربع سنوات صدر عن المقر 26 خبراً فقط لم يخلو من ذكر "بناء على توجيهات الوزير الهباش"، والحديث عن زيارات لوفود مسيحية محلية والقليل من العرب والأجانب، لقاءات تشير إلى استقطاب الوفود المسيحية للمقر، وهو بحق "مقر" للشؤون المسيحية وكأنه منفصل في نشاطه عن الوزارة، والوزارة أيضاً منفصلة بنشاطاتها عن الشأن المسيحي، حتى أن دعوة الوزارة "شد الرحال" هي فقط للمقدسات الاسلامية رغم أننا في بلد يحج إليه مسيحيو العالم، بل ولم تشمل تصريحات الوزير مثلاً سوى الممارسات الاسرائيلية ضد المقدسات الاسلامية، غافلة ما تتعرض له المقدسات المسيحية من اعتداءات وسرقات وتهجير للمسيحيين خاصة في القدس.

حتى في المناسبات المسيحية فإن تهنئة المسيحيين هي على لسان د. عيسى. ولم يكن هناك لقاءات بوفود مسيحية للوزير إلا نادراً رغم أن هناك قضايا مسيحية تستحق تصريحاً مدوياً، كالمنع الاسرائيلي لأي حضور رسمي فلسطيني في ذكرى عماد المسيح في نهر الأردن لأكثر من عشر سنوات. ويتركز خطاب المقر على شعارات -دون تفاصيل- تتعلق بتعزيز الوجود المسيحي ونشر مبدأ التعايش المشترك والمحافظة على سلامة البيئة ومحاربة الأمراض الخطيرة والقضاء على التفرقة العنصرية ورفع الظلم عن الشعوب والطوائف والفئات التي تتعرض للاضطهاد والتقليل من هجرة المسيحيين. علماً أن قضية التفرقة العنصرية -إن وجدت- وقضية الهجرة هي قضايا فلسطينية ولا تتعلق بدين، لابد من دراستها ومعالجتها بشكل جماعي. كما أن كثرة ترديد قضية التفرقة تجعل القاريء يعتقد أن هناك تفرقة دينية فعلاً!

إدارة العمل النسائي.. هل هي مجرد إدارة؟

صدر عن الإدارة 24 خبراً معظمها تتحدث عن نشاطات الإدارة في نابلس، وتتناول تنظيم ندوات للواعظات ومدرسات التجويد وتحفيظ القرآن وعقد امتحانات التجويد والمشاركة في الاحتفالات الدينية، ومن الانجازات افتتاح مقرات لها في دورا وإدارة محل من أملاك الوزارة لدعم المرأة والتراث الفلسطيني والصناعات اليدوية، وتعيين امرأة في لجنة زكاة نابلس في شباط من العام الحالي والذي نشرته الوزارة باعتباره سابقة ولا أعرف حقيقة لماذا لا تكون أصلا المرأة في إدارة لجان الزكاة المنتشرة على مستوى الوطن؟ وهنيئاً لنا بترأس مؤسسة إحياء التراث والبحوث الاسلامية التابعة للوزارة بعميدتها لبنى سليمان لفترة طويلة، وتعتبر المؤسسة قصة نجاح على المستوى التاريخي والوثائقي والتي لابد من تناولها في تحقيق منفصل.

تفوقت الإناث إجمالاً في مسابقات حفظ وتجويد القرآن الكريم وتفسيره عن الذكور حين حصلن على المراكز الأولى مراراً، ففي عام 2011 مثلاً فازت في امتحان التجويد 12 فتاة مقابل 4 ذكور وكانت المراتب الأولى من نصيب الفتيات ورغم ذلك فإن متسابقة واحدة فازت بالمرتبة الخامسة في مسابقة دولية لحفظ القرآن في هذا العام. علماً أن معظم الفائزين بالمسابقات الدولية هم ذكور. فهل تمنع النساء من السفر والمشاركة في المسابقات الدولية من قبل عائلاتهن؟ ألا تستحق هذه القضية أن تبحثها الإدارة وتدعم مشاركة النساء الأمر الذي سينعكس ايجاباً على نتائج مشاركة فلسطين في المسابقات.

ورغم أهمية الإدارة ودورها في تطوير الواعظات وتخريج أجيال من النساء الحافظات لكتاب الله وتفسيره، إلا أنها تحتاج إلى التركيز على توعية النساء بحقوقهن التي كفلها الدين، وتكوين خطاب ديني نسوي قوييرد على ما يسيء للمرأة من سلوكيات وقوانين ظالمة منافية للشرع. لاسيما ما ذكره الكاتب خالد مفلح 2011 عن مطالب الناشطين على صفحة رئيس الوزراء السابق على الفيسبوك في يوم المرأة بأن لا يقوم الأئمة بالتحريض ضد هذا اليوم متسائلاً إذا كانت الأوقاف تراقب ذلك. المطلوب أيضاً رفع صوت النساء للوزارة لتعلن موقفاً مكتوباً للحكومة والرئاسة عن رأي الدين في قوانين الأحوال الشخصية والعقوبات كونهما يخالفا الشريعة ويضطهدا المرأة بل ويزيدا من قتلها وتعنيفها، وهو ما سبقهم إليه ديوان قاضي القضاة بإعلان موقفه الرائع تجاه المرأة.

الفقراء والأيتام.. هل يزداد فقرهم؟

رعاية الفقراء والأيتام تعد من أبرز مهام الوزارة فهي أحد الفروض التي تقيمها عبر صناديق الزكاة المنتشرة في المحافظات لكن ورغم دعوة الوزارة للشفافية والصدق في خطبها إلا أن المجتمع لا يعرف عن ميزانيتها وآلية انفاقها؟ ولا إذا ما كانت الصناديق والأملاك الوقفية تعلم الفقير حرفة ولا تكتفي بتوفير وجبة قد لا يجدها في يوم آخر؟ لقد نظمت الوزارة حملة شتاء الخليل الدافيء 2012 فلماذا لا يكون الشتاء دافئاً لفقراء محافظات آخرى؟ ومن الملاحظات أيضاً ما طالب به محافظ قلقيلية العميد ربيع الخندقجي 2012 بضرورة "توجيه أموال الزكاة والصدقات باتجاه علمي ومهني وعملي".

تشرف الوزارة على كفالة أكثر من 21 ألف يتيم من صندوق الزكاة الذي يخخصص 60% منه للأيتام (2012) كما أن الوزارة تؤكد وجود "بنك معلومات للأيتام وكفالاتهم" يساعد في عملية توجيه الكفالات ويسهل عملية الصرف.

حفظة القرآن

إن فكرة الترغيب بفضائل حفظ القرآن تقتصر على الأسباب الدينية مثل أن نكون شفعاء لأهلنا يوم القيامة، لكن هناك أسباب عديدة تتعلق بالجوانب العلمية والاجتماعية والتاريخية، فالكثير من الاكتشافات العلمية سبقهم القرآن إليها، كما أن أي شاعر لا يكون شاعراً إلا إذا كان القرآن كتابه ومرجعه الأول.

مئات الخريجين والخريجات، ومدارس لتعليم القرآن الكريم، ولجان لتحفيظ القرآن.. ومع ذلك فأين هو أثر هذا على السلوكيات التي يلاحظ تراجعها وعدم صمودها أمام الأفكار الغربية التي تنتقل بسهولة لمجتمعنا رغم سلبياتها. بل إن أكثر ما تعلمناه في دروس الدين وهو عدم الكذب والنميمة لكن للأسف فإن أساس المجتمعات العربية يقوم على الإنشغال بالآخر وقذفه بالسيئات!

في الجزء القادم والأخير: تقييم عام لمواسم الحج والعمرة... والعديد من الانجازات التي يتسع الحديث عنها.. ما بين الانجاز وما هو مطلوب.. ما الذي تحقق؟

*تتناول المقالات والتي تنشر كل ثلاثاء في خمسة أجزاء، مسيرة عمل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية للفترة ما بين 19/5/2009 وحتى منتصف 2013، بتحليل 770 خبر ومقال و77 خبر عن خطب وزير الأوقاف، و50 خطبة عممتها الوزارة على مديرياتها منذ مطلع 2012 وحتى شباط 2013، وهيكلية واستراتيجية الوزارة وموقعها الإلكتروني، والمعلومات التي طلبتها من الوزارة كما فعلت مع وزارات المرأة والثقافة والإعلام.

لمتابعة اليوميات انضموا إلى صفحة الفيسبوك https://www.facebook.com/wzaratna?ref=hl

للتواصل أيضاً [email protected]

الجزء 1: http://www.maannews.net/ARB/ViewDetails.aspx?ID=678389

الجزء 2: http://www.maannews.net/arb/ViewDetails.aspx?ID=680405

الجزء 3: http://www.maannews.net/arb/ViewDetails.aspx?ID=682443