مستشفى المقاصد على شفا الانهيار
نشر بتاريخ: 25/03/2014 ( آخر تحديث: 25/03/2014 الساعة: 22:22 )
القدس- تقرير معا - عادت قضية مستشفى المقاصد لتطفو على سطح الأزمات التي تعاني منها مدينة القدس.. وعادت معها قضية معاناة موظفي المستشفى الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ أشهر، لتؤكد أن القضية ليست مجرد خلاف على رواتب أو مستحقات، بل وصلت الى درجة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية التي تضمن استمرار تقديم خدماته لأبناء الوطن.
مشكلة مستشفى المقاصد الذي يطل على مدينة القدس من جبل الزيتون، لا حل لها الا بالايفاء بالوعود ووضع المستشفى وباقي مؤسسات المدينة على اعلى سلم اهتمام القيادة وتقديم الدعم لها لضمان صمودها في وجه التحديات والضغوطات الاسرائيلية.
وأكد المدير العام لمستشفى المقاصد الدكتور رفيق الحسيني أن مستشفى المقاصد يمر بوضع مالي حرج، ليس بسبب عجز مالي بالمستشفى وإنما بسبب عدم تحويل المستحقات بدل علاج مرضى الضفة الغربية وقطاع غزة من قبل وزارتي المالية والصحة الفلسطينية، حيث أصبحت الديون على وزارة المالية لمستشفى المقاصد 42 مليون شيكل، وبالمقابل هناك ديون ومستحقات للموظفين بقيمة 14 مليون شيكل، بالتالي الموظفين لم يتسلموا رواتبهم منذ عدة شهور، ولم نستطع حتى اليوم شراء أدوية للمستشفى لذلك الأزمة تفاقمت إلى حد كبير.
وقال الحسيني :"ابدأ الموظفون بخطوات إحتجاجية للمطالبة برواتبهم وحقوق المستشفى الأخرى، حيث أن السلطة الوطنية الفلسطينية تصرح دوما أن القدس خط أحمر والأولوية لها، ولكن على أرض الواقع القدس ليست في البال كما يبدو".
وأضاف :"مؤسسات القدس الأساسية بدأت تنهار وعلى رأسها مستشفى المقاصد ونحن نناشد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء وكافة الوزارات أن يتدخلوا بشكل فوري من أجل تسديد ديون السلطة الفلسطينية للمستشفى، حتى يبقى المستشفى صامدا، وأحد رموز القدس كما كان دوما".
اجراءات نقابية لموظفي المستشفى..
وفي اطار التحركات النقابية بدأ موظفو المستشفى في تنفيذ اجراءات احتجاجية ونقل صورة معاناتهم جراء تأخر دفع رواتبهم الى القيادة، حيث اعتصم موظفون من المستشفى أمام وزارة المالية ورئاسة الوزراء في رام الله يومي الأحد والثلاثاء من الأسبوع الماضي، مهددين بتصعيد الاجراءات.
وأوضح الدكتور علي الحسيني عضو نقابة العاملين في المستشفى أن الموظفين لم يتقاضوا رواتبهم منذ شهر 4 أشهر ، حيث تم دفع نصف راتب شهر تشرين أول الماضي، وأمس تم صرف راتب شهر كامل، ولكن هذا الراتب ذهب لتسديد ديون وسلف ماضية.
ووصف الازمة بالمستشفى "كالكرة المتدحرجة منذ 3 سنوات"، وقال :"نحن بانتظار الوعود بحل الازمة جذريا، لكن وللاسف لا نسمع سوى الوعودات من قبل الوزارات والوزارء الذين يصرحون ان القدس على أعلى سلم الاولويات".
عجز في الأدوية والمستلزمات الطبية..
وأشار الحسيني الى خطورة الوضع الذي وصل الى عدم قدرة المستشفى على شراء مستلزماته الطبية من الأدوية حيث نفذت العديد من الانواع (مضادات حيوية، أدوية تخدير، أدوية مختلفة للقلب) وعدم القدرة على شراء أجهزة طبية او صيانتها، حيث تمتنع الشركات الموردة للادوية والاجهزة عن توريد المستلزمات المختلفة للمقاصد، بسبب الديون وعدم قدرته على تسديدها، اضافة الى النقص الحاد في المواد الغذائية بالمطبخ وبالتالي عدم القدرة على اطعام المريض او الموظف المداوم، وعلى سبيل المثال قبل فترة لم يورد المخبز الخبز الى المستشفى لتراكم الديون عليه.
وأضاف :"لقد صبر كافة الموظفين في المستشفى على عدم دفع الراتب ولكن كيف يمكن ان يقوموا بالعمل مع نفاذ الادوية وعدم القدرة على شراء احتياجات طبية..كيف يمكن لهم تأدية دورهم ورسالتهم بإمانة مع عدم توفر الامكانيات؟؟".
وذكر أن المستشفى يضم 800 موظف 70% منهم من الضفة الغربية الذين يتكبدون عناء السفر للوصول الى عملهم ومنهم من يضطر للبقاء في المستشفى على مدار الساعة لتوفير أجرة التنقل.
وحذر من أن المستشفى ينهار يوما بعد يوم ووصل الى مرحلة مزرية .. ومن الصعب على اي موظف أو عامل في المستشفى ان يراه ينهار.
الحل من الجذور..
وأوضح الحسيني أنه تم عقد اجتماعات وارسال مناشدات للوزارات المختلفة وللشخصيات الوطنية والاعتبارية واجراء اتصالات مكثفة طول الفترة الماضية، واليوم يتحمل مسؤولية ما يحدث في المسشتفى كل شخص.
وأشار ان كل مسؤول في أي وزارة يؤكد انه سيعمل على حل مشكلة المستشفى وسيكون من اول اعماله، لكن المفاجأة تراكم المشكلات وعدم حلها، وقال :"اليوم لانريد دفع راتب شهر أو شهرين نريد الجلوس مع المسؤولين ووضع حلول مستعجلة لانقاذ المستشفى من الانهيار، ونطالب بأخذ الرواتب بصورة منتظمة في موعد محدد حتى يواصل الموظف تأدية رسالته وعمله".
وأضاف :"اضطر معظم الموظفين الى اخذ القروض من البنوك ولكن لم يستطيعوا تسديد الالتزامات والشروط المفروضة عليهم، ونطالب السلطة بحل هذه المشكلة".
عدم الاتزام والإيفاء بالوعود..
وقال الحسيني :"نرفض من يقول ان المشكلة ادارية في المسشتفى الادارة على كفائة عالية اليوم وبامكانها ادارة المستشفى، وهناك تعاون كامل بينها وبين كافة الموظفين، السبب هو عدم التزام السلطة بدفع الديون المتراكمة عليها".
وتقول وزارة المالية انها تمكنت من دفع الرواتب للموظفين العموميين باعتبار الراتب خط احمر، وتساءل الحسيني :" لماذا لا يهتمون بالموظف بمستشفى المقاصد، لاسيما ان الوضع المعيشي بالقدس صعب ومرتفع التكاليف عن الضفة الغربية".
مستشفى المقاصد وأهميته..
وأوضح الحسيني ان مستشفى المقاصد هو مستشفى تعليمي وتحويلي رئيسي لكافة مناطق السلطة الفلسطينية، ويقدم خدمات طبية متميزة، ويضم حوالي 250 سريرا منها 68 سريرا مخصصا للعنايات المكثفة للحالات الصعبة والمعقدة والمحولة اليه وخاصة من محافظات الوطن، وتخرج منه حوالي 300 طبيب مختص في سبع اختصاصات وهم الان من خيرة الأطباء في مستشفيات السلطة بالضفة.
وضع مالي خطير..
وأكد ان الوضع المالي للمستشفى وصل الى درجة خطيرة جدا وهو مهدد بعواقب ستنعكس على مستوى الخدمات المقدمة للمرضى، لا يقتصر ذلك على الرواتب انما هناك عدد من الموردين امتنعوا عن توريد مستلزمات طبية ودوائية وغير ذلك.
وأشار ان من أسباب تلك الأزمة انخفاض سعر التحويلات، واعتبار المقاصد مستشفى تعليمي لكل الأطباء، كما انه يستقبل كل المتدربين من كافة الجامعات والكليات في المجالات الصحية، اضافة الى كونه مستشفى غير ربحي ويقدم الخدمات الطبية لحالات اجتماعية كثيرة.
وطالبت النقابة من وزارة الصحة مطالبة برفع اسعار بدل التحويلات لتتناسب مع الخدمات المقدمة والتكاليف، كما ناشدوا الحكومة بتقديم الدعم المالي وليس بدل التحويلات فقط.