الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

وثائق- موقف إسرائيل من المفاوضات ما بين كامب ديفيد ووثيقة كيري

نشر بتاريخ: 26/03/2014 ( آخر تحديث: 27/03/2014 الساعة: 20:39 )
بيت لحم- معا - ما أشبه ما تمر به المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية برعاية الولايات المتحدة هذه الأيام بمرحلة كامب ديفيد والمفاوضات التي قادها الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات، فما يسمى "الارهاب" الفلسطيني والأمن الاسرائيلي على رأس الاهتمام، والتشكيك الكبير بمطلب الانسحاب من الضفة الغربية، والحكومة الأمريكية كمن وقعت في تشخيص خاطئ للواقع ما قد يؤدي الى تفجير وانهيار المفاوضات.

هذا الوصف كان سيد الموقف قبل 35 عاما بعد نشر وثائق سرية من أرشيف إسرائيل، اليوم الاربعاء، والذي قام موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" بنشره، أحد هذه الوثائق المتعلقة بالاجتماع الذي عقد في مدينة القدس في الثاني من شهر تموز عام 1978 لبحث الموضوع الفلسطيني، كون الرئيس السادات طالب بانسحاب اسرائيل الكامل من الأراضي التي احتلت عام 67 وحل القضية الفلسطينية.

هذا الاجتماع كان من قبل نائب الرئيس الأمريكي ولتر مونديل مع وزير خارجية اسرائيل موشيه ديان وبحضور عدد من الوزراء من ضمنهم أرائيل شارون، وجاء لبحث الانسحاب الاسرائيلي من الضفة الغربية وقطاع غزة ، خاصة في ظل عدم حصول تقدم ملحوظ على المفاوضات مع مصر ، وبنفس الوقت بقاء مطلب الانسحاب من الضفة الغربية وقطاع غزة من قبل السادات، وضغوطات أمريكية على اسرائيل للقبول ببعض من المطالب المصرية وصولا الى التوقيع على اتفاقية سلام.

ما هو مهم في هذه الوثيقة التي تنشر اليوم والتي قد لا يكون نشرها عن طريق الصدفة هو أنها تتناسب مع واقع المفاوضات التي تجريها الولايات المتحدة هذه الأيام، فالمواقف التي تم تسجيلها أمام نائب الرئيس الأمريكي قبل 35 عاما نفسها تصر عليها اسرائيل اليوم، ولكن الأسماء اختلفت فبدلا من بيغن يوجد اليوم نتنياهو وبدلا من ديان يوجد ليبرمان، وابرز النقاط التي تم تسجيلها في هذا الاجتماع وفقا لهذه الوثيقة التالي:

لا يمكن لحكومة اسرائيل الانسحاب من الضفة الغربية والعودة الى حدود الرابع من حزيران، ليس هذا فحسب بل سجلوا فيه حينها موقفا بأنه لن تأتي حكومة في أي وقت قادم في اسرائيل تقبل بهذا الانسحاب.

- الأمن ومن ثم الأمن والخوف والشك هو العنوان الذي كان سائدا في هذا الاجتماع، ومنظمة التحرير خارج أي تسوية كون "الارهاب" الفلسطيني سوف يستمر.

- اسرائيل لديها الاستعداد للتعامل مع "السكان" الفلسطينيين وتخفيف الأعباء الأمنية والاقتصادية عنهم، وهذا يمكن للحكومة الاسرائيلية التعامل معه.

- ممارسة الضغوط على الحكومة الاسرائيلية لن تقود للسلام ولن تساهم في التوصل الى اتفاقيات، بل على العكس قد تؤدي لتفجير الأوضاع ومزيد من الحروب والتي سوف تنتصر فيها اسرائيل مجددا ولكن بعد وقوع مزيد من الضحايا.

- لدى اسرائيل استعداد للتخلي عن قطاع غزة على ان يخضع لمصر وكذلك لديها استعداد للتفكير في الضفة الغربية والحاقها بالاردن ولكن ليس الانسحاب الى حدود الرابع من حزيران عام 67، ويمكن للسادات ان يفكر بخيار قطاع غزة أو الانتظار حتى دخول الاردن المفاوضات.

ديان تحدث عن المطالب الفلسطينية ومطالبتهم بدولة مستقلة، معتبرا المشكلة الكبيرة تتعلق باللاجئين وموقف الفلسطينيين من عودتهم، رافضا فكرة نقاش وبحث عودة اللاجئين، وحل قضيتهم في البلدان التي يعيشون فيها، ففي حال وافقت الاردن على دخول المفاوضات يمكن ان تحل قضية اللاجئين الفلسطينيين في الاردن ومنحهم مواطنة اردنية بشكل كامل.

هذه التخوفات التي تم تسجيلها من قبل وزير خارجية اسرائيل موشيه ديان وباقي الوزراء في هذا الاجتماع ، وكذلك مهاجمتهم الموقف الأمريكي في حينه تشبه الى حد كبير ما يحدث اليوم في المفاوضات، وما يدور حول وثيقة أو ورقة جون كيري فيما بات يعرف باتفاقية الاطار، ولكن مع فارق كبير بأن السادات كان يفاوض اسرائيل بعد حرب أكتوبر والعبور، بالرغم مما تعرض له من ضغوطات ومهاجمة من الدول العربية.