سخر منها خلال قيام جيش الاحتلال بهدم بيتها فدارت الايام وشاهدت منزله يهدم في مستوطنة كديم
نشر بتاريخ: 29/08/2005 ( آخر تحديث: 29/08/2005 الساعة: 23:06 )
معا - هذه حكاية الحاجة سارة دروبي من خربة غنام قرب مستوطنة كديم شرق جنين . قالت وهي في العقد السابع من عمرها ، وقبل سنتين جاء جيش الاحتلال وبدأ بهدم منزلها وهي بداخله قبل ان يخرجوها منه بالقوة ، واثناء عملية الهدم جاء مع الجيش مستوطن من مستوطنة كاديم يقطن في منزل قبالة منزلها بناه على ارضها المصادرة وبدأ يضحك ويسخر منها حين هدم منزلها قبل سنتين .
وشاءت الاقدار واستجاب الله لدعواتها كما تقول "واستجابة لدعواتي رأيت منزله وهو يهدم هذه الايام فاحسست بفرح وبانصاف السماء لي " هكذا قالت خلال زيارتنا لها . وتقول ان المستوطن نسي وهو يسخر مني ويتلذذ بهدم بيتي وتشريد اهله ولم يكن يعلم بأن منزلي الذي هدم سيعمر ذات يوم على نفس الارض التي بني عليها وعاشت به.
ابنها حسن دروبي قال "لقد اخذوا ارضنا وسيجوا عليها لصالح المستوطنة ومنعونا من الاقتراب منها ومن رعي الاغنام حتى في محيطها بعد ان هدموا منزلنا ، والدي وهو يحتضر قال لنا ادفنوني هنا حتى لايأتي يوما لاتستطيعون به تحمل اذى المستوطنين فان نسيتم ارضكم قلن تستطيعوا نسيان عظامي المدفونة فيها ".
وبالفعل كان ذلك فدفن حيث شاء ولكن ابناؤه كما قال حسن بقوا يتذكرون هذه الكلمات فتشبثوا بالارض وبقبر ابيهم وتحملوا المعاناة" مستشهدين بقول الرئيس الشهيد ياسر عرفات نحن قوم الجبارين ". فصبروا وانتصروا على الرغم مما ذاقوه من اصناف العذاب والمرار ومصادرة الارض وهدم البيوت اضافة لمنع وصول الخدمات الى الخربة خاصة الماء والكهرباء وتعبيد الشارع الوحيد الذي يصلهم بالعالم الخارجي عبر الاحراش .
قريبتهم الحاجة زهرية الدروبي جلست على رجم من الحجارة قبالة المستوطنة ، وهي تراهم يهدمون بيوتهم ومنشآتهم الغريبة بايديهم ، ورفعت يديها الى السماء وقالت "الحمد لله الذي جعلني ارى بيتهم مهدمة كما هدموا بيوتنا ". وبعد ان اشفت غليلها بما انصفها الله به قالت لنا "لقد اخذوا ارضنا وكل يوم كانوا يأتون ويأخذون شبابنا ويقيدوا ايديهم ويحتجزونهم في المستوطنة طوال اليوم ، واحيانا كثيرة بالبرد القارص والحر الشديد كانوا يخرجونا من البيوت رجال ونساء واطفال وعجز الى العراء لساعات طويلة . وباستمرار كانوا يحرقون زرعنا ويتلفون حبوبنا" .
وخلال وجودنا حضر وزير الحكم المحلي الفلسطيني خالد القواسمه في جولة برفقة المحافظ قدورة موسى ورئيس البلدية وليد ابو مويس للاطلاع على المواقع المحيطة بالمستوطنات التي اخليت ، فسألناه عن الخطط والبرامج المعدة لهذا المناطق فاجاب بأن السلطة شكلت محاكم خاصة ليقوم ليتوجه المواطنون التي صودرت ارضهم لصالح هذه المستوطنات من اجل اعادتها اليهم الى جانب الخطط والبرامج الخاصة باعادة اعمار ما تدمر من بيوت واملاك ومزروعات " فهناك دعم عربي ودولي مادي لتمويل ذلك " .
وليس ببعيد عن خربة غنام تقع قرية العصاعصة قرب مستوطنة صانور التي اخليت جنوب جنين ، المواطنون هناك قاسموا سكان خربة غنام معاناتهم مع معاناة خاصة لم تطلهم كاحياء فقط بل طالت موتاهم الذي حرموا من ان يدفنوا في مقبرة القرية المجاورة للمستوطنة . واخبرنا الشاب خالد العصاعصة تجربته الخاصة بهذه المعاناة وقال وهو يأخذنا بجولة في المقبرة التي كنا الوحيدين الذين تجرأوا على الوصول اليها كما اخبرنا ، "توفي ابن عمي فذهبنا للارتباط الفلسطيني وطلبنا منهم ان ينسقوا لنا مع الاسرائيليين لكي نحفر القبر وندفن الجثة التي كانت في الثلاجة في مستشفى جنين ، في الساعة الثامنة مساء رد الارتباط بانه يمكننا القيام بحفر القبر ودفن الجثة فتوجهنا الى المقبرة وبعد ان شارفنا على الانتهاء من حفر القبر هاجمنا المستوطنون وطردونا تحت تهديد السلاح فاتصلنا بالارتباط الفلسطيني مرة أخرى وابلغناهم بالامر فاتصلوا بالاسرائيليين حيث حضر الى المكان اكثر من خمسين جندي وبدل من ان ينفذون ما وافقوا عليه للارتباط الفلسطيني وابعاد المستوطنين حتى ندفن الجثة طلبوا منا ان نغادر المكان وان لا ندفن الجثة وقالوا بالحرف الواحد " لا نستطيع ان نفعل شيء للمستوطنين ومن الافضل لكم ان تذهبوا من هنا فتفقدوا بدل من واحد سبعة على ايديهم " وغلبنا على امرنا وتركنا المقبرة والمستوطنين الذين طمروا القبر وذهبنا الى بلدة الفندقومية على بعد 4 كيلو مترات ودفنا ابن عمنا هناك ".