لقاء خاص "معا"- ثابت أبو راس يودع النقب بعد أربعة عقود
نشر بتاريخ: 29/03/2014 ( آخر تحديث: 29/03/2014 الساعة: 13:16 )
بئر السبع - خاص معا - تم تعيين الدكتور ثابت أبو راس لمنصب المدير العام المشارك في مبادرات "صندوق إبراهيم"، العاملة على الدمج والمساواة بين العرب واليهود من مواطني اسرائيل، وذلك إلى جانب أمنون بئيري-سوليتسيانوا.
وقد بارك رئيس جمعية صندوق ابراهيم، اورني باتروشكا، الدكتور أبو راس على تعيينه وأضاف: "ثابت أبو راس هو رجل المجتمع المدني بكل معنى الكلمة – باحث وأكاديمي من جهة، وشخصية ميدانية من الجهة الثانية. ويُعّد من الناشطين والخبراء في مجال تطوير المجتمع المشترك للعرب واليهود في إسرائيل وذو فهم عميق في المواضيع المتعلقة بالأغلبية والأقلية في إسرائيل وبمكانة الأقلية العربية الفلسطينية في إسرائيل".
في وظيفته الجديدة سيقوم الدكتور أبو راس بتبديل محمد دراوشة الذي قاد الجمعية في الأعوام الثمانية الأخيرة بالشراكة مع أمنون بئيري سوليتسيانوا.
وعقب د. أبو راس على تعيينه قائلا: "العلاقات بين الأغلبية اليهودية والأقلية الفلسطينية في إسرائيل تُشكل أحد المواضيع الهامة على جدول أعمال المجتمع الإسرائيلي، وأنا أرى بالوظيفة الجديدة مهمة أستطيع من خلالها تطوير الرؤيا التي أؤمن بها، ورؤية صندوق ابراهيم من أجل مجتمع مشترك ومتساوٍ".
بدأ نشاطه بإحياء يوم الأرض
الدكتور أبو راس هو جغرافي سياسي ومحاضر في كلية سبير. وقد أدار في منصبة الأخير الفرع الجنوبي في النقب لمركز عدالة - المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية. بالإضافة إلى ذلك فانه يشغل في السنوات الأخيرة بالتطوع وظيفة مدير عام مشارك لجمعية "يد بيد" للتربية العربية اليهودية في إسرائيل.
في وظائفه السابقة شغل الدكتور أبو راس منصب مدير فرع "شتيل" في النقب ومدير مشروع أبو بسمة التابع للصندوق الجديد لإسرائيل وللجوينت من أجل تطوير القرى البدوية التي تم الاعتراف بها في العقد الأخير.
وحول نشاطه المستمر منذ نحو أربعة عقود في أرض النقب، قال د. أبو راس في حديث خاص لوكالة "معا": "نشاطي بدأ كطالب في جامعة بئر السبع عام 1975، ونشاطي الأول الكبير كان نقل نشاط رفع شعارات في داخل الحرم الجامعي يوم الأرض عام 1976، حيث قدت العمل مع صديقي وزميلي شحدة بن بري، ومنذ ذلك الوقت شاركنا في إحياء ذكرى يوم الأرض كطلاب، وكنت رئيس لجنة الطلاب العرب بين العام 1978-1982، هذا تزامن مع ما يسمى "قانون السلام"، إخلاء تل الملح والمعركة الأولى على الأرض في النقب، وبرز نشاطنا في منطقة تل الملح كطلاب من الشمال وقلة من الجنوب، والصدامات التي حصلت في 9.9.1979 على أرض اللقية عند عائلة أبو قرن، واستمريت في الاهتمام بقضايا النقب حتى بعد أن سافرت إلى الولايات المتحدة حيث درست للدكتوراة في جامعة أريزونا. رجعت من أريزونا إلى جامعة "بن غوريون" عام 1998 حيث بدأت العمل في الجامعة كمحاضر، وذلك بعد 18 عاما من فصلي من الجامعة كطالب مع زميلي شحدة بن بري، الذي اكمل دراسة المحاماة في الاتحاد السوفييتي سابقا".
نضال ضد "سلطة المعارف"
وفي نفس الفترة بدأ د. ابو راس عمله الميداني كمركز النضال الجماهيري في "شتيل"، حيث قاد مع معيقل الهواشلة والدكتور عواد أبو فريح المعركة ضد سلطة المعارف البدوية برئاسة شوكي شوحاط. في العام 2003 عيّن مدير لفرع مؤسسة شتيل في النقب، وعمل على إقامة عدة جامعيات ودعم مؤسسات وجمعيات قائمة في النقب.
منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول 2010 يعمل مديرا لفرع مركز "عدالة" الحقوقي في النقب، ومن خلال نشاطه هذا، "كان لي الشرف بالكشف عن مخطط برافر، في أواسط آذار/مارسي 2011، وكنا في عدالة أوّل من خرج بحملة إعلامية ضد المخطط، الذي أقرّ فقط في الحكومة الإسرائيلية في 11.9.2011، وبعدها بأسبوع حضرت لجنة المتابعة العليا لاجتماع في رهط حول هذا المخطط".
"شاهد على برافر"
ويعمل الآن د. أبو راس على تأليف كتاب "شاهد على برافر"، بكل تفاصيله بما يتضمن الإحباط من أداء المؤسسات والأحزاب السياسية.
ويقول د. أبو راس (59 عاما)، وهو متزوج وأب لولدين: "أترك النقب بعد 39 عاما عرفت فيه سكانه قبل مضاربه وأوديته وخيمه وبيوته وقراه وبلداته. الحقيقة أنني لا أترك النقب في عقلي، لكن مكان عملي سيتغير جغرافيا ومؤسساتيا. أحب النقب وأحب أهله فهو منغرس في أعماق نفسي. سأستمر بالاهتمام في النقب وما يحدث فيه، وسأعمل كل ما بوسعي لمساعدة أهله من موقع آخر. أنا على قناعة تامة أنه بالإمكان إبطال مخطط برافر، فيما لو تظافرت الجهود وتركنا الأنانية الحزبية والشرذمة العشائرية القائمة جانبا".
كيف تقيّم عمل المؤسسات والجمعيات القائمة في النقب؟
د. أبو راس: "أعتقد أن هناك انجازات وعلى رأسها تجميد مخطط برافر، لكن كان بالإمكان العمل أكثر واحراز انجازات أخرى. النقب في قضيته بحاجة إلى أكثر من المؤسسات الحالية وجهدها. هذه قضية وطنية من الدرجة الأولى، ويبجب أن يهتم بها الشمال قبل الجنوب. يكفي ان نذكر أنه في العام 1976 في يوم الأرض الأول كانت هناك محاولة لمصادرة 20 ألف دونم في البطوف، خرج سعبنا كله ضد المحاولة، فكم بالحري عندما يدور الحديث اليوم عن مصادرة مئات الآلاف من الدونمات، وتهجير عشرات آلاف السكان".
ولكن مع كل ذلك، لجنة المتابعة العليا دعت إلى إضراب يوم الأرض بدون كلمة واحدة عن النقب...
"أعتقد أن لجنة المتابعة أخطأت في عدم التطرق للنقب كليّا في بيانها، مع العلم أن توصية الإضراب العام جاءت من النقب، وعلى أرضية ما يحدث في أرض النقب".
ماذا ستحمل معك من ذكريات من أرض النقب؟
"أهم ذكرى سآخذها معي هي محبتي للناس ومحبة غالبية الناس لي. أعتقد أنني استطعت نيل ثقة غالبية الناس، وخاصة سكان القرى غير المعترف بها، وهذه ثقة غالية سأحملها معي دائما".
ما هو سر نجاحك في كسب هذه الثقة، علما ان المجتمع العربي البدوي في النقب لا يسرع في الثقة بالغير؟
"حفظ أسرار الناس، الحيادية في التعامل، والأهم بذل كل جهد من أجل المساعدة بدون انتظار الشكر والثناء".