"نادي الطفل الفلسطيني -مخيم الامعري" ابداعات مستمرة وعطاء لا ينضب
نشر بتاريخ: 29/03/2014 ( آخر تحديث: 29/03/2014 الساعة: 14:34 )
بقلم : سحر ابو عرار
استطاع نادي الطفل الفلسطيني بعمله وعطاءه الذي لا ينضب ان يصل الى كافة المحتاجين من اطفال اللاجئين وابناء مخيم الامعري، احد مخيمات اللجوء في وطننا المسلوب.
فمنذ تأسيسه عام 1996 على يد نخبة من ابناء المخيم، الذين لم يتوانو لحظة عن تقديم المساعدة ومد يد العون للاطفال المحتاجين في المخيم وابناء الاسرى والجرحى والشهداء، كان احد الوسائل التي يعتبرها هؤلاء الاطفال متنفسا لهم وطريقة يعبرون من خلالها عن مكنونات صدورهم وعن احلامهم التي كان اقصاها العيش بكرامة وبعزة، لذلك ما كان لهذا النادي الا ان يسمع صوت ابناءه وان يلبي نداءهم، وبالفعل هذا ما كان، فقد عمل محمود طمليه رئيس النادي وأحد ابناء المخيم على تشكيل كادر مؤهل للعمل مع الاطفال بمختلف فئاتهم العمرية.
ولا يمكن ابدا ان ننسى الاب الروحي والداعم الحقيقي لهذا النادي جهاد طمليه الذي كان له الفضل في الانجازات التي يحققها النادي والذي يعتبر الداعم الاول ليس فقط لهذا النادي بل لكافة المؤسسات داخل المخيم.
وبذلك كان الهدف الاول للنادي هو الاهتمام بالطفل الفلسطيني وتطويره وصقل مواهبه والتعريف بحقوقه واحترامها، وكانت الرؤية التي اجتمع عليها اولئك الجنود الذين كرسوا انفسهم ووضعوا طاقاتهم لخدمة مجتمعهم ومخيمهم هي الارتقاء بمستوى الاهتمام بحقوق الطفل ورفع مستوى تنشأته بشكل سليم في المجتمع.
ولهذا كان النادي سباقا في انشاء دورات تدريبية في الموسيقى يعطيها متطوعين اجانب تحت اشراف مركز الكمنجاتي، اضافة الى ذلك فقد سعى الى تأسيس فرقة موسيقية خاصة هي فرقة (راجعين) بقيادة الفنان الفلسطيني مهند خلف والتي تشدو باصواتها باجمل الاغاني الوطنية التي لاقت ترحيبا لدى كل من سمعها.
ليس هذا فقط بل كان للنادي دورا تعليميا اساسيا من خلال اقامة دروس التقوية التي تعمل على تحسين المستوى التعليمي لاطفال المخيم بالتعاون مع مؤسسة ارض الانسان الايطالية (TDH)، ولم تقتصر هذه الدروس على الاطفال فقط بل امتدت لتصل لاهم المراحل التعليمية وهي المرحلة الثانوية (التوجيهي) والتي يشرف على اعطاءها اساتذة متخصصون، فضلا عن وجود مكتبة تحوي العديد من الاقسام يستخدمها الاطفال وفق حاجتهم.
وكان للجانب الرياضي نصيب في هذا النادي المعطاء من خلال انشاء فريق للمبارزة أصبح المنافس الاول على الالقاب المحلية وحجز مقعده الدائم في المنتخب الوطني.
اضافة لذلك وكون نادي الطفل هو المتنفس الاول لاطفال المخيم اصبحت المخيمات الصيفية وورشات العمل والايام المفتوحة جزءا من عمل هذا النادي وكان لابد من وجود حديقة وفق معايير دولية يقضون بها اوقات فراغهم ويلهون فيها بطفولتهم البريئة التي يسلبها الاحتلال في كل يوم.
وتعتبر اخر انجازات هذا النادي العريق افتتاح دورات تدريبية في الحاسوب يديرها متطوعون ذو خبرة من طلاب جامعة بير زيت ، وباشراف مركز نجاد زعني.
اضافة الى اقامة دورة تكنولوجية بالتعاون مع احدى اهم الجامعات الالمانية بعنوان (اكتشاف الكهرباء وتحويل الطاقة الشمسية والحركية الى طاقة كهربائية)، حيث تفتح افق جديدة في عيون الاطفال وتجسد رؤية يستطيعون خلالها رسم معالم مستقبلهم.
وبهذا الدور الذي يقوم به نادي الطفل الفلسطيني في مخيم الامعري فاننا نرى وجها اخر من أوجه النضال والصمود امام المحتل الذي يسعى دائما للوقوف امام تطورنا وعرقلة بناء مستقبلنا، ونرى ايضا العديد من الابواب التي تفتح لاطفالنا لينطلقوا منها ويرسموا لوحة لمستقبلهم ترفع شأنهم وتعلي اسم وطنهم .