مسؤولون: مستقبل عملية التسوية مرهون بالإفراج عن الأسرى
نشر بتاريخ: 29/03/2014 ( آخر تحديث: 30/03/2014 الساعة: 04:00 )
رام الله – معا – أكد وزير شؤون الأسرى والمحررين، أن مستقبل المفاوضات ومستقبل التسوية بشكل عام مربوط بالالتزام الإسرائيلي بالإفراج عن الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى، والذي كان من المفترض أن يفرج عنهم مساء اليوم.
وأضاف قراقع، في مؤتمر صحفي، عقد اليوم عند بوابة معتقل عوفر: الآن أصبح كل شيء مرهون مربوط بالتزام إسرائيل بإطلاق سراح الدفعة الرابعة، مستقبل عملية المفاوضات، مستقبل التسوية السياسية برمتها مرهون بمدى احترام إسرائيل للإتفاق الذي رعته الإدارة الأمريكية، وبالتالي إسرائيل الآن لا تتحدانا فقط، بل هي تتحدى الدولة الراعية لعملية السلام، والراعي لاتفاق إطلاق سراح الأسرى.
وتابع قراقع: عناك جهود تبذل من أجل التغلب على هذه المعيقات التي وضعتها الحكومة الإسرائيلية، ولكن حتى الآن لم تستقر هذه الجهود عن نتائج إيجابية، إسرائيل تتحمل المسؤولية التامة عن النتائج المترتبة على ذلك، سواء على المستوى السياسي باتخاذ قرارات والقيادة الفلسطينية ستتخذ قرارات هامة ومصيرية بسبب تنصت إسرائيل من التزاماتها تتعلق بمجمل العملية السياسية والمستقبل السياسي للشعب الفلسطيني.
وأكد قراقع: هذا الموقف سيترك نتائج أيضاً على الشعب الفلسطيني الغاضب والمستاء جداً من هذا التعطيل الإسرائيلي المتعمد ستترك نتائج أيضاً على الأسرى داخل السجون، الذين سيتخذون خطوات ذات عنوان سياسي من أجل المطالبة بإطلاق سراحهم، فإسرائيل مسؤولة عن كل هذا التوتر وكل هذا الانفجار الذي سيحدث خلال الأيام القادمة.
وقال قراقع: جئنا اليوم لسبب واحد، وهو أن نستقبل 30 أسيراً فلسطينياً كان من المقرر أن يفرج عنهم هذا اليوم، جئنا ننظر إلى بوابة سجن عوفر، التي لم تفتح حتى الآن، لأن إسرائيل عطلت الإفراج وعن قصد عن هذه الدفعة الرابعة من المعتقلين منذ ما قبل توقيع اتفاق أوسلو.
وشدد قراقع على أن إسرائيل تنصلت من الاتفاق والالتزام الذي يقضي بالإفراج عنهم، مؤكداً أن إسرائيل تحاول من خلال هذا التعطيل المساومة والمقايضة الابتزاز السياسي والضغط على القيادة الفلسطينية تارة بربط الإفراج عن هذه الدفعة بتجديد المفاوضات، وتارة بالتوقيع على إتفاق إطار، وتارة باستثناء أسرى الداخل الفلسطيني، وتارة بإطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد، وغير ذلك من هذه المطالب الابتزازية التي رفضت رفضاً تاماً من قبل الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية.
وخلص قراقع: باسم القيادة الفلسطينية والرئيس نرفض الابتزاز، نرفض المقايضة نرفض استثناء أي أسير فلسطيني، نحن نطالب بالإفراج عنهم جميعاً وعلى رأسهم أسرى الـ 48 وعلى رأسهم عميد الأسرى كريم يونس، نرفض إخضاع الدفعة الرابعة لأية مساومة سياسية، وربطها بما يسمى تمديد المفوضات، فهذا دليل على عدم مصداقية إسرائيل في بناء سلام عادل مع الشعب الفلسطيني، وهي تتحمل المسؤولية عن ضرب وفشل عملية السلام.
بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، د. واصل أبو يوسف إن هذه الصفقة تمت برعاية أمريكية، ودفع الفلسطينيون ثمناً باهظاً قدمته القيادة الفلسطينية بعدم الذهاب إلى الأمم المتحدة من أجل الانضواء في الوكالات والمنظمات المنضوية عنها، والتوقيع على المعاهدات الدولية.
وأضاف د. أبو يوسف: هذا الأمر كانت فترته الزمنية مدته 9 أشهر يطلق فيه هؤلاء الأسرى الأبطال على 4 دفعات، وكان مقرراً أن تكون اليوم الدفعة الأخيرة لهؤلاء الأسرى، على الرغم من أن الثمن كان مجحفاً، لكن الأسرى يستحقون كل تضحية وكل جهد لإطلاق سراحهم.
وحمل د. أبو يوسف حكومة الاحتلال المسؤولية التامة عن عدم إطلاق سراح الأسرى، وقرار القيادة الفلسطينية واضح تماماً بأنه في حال عرقلة إطلاق سراح هؤلاء الأسرى الأبطال، سيكون هناك موقف للقيادة الفلسطينية في اليوم التالي من أجل التحلل من كافة الالتزامات التي لها علاقة بعدم الذهاب إلى الأمم المتحدة، وهذا قرار القيادة الفلسطينية، لذلك حكومة الاحتلال والإدارة الأمريكية تتحملان المسؤولية، خاصة أن هذه الصفقة كانت منفردة، وليس لها علاقة في أي إطار سواء المفاوضات السياسية أو المسار التفاوضي برمته، أو أية قضايا أخرى، بل لها علاقة بعدم الذهاب إلى الأمم المتحدة.
وأضاف د. أبو يوسف: لا بد أن يتم إطلاق سراح الأسرى، وإلا سيكون هناك قرارات للقيادة الفلسطينية في اليوم التالي، ستكون هذه القرارات تأكيداً لما قررته القيادة الفلسطينية سابقاً بالذهاب إلى الأمم المتحدة من أجل استحقاق فلسطيني.
من ناحيته، أكد رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، أن ما جرى اليوم شاهد إضافي على أن دولة الاحتلال لا تستطيع ولا تريد أن تتخلى عن عقليتها وتقاليدها بالتنكر للاتفاقيات بإدارة الظهر لاستحقاقات العملية السياسية، فلم تفرج عن الأسرى كما كان متفق عليه.
وأضاف فارس: هناك لقاءات مستمرة وحثيثة من أجل تجاوز هذه الأزمة وإيجاد سبيل وحل قد يقود إلى الإفراج عن الأسرى بشكل فوري، والحل بالنسبة لنا فلسطينياً الحل فقط هو التزام إسرائيل بالإفراج عن 30 أسيراً وفي مقدمتها الـ 14 أسيراً من أبناء فلسطين المحتلة عام 1948.
وشدد فارس على أن القيادة الفلسطينية تسعى إلى تكريس نهج جديد في المفاوضات، وليس كما جرت عليه العادة من قبل إسرائيل طيلة الأعوام العشرين الماضية، اتفاقيات تتحول إلى وثائق ومستندات مركونة في الرفوف، وهذا لن يستمر في ضوء هذا السلوك الإسرائيلي المتغطرس المتعالي.
ودعا فارس القيادة الفلسطينية إلى الإعلان فوراً عن الانسحاب من هذه المفاوضات، حيث لا داعي للانتظار حتى نهاية المهلة الزمنية نهاية شهر نيسان المقبل، والانسحاب فوراً من المفاوضات، حتى لا يستمر التفاوض لكتابة أوراق في ظل استمرار الخروقات الإسرائيلية الدائمة للاتفاقيات.
ودعا فارس القيادة الفلسطينية إلى التوجه إلى مؤسسات الأمم المتحدة والانضمام إلى الاتفاقيات الدولية، وهذا هو طلب الغالبية العظمى من أبناء الشعب الفلسطيني.
ودعا فارس أبناء الشعب الفلسطيني إلى الخروج إلى الشوارع في مسيرات رافضة للسلوك الإسرائيلي لمساندة القيادة الفلسطينية ومطالبتها بوقف المفاوضات، حتى لا يبقى الجميع شهود زور على القضية الفلسطينية.
من جهته، طالب رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، أمين شومان الشعب الفلسطيني إلى الخروج في مسيرات الغضب يوم غد الأحد والتوجه إلى نقاط الاشتباك مع قوات الاحتلال لتوجيه رسالة واضحة بأن الشعب الفلسطيني لن ينسى أسراه.
وشدد شومان على أن القرار الإسرائيلي بإرجاء الإفراج عن الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى يجب أن لا تمر دون حساب، ودون خطوات فلسطينية صارمة وقوية تجعل دولة الاحتلال والإدارة الأمريكية تفهم أن أي تعطيل لأي اتفاق يجب أن يكون له تبعاته على الطرفين.
وأشار شومان إلى أن ما جرى اليوم يؤكد أنه لا يمكن الوثوق بالرعاية الأمريكية لعملية السلام، ولا يمكن الوثوق بدولة الاحتلال.