معسكر مهرجان التواصل التاسع ينتهي بمهرجان حاشد
نشر بتاريخ: 30/03/2014 ( آخر تحديث: 30/03/2014 الساعة: 03:26 )
بئر السبع - معا - على شرف يوم الأرض الخالد، نظمت الحركة الإسلامية (الجناح الشمالي)، يوم السبت، أكبر معسكر تواصل في الداخل الفلسطيني لدعم وتطوير النقب، الذي يعاني أهله من سياسة التهجير والتهميش جراء السياسة العنصرية الإسرائيلية
وكان المهرجان اختتمت معسكر التواصل مع النقب التاسع على التوالي، حيث شارك فيه الآلاف من المتطوعين من المثلث والجليل ومدن الساحل والنقب وقادة وأبناء الحركة الإسلامية ووجهاء أهل النقب . وتجدر الإشارة إلى أنّ أحد أهل النقب تبرّع خلال المهرجان بمبلغ 10 آلاف دولار دعما لمشاريع صمود وثبات أهل النقب.
واستهل المهرجان الختامي بآيات عطرة من الذكر الحكيم تلاها الشيخ بلال مصاروة، فيما تولى العرافة ماجد الأعسم الذي رحب بالحضور والضيوف من أبناء وقادة الحركة الإسلامية والمتطوعين.
وقال: "نحن نتحدث عن هدم للبيوت ومصادرة للأراضي وحرث للمزروعات ومخطط تحاول المؤسسة الإسرائيلية فرضه علينا، ولمّا كان هذا الحال، لم ترتض الحركة الاسلامية بالجلوس، بل كعادتها لبت الواجب الوطني لخدمة أهل النقب والسهر على همومهم عبر مؤسسة النقب للأرض والإنسان التي تترك بصماتها وتترك رسالة واضحة مفادها " أيها الظالم لإن هدمت سنبني ولأن خلعت سنزرع، بعد هذه العقود العجاف من القهر والظلم والحرمان".
تنفيذ 38 مشروعا
رئيس مؤسسة النقب للأرض والإنسان، صالح أبو سعد، قال: "نتقدم بالشكر الجزيل والامتنان العظيم لأصحاب الأيادي المتوضئة من أهلنا في الداخل الفلسطيني من كافة البلدان، على ما قدموه من بناء للبيوت ومساجد وشق طرق وصيانة المدارس وزراعة الأرض بأشتال الزيتون، سطرتم نموذجا رائعا بالتطوع والعطاء والتفاني وخدمة الإنسان، رسمتم البسمة على وجوه أطفالنا بعد أن اجتاحت قوات المؤسسة الاسرائيلية قراهم وهدمت بيوتهم".
وتطرق أبو سعد لدور مؤسسة النقب للأرض والإنسان في خدمة أهل النقب، حيث قال: "تمكنا من تنفيذ 38 مشروعا، فأهل النقب بأمس الحاجة لوجودكم الى جانبهم لتحقيق العيش الكريم على أرض النقب"، وحث أهل النقب على المحافظة على ارضهم لأهميتها وقدسيتها، وثمن صمودهم وعطاءهم ، مؤكدا أن أهل النقب باقون في أرضهم حتى زوال الإحتلال".
وفي كلمته ثمن سالم أبو عياش، رئيس مجلس اللقية المحلي، هذا التواصل مع أهل النقب قائلا: "اسأل الله أن يجزيكم كل خير وأن يجعل عملكم في ميزان حسناتكم . وأكد أن كل غرسة غرستموها أو حجر بنيتموه سيكون صدقة جارية لكم تقربكم الى الله". وتحدث عن يوم الأرض وترحم على شهداء هذه الذكرى ، ودعا الى التشبث بالأرض وزرع الحب بين الناس .
وتلت هذه الكلمة وصلة انشادية لفرقة الرباط من قلنسوة، والتي جسدت معاني العطاء والبقاء والصمود.
"لحمة واحدة للفلسطينيين"
محمد زيدان (أبو فيصل)، رئيس لجنة المتابعة العليا، قال في كلمته: "إنّ هذه الوفود التي أتت من الشمال والجليل والمثلث، والتقت بكم من أجل أن نؤكد ونثبت أن لحمة الفلسطينيين في كل مكان هي لحمة واحدة وشعب واحد واننا نهتم ببعضنا البعض ، لتوحيد كلمتنا حول قضايانا الأساسية".
وتحدث زيدان عن أسباب يوم الأرض قبل 38 عاما، والمصادرات التي كانت تنتهجها المؤسسة الاسرائيلية التي لم تشهد مقاومة قبل يوم الأرض "الذي كان محطة هامة من محطات جماهير الداخل الفلسطيني، حيث أن الأرض تعني وجودنا ، الأمر الذي خلق ردة فعل لهذه السياسة وسبب تمردا ضد هذه السلطات الاسرائيلية، وتطرق الى ردة فعل جماهيرنا التي لا تهاب الدبابات الاسرائيلية، وتصدت لهذه السياسة التي خلّفت أحداثها 6 شهداء. وتطرق الى المشاريع التي تحاول اسرائيل فرضها في النقب مثل مخطط "برافر" التهجيري من خلال بلع أراضي أهلنا النقب" .
وأكد على أن يوم الأرض سيكون اضراب شامل مذكّرا بالنشاطات والفعاليات التي أقرّتها المتابعة ، حيث أن السلطات تواصل سياستها ولم تتغيّر ، وثمن هذا المعسكر الذي يثبت أهل النقب ، وتطرق الى المشاريع التي تبشر الخير وأهمية مشاريع زرع شجر الزيتون ، وأكد للمؤسسة الاسرائيلية انها مهما حاولت وأقرت قوانين عنصرية من تهويد وملاحقات سياسية للقيادات العربية في الداخل الفلسطيني هي قوانين لن تثنينا عن حقنا ، ودعا الاستاذ زيدان الى الالتزام بالإضراب.
واكد أنّ "رسالتنا واضحة للمؤسسة الاسرائيلية، أن ارادتنا أقوى من قوانينكم وحقنا أقوى من دباباتكم، افعلوا ما شئتم وسنبقى ندافع عن وجودنا وأرضنا وأهلنا ، وهذا الظلم لن يدوم ، بل وسيزول وإنا باقون مهما كلّفنا الثمن".
"ندرك ونعيش المعاناة"
الشيخ أسامة العقبي قال في كلمته: "على مدار 9 سنوات وأنتم من غير كلل ولا ملل تؤدون نداء الواجب مع النقب، ونقول لكم باسم كل أهل النقب، جزاكم الله عنا كل خير وحياكم الله ونصركم الله وأيدكم الله وبارك في أموالكم ودياركم وعائلاتكم، واسأل الله ان يكون هذا اليوم في ميزان حسناتكم".
ووجه كلمته لأهل النقب قائلا: "ندرك ونعيش هذه المعاناة، أذى المؤسسة الاسرائيلية التي تواصل هدم البيوت وابادة المحاصيل الزراعية وتسعى لفرض مخططاتها التهجيرية، في الحركة الاسلامية لم نكتف بالاستنكار بل سعينا على مدار 9 سنوات يا أهل النقب وعشائرها وأهلها لتثبتوا في أرضكم ومضاربكم وقراكم، فالله معنا ان شاء الله، نبني البيوت والمساجد ونشق الطرق، ونصون المقابر ونزرع الزيتون، إنا ماضون يا "برافر" في خدمة أهلنا، ومواصلون العطاء عبر مؤسسة النقب للأرض والإنسان، وليس عبر معسكرات التواصل فحسب بل على مدار العام، وأقولها بكل وضوح وصراحة، هذا أقل الواجب الذي نقدمه لكم عبر الحركة الاسلامية يا أهل النقب".
وأضاف: "إلى المهجرين واللاجئين، انا نشتاق لعودتكم الى قراكم ومضاربكم، وإنا على العهد باقون متمسكون وقلوبنا تتوق لعودتكم وفرحتنا ستتم برؤيتكم ، نريد منكم يا أهلنا في الشتات أن تزرعوا حب النقب في نفوسكم ووجدانكم وأبنائكم وكل عام وأنتم للعودة أقرب باذن الله".
وللعالم العربي والأمة الاسلامية قال: "إننا هنا في النقب نواجه معاناة وظلما متواصلا من المؤسسة الاسرائيلية التي تريد مصادرة أرضنا وهدم قرانا وتهديد أهلنا ونحن بحاجة الى دعمكم لنواصل مسيرة صمودنا في أرض الرباط، أرض الفلسطين أرض المسجد الأقصى المبارك".
"الحائط الأول وسد الدفاع"
وقال سعيد الخرومي رئيس لجنة التوجيه العليا لعرب النقب: "كل هؤلاء الأخوة هم الذين يشكلون الحائط الأول وسد الدفاع الأول في مواجهة السلطة الحاكمة اليمينية المتطرفة ، هؤلاء ومنذ أن اعلنت الحكومة الاسرائيلية الحرب على أرض النقب بأطفالها ونسائها ورجالها ، شيوخا شيبا وشبانا ، هؤلاء وورائهم المئات وعشرات الالاف يقفون سدا منيعا ضد هذه السياسات العنصرية، أرحب بكم يا من جئتم لربوع هذا الوطن لتبنوا بسواعدكم المتوضئة النظيفة ولتقوموا بمشاريع عديدة ، هذا العمل ليس له جزاء مع إخلاص النية الا الجنة بعون الله، ونسأل الله ان تكون من نصيبنا جميعا"، وأكد أن هذا العمل الجبّار هو تتويج لذكرى يوم الأرض.
وأضاف الخرومي بان قطعان اليمين المتطرف باتت تستوطن أرض النقب ، وان بيوت النقب تهجر وتهدمها الحكومة ، وإسرائيل تعلن عن بناء المستوطنات، ماذا نقول عن هذا التطهير العرقي لشعبنا؟ ، نقول خسئتم أيها المأفونون أيها العنصريون يا من تريدون الذلة والهوان لهذا الشعب، إن هدمتم سنبني، مجتمعنا يتطور وينمو ويقدم كل ما فيه خير ، هذا المعسكر يدل على أن هذا الشعب حي رغم كل السياسات السلطوية، فشعبنا صامد وسنبقى ملح هذه الأرض.
الشيخ كمال خطيب: الأقصى له أصحاب
وكانت الكلمة الختامية للشيخ كمال خطيب، نائب رئيس الحركة الاسلامية، الذي افتتحها بالقول: "التحية الشاملة الجامعة لكم جميعا، تحية الحب والوفاء تحية العهد الذي يجمع بيننا جميعا، على هذه الأرض، التي هي أمّنا، والذين نحن أبناؤها".
وذكّر ببيت الشعر الذي عجزه "وجهنم بالعز أطيب منزل " موجها كلامه للحضور بان "لا، لأن عزيزا عاش بالدنيا وشريفا عاش بالدنيا لا يمكن أن يكون في جهنم ولا حرّا، نحن وأنتم ما وقفنا هذه المواقف ولا عاكسنا التيار ولا أردنا خدمة الدين الا من أجل ان نكون في الجنة، جهنم للجبناء والسماسرة لبائعي الأرض والعرض، للذين يقتاتون على موائد اللئام ، أما اصحاب القامات المنتصبة المرفوعة والجباه الساجدة كيف تكون منزلتهم جهنم، نسألك ربنا رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار".
وأردف قائلا: "يوم السبت الأول من آذار من هذا الشهر أين كنتم، كنتم في عكا تداوون جراحها ترممون بيوتها ومساجدها والى جانب أهلها، وليست الوقفة وقفة البناء والعمران، إنما الوقفة المعنوية التي يتطلبها الأمر، وها نحن اليوم في السبت الآخر من آذار، نحن اليوم في النقب، أي شرف هذا الشرف، أي عطاء هذا العطاء، أن يبدأ الشهر بخدمة الوطن وأن يختتم كذلك، هناك بدأناه على ساحل البحر في عكا واليوم نختتمة بين رمال النقب العزيز الغالي، بوركتم يا أصحاب الجباه الساجدة، يا أصحاب الأيادي المتوضئة وانتم تتقربون الى الله عز وجل".
وتطرق الشيخ الى السبت القادم حيث قال: "يوم السبت القادم يوم 54 سنكون مع أطفالنا في المسجد الأقصى في مهرجان صندوق طفل القدس والأقصى، قلنا للأقصى من عام 96 لست وحيدا يا أقصى، وقلناها للنقب ولعكا، هذا قدرنا، قدرنا أن نكون السبت في القدس، والأربعاء القريب علينا يوم 24 في عارة بأمسية تضامنية مع المسلمين والمسلمات الذين يهتفون في غمرة ما يقع عليهم من ظلم يهتفون للأقصى والقدس وفلسطين، والذين نتوقع مراسم الإعدامات بالجملة لهم".
وأضاف: "منذ الآن وحتى 155 في كل أسبوع لقرانا نعود وفي الكابري نلتقي، وفي يوم 144، اليوم الذي أعلنت فيه الجماعات الدينية وشرطة اسرائيل والحكومة عن اقتحام جماعي للمسجد الأقصى عشية عيد "الفصح"، من هنا نقول انكم لن تجدونا إلا على أبواب الأقصى والقدس، الاقصى له أصحابه وأحبابه، ليس لكم الأقصى، أيها الإخوة والأخوات ، هكذا نفهم الوطنية. عشية يوم الأرض ماذا تكون الوطنية ان لم تكن مد أنبوب مياه طوله 6 كيلومتر، وبناء بيت لتسكنه عائلة، ماذا تكون الوطنية ان لم تكن بناء مسجد أو بناء ملعب أو زراعة أشتال الزيتون، نعم نتظاهر ونضرب ونلتزم به ، وسنكون في مظاهرة النقب ، وسنكون في عرابة ، وليس التظاهر يخدم الوطن فقط، إنما معسكرات التواصل هذه".
وأضاف الشيخ كمال خطيب: "عندما نتحدث عن هذه الأرض نتحدث عن مجموعة من الناس الله اصطفاهم واجتباهم ، أقصد شعبنا الفلسطيني، الله اختارنا لنكون في هذا الموقف بأرض الاسراء والمعراج، أرض كل شيء فيها مبارك، لذلك نحن اليوم بين يدي الموقف المشرف الذي وقفه أهلنا في النقب"، مثمنا دور لجنة التوجيه العليا حيث انهم قاموا بالواجب ، ولا أحد ينكر اننا من مجموعة عشائر وأحزاب وأفكار كثيرة تختلف وتتباين، ولكن لا تختلف ولا تتباين أبدا في ضرورة أن نكون يدا واحدة في وجه الظالم الذي يريد سلب أرضنا وعرضنا وكرامتنا. وحذر من تهجير الأهالي من قراهم وبناء المستوطنات مكانها، مؤكدا أن هذا التغول علينا ان لا نتجاهله وهذا الصلف الذي به تتم انتهاكات يومية في القدس والمسجد الأقصى.
وتحدث الشيخ عن مصر وسوريا والمجازر المستمرة، والمؤسسة الاسرائيلية فرحة بذلك، وتوجه قائلا: "يا ساسة اسرائيل لا تفرحوا كثيرا، سيأتيكم قدر الله من حيث لا تحتسبون، لا أخفي عليكم أننا أهل الداخل الفلسطيني قد نكون جزءا من قدر الله، لنا ارادة، ثبات وصمود وصبر ورباط، نعم رباط، ارادتنا ستنتصر باذن الله، وأقول لكم أخيرا من يضحك يضحك آخرا والأيام بيننا وبينكم".