في فعالية ليوم الارض - التأكيد على ضرورة انهاء الانقسام واعادة اللحمة
نشر بتاريخ: 31/03/2014 ( آخر تحديث: 31/03/2014 الساعة: 16:19 )
غزة- معا - أكد مشاركون في ندوة على ضرورة العمل السريع والجاد لإنهاء الانقسام، وإعادة اللحمة إلى الشعب الفلسطيني وقضيته.
وشدد المشاركون في الندوة الهامة التي نظمتها كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية بغزة على شرف ذكرى يوم الأرض على ضرورة عدم انفصال الهوية الوطنية الفلسطينية عن الأرض والوطن، موضحين أن الهوية الفلسطينية ليست دعوة إقليمية أو شعوبية وليست دعوة للانفصال عن المحيط العربي والإسلامي، بقدر ما أنها دعوة لإعادة ترتيب الأولويات في العمل السياسي.
وأكد المشاركون في الندوة التي عقدت في قاعة المؤتمرات بالكلية بحضور العديد من الشخصيات الاعتبارية وممثلي القوى الوطنية والإسلامية، وأساتذة الجامعات وحشد من طلبة الكلية على ضرورة فضح الممارسات الإسرائيلية الرامية إلى تهويد المزيد من الأراضي الفلسطينية، وتزوير التاريخ والجغرافيا في فلسطين لخلق واقع جديد.
وشدد محمود خلف عضو اللجنة المركزية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين على أن ذكرى يوم الأرض ستبقى راسخة على مدار السنين والأجيال رغم عنصرية وعدوان الاحتلال الإسرائيلي الساعي إلى مصادرة الأراضي.
واعتبر خلف أن الذكرى مناسبة للمطالبة باستعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام والتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية لملاحقة دولة الاحتلال على جرائمها بحق الفلسطينيين.
واعتبر القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إصرار الشعب الفلسطيني على إحياء ذكرى يوم الأرض تأكيد على تمسكه بأرضه ورفض لكافة محاولات التهويد وسياسة الأمر الواقع التي تحاول حكومة الاحتلال تمريرها من خلال توسيع المستوطنات المقاومة على أرضنا المحتلة.
وقال "تمر هذه الذكرى على شعبنا وهو يؤكد من جديد على مواصلة نضاله دفاعاً عن أرضه في وجه سياسة مصادرة الأراضي ونهبها وبناء المستوطنات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي"، مشددا على أن إحياء ذكرى يوم الأرض هو تعبير عن الإصرار والعزيمة لتمسك شعبنا بأرضه حيث جذوره ضاربة في عمق الأرض والتاريخ.
وأضاف خلف "تأتي هذه الذكرى وشعبنا الصامد في الضفة المحتلة يواصل دفاعه عن أرضه وعن حقه في بناء دولته المستقلة فيما يواصل أبناء شعبنا في مناطق الـ 48 دفاعه عن هويته الوطنية الفلسطينية ومقاومته كل السياسات العنصرية التي ينتجها الاحتلال، في الوقت الذي يواصل شعبنا في بلدان اللجوء والشتات وفي مخيمات الوطن تمسكه بحقه في العودة إلى دياره وممتلكاته التي هجر منها عام 1948".
ودعا القيادي في الجبهة الديمقراطية إلى جعل يوم الأرض يوما لتوسيع دائرة المقاومة الشعبية مع الاحتلال في كافة مناطق الضفة لاستنهاضها من اجل رفع كلفة الاحتلال وصولاً لإرغام إسرائيل على إنهائه ، والانسحاب الكامل من حدود الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس ووجوده، باعتبار المقاومة الشعبية أحد أبرز الأشكال النضالية التي تنسجم مع معطيات المرحلة الراهنة ومتطلباتها.
من جهته، اعتبر د. أحمد إبراهيم عطية حماد أستاذ العلاقات العامة والإعلام المساعد والخبير الإعلامي البارز أن سلبية دور الإعلام في التعاطي مع القضية الفلسطينية ومفرداتها لدرجة تحولت معها الأيام المشرقة بتاريخ النضال الفلسطيني لمآتم يومية للتاريخ؛ فبدلاً من الحديث عن يوم الأرض وصورة النضال الفلسطيني المتجذر فيه، يسهم الإعلام العربي في ترسيخ واقع الاحتلال المرير ومساندته.
وشدد حماد على أهمية الدور الذي يلعبه الاعلام في فضح الممارسات الاسرائيلية الهادفة الى تهويد الاراضي الفلسطينية، وتكريس واقع جديد.
وأكد على أهمية الاعلام في بلورة الهوية السياسية الوطنية للفلسطينيين، ونجاحه في بلورة وتعميم ثقافة الارض والوطن والتحرير، حيث تحول الفلسطيني لنموذج في المواجهة في الانتماء والارتباط بمصير شعب بأكمله، وأصبح نموذجا في التحدي والتصدي للمحتل.
ولفت الإعلامي الفلسطيني البارز إلى أن الفلسطيني بثورته يوم الأرض أدخل للقواميس العربية عبارات ومصطلحات وشعارات غيّبتها عقدة الخوف والتردد، كعنوان لمرحلة جديدة من التاريخ، تبتعد أميالاً عن الخطاب الإعلامي العربي الذي يستغل المواقف الثورية للحديث عن الثورة الناعمة.
ورأى أنه حان الوقت ليقوم الإعلام الفلسطيني والعربي بنقل صورة القضية الفلسطينية، إلى دول العالم بشكل اكبر، لنقل الحقائق عن الأرض، مما يمارس من انتهاكات إسرائيلية واعتداءات على الشعب الفلسطيني وخاصة المقدسات".
ودعا حماد لتعزيز صمود الفلسطينيين في ذكرى يوم الأرض الخالد ضد إجراءات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة في قطاع غزة، مؤكدا ضرورة إجراء مراجعة نقدية للسياسات الإعلامية ليتمكن الشعب الفلسطيني من النهوض بمسؤولياته وواجباته تجاه أرضه وقضيته.
وفي سياق متصل، أوضح د. يوسف عمر أستاذ التاريخ المشارك في جامعة الأقصى بغزة أن ويوم الأرض وهو يوم الثلاثين من آذار الذي يحيي فيه الفلسطينيون كل عام ذكرى يوم الأرض الخالد، تعود أحداثه لآذار 1976 بعد أن قامت السّلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدّونمات من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذات أغلبيّة سكانيّة فلسطينيّة مطلقة، وخاصّة في الجليل (عرابة).
وتابع قائلا: " على اثر هذا المخطّط قررت الجماهير العربيّة بالدّاخل الفلسطينيّ بإعلان الإضراب الشامل، متحدية ولأوّل مرّة بعد احتلال فلسطين عام 1948 السّلطات الإسرائيليّة، وكان الرد الإسرائيلي عسكريا شديدا إذ دخلت قوات معزّزة من الجيش الإسرائيلي مدعومة بالدبابات والمجنزرات إلى القرى الفلسطينيّة (عرابة) وأعادت احتلالها، موقعة شهداء وجرحى بين صفوف المدنيّين العزل.
ورأى عمر أن يوم الأرض يعتبر حدثاً محورياً في الصراع على الأرض وفي علاقة المواطنين العرب بالجسم السياسي الإسرائيلي حيث أن هذه هي المرة الأولى التي يُنظم العرب في إسرائيل منذ عام 1948 احتجاجات رداً على السياسات الإسرائيلية بصفة جماعية وطنية فلسطينية.
واستطرد بالقول أنه رغم مرور 38 عاما على سن ذكراه لم يمل الفلسطينيون في شتى أماكن تواجدهم من الاحتفال بيوم الأرض، الذي يجمعون على أنه أبرز أيامهم النضالية، وأنه انعطافة تاريخية في مسيرة بقائهم وانتمائهم وهويتهم منذ نكبة 1948 تلتها انعطافة ثانية في هبة القدس والأقصى عام 2000.