هكذا سيعتقل اولمرت ويحتجز مع أسرار إسرائيل الكبرى
نشر بتاريخ: 31/03/2014 ( آخر تحديث: 02/04/2014 الساعة: 13:35 )
بيت لحم- معا - أثارت الإدانة التي أصدرتها اليوم الاثنين، المحكمة الإسرائيلية بحق رئيس وزراء إسرائيل السابق ايهود اولمرت، وتجريمه بتلقي الرشوة والإدلاء بإفادات كاذبة العديد من الأسئلة الحساسة المتعلقة بالاحتمال الذي بات أكثر ترجيحا، وكيف وأين سيمضي اولمرت عقوبة السجن الفعلي التي من المرجح أن تفرض عليه.
"تشكل عملية الزج برئيس وزراء سابق في السجن لإدارة السجون الإسرائيلية تحديا ليس بالبسيط وعلى وجه الخصوص بالنسبة لأجهزة المخابرات والجهات التنفيذية في إدارة السجون العامة إذ يدور الحديث عن شخص اتخذ قرارات هامة جدا تتعلق بأمن إسرائيل، وكان مطلعا على أدق أسرار الدولة وأكثرها سرية وهو من اتخذ عدة قرارات لتصفية نشطاء في الضفة وقطاع غزة، واتخذ قرارات تتعلق بالحرب بما فيها قرارات سرية جدا، وإذا فرضت عليه عقوبة السجن الفعلي ستضطر إدارة السجون العامة إيجاد الحل أو الحلول التي تتيح اعتقاله والحفاظ على أسراره في ذات الوقت" قال احد ضباط إدارة السجون العامة سابقا والذي وصفه موقع "والله" العبري بالضابط الكبير.
وأضاف "من المبكر والسابق لأوانه ويبدو أن وقتا طويلا سيمر قبل أن نرى اولمرت خلف القضبان ويجب علينا أن نعلم بأن الجميع متساوين داخل السجن لكن فيما يتعلق بأمن إسرائيل يجب على إدارة السجون أن تظهر الكثير من الحساسية والتصرف بحساسية عالية، لذلك افترض بن اولمرت سيمضي عقوبته بصفة "سجين عمل" وسيتم احتجازه في منطقة محمية ومؤمنة وسيمنع عليه الاتصال والتواصل مع بقية السجناء، ولن يكون على تماس معهم داخل السجن وسبق لادارة السجون أن اعتقلت "سجناء خاصين" مثل رجال الشرطة من نهاريا "المنتقمون" والخبير النووي فعنونو وقامت باحتجازهم في حالة من العزل والعزلة التامة بعيدا عن بقية السجناء؛ بسبب حساسية ملفاتهم ومواقعهم السابقة، كما سبق أن احتجزنا العقيد "رمي دوتان" الذي يحمل الكثير من اسرار الدولة، وكان مطلوبا من السجانيين أن يحرسوه بشكل غير مسبوق ومشدد، وتم احتجاز كل من سبق ذكرهم في قسم العزل حتى لا يتصلون ببقية السجناء أو بالسجناء الاخرين المقيمين في نفس القسم، وأنا لا اعرف اذا كان سيتم نقل اولمرت إلى قسم العزل في سجن "شكماه" بمدينة عسقلان مثل رجال شرطة نهاريا مثلا والى قسم مماثل في سجن "غلبوع" بالمنطقة الشمالية، حيث سبق وأن احتجز فيه ضباط شرطة وضباط تابعين لإدارة السجون نفسها أدينوا بتهم مختلفة ويبدو أن إدارة السجون ستجد نفسها مجبرة على افتتاح قسم جديد خاص بايهود اولمرت كونه شخص مهم جدا من حيث قيمة الأسرار التي يحملها".
وقال ضابط سابق اخر في إدارة السجون الإسرائيلية "لن تسمح إدارة السجون بدخول رجال الحراسة التابعين للشاباك أو فريق حماية رئيس الوزراء السابق إلى داخل أسوار المعتقل وستكون مسؤولية حماية اولمرت على كاهل إدارة السجون ومن مسؤوليتها الحصرية".
وأضاف الضابط "منذ لحظة دخول الإنسان إلى المعتقل كسجين فإن أمنه وحمايته من مسؤولية إدارة السجون فقط وأنا اعتقد بان إدارة السجون ستقيم لجنة خاصة تتكون من رجال استخبارات ورجال عمليات تنفيذية يناط بها بلورة تصور عملي تنفيذي يتناول إمكانية اعتقال واحتجاز ايهود اولمرت لكنني اعتقد بان الإدارة لا تبحث هذا الموضوع ألان، لكنها ستفعل ذلك فور طرح الموضوع بشكل جدي ونهائي، حيث ستبحث الإدارة وبشكل جدي كيف ستتعامل مع هذا الوضع وستطرح الحلول المناسبة، وانا اعتقد بان الجدول اليومي لسجين كان رئيسا للوزراء سيكون مختلفا عن جدول سجين عادي، صحيح بانه سيقف في طابور الانضباط الصباحي وسيلتزم بتعليمات وقانون الانضباط حيث ستسري قوانين السجن عليه مثل أي سجين أخر لكنني اعتقد بأنه سيمضي غالبية ساعات النهار في منطقة إقامة أفراد طاقم السجن وإدارته دون أي احتكاك مع السجناء الآخرين مطلقا".
وفيما يتعلق بالحقوق الخاصة برئيس وزراء إسرائيل السابق المدان ايهود اولمرت في الفترة التي سيمضيها خارج السجن قبل صدور الحكم النهائي عليه فانه سيخسر حقه في الحصول على مكتب فاخر على حساب الدولة لكنه سيواصل الاحتفاظ برجال الأمن والحماية المرافقين له والتابعين لجهاز الشاباك، علما بان اولمرت تنازل قبل 6 اشهر عن حقه في الحصول على مكتب فاخر والشروط المريحة المستحقة له بصفته رئيس وزراء سابق مثل فاتورة الهاتف وسائق خاص ومصروفات المكتب.
لكن اولمرت لن يخسر حقوقه بشكل فوري، لان القانون يقول بان الشخصيات الرفيعة تفقد امتيازاتها فور تحول إدانتها بجريمة جنائية إلى إدانة نهائية غير قابلة للنقض والاستئناف.