الخميس: 10/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

كل ثلاثاء/ يوميات وزارة: الأوقاف ج الأخير

نشر بتاريخ: 01/04/2014 ( آخر تحديث: 01/04/2014 الساعة: 10:32 )
بثينة حمدان

ملخص الجزء السابق: تناول نشاط المديريات المغيب إعلامياً، وضعف آداء الوزارة في الشأن المسيحي، الدور المطلوب من إدارة العمل النسائي، وكثرة حفظة القرآن وتراجع مستمر في القيم!

مواسم الحج والعمرة

تتشابك في هذه المواسم قضايا عديدة بدءً من اجراءات التقدم للحج والقرعة وشركات الحج وآلية الاختيار والمكرمات والبعثات الإدارية والطبية والدينية والإعلامية... ومتابعة سفر المعتمرين والحجاج سواء من جسر الملك حسين أو معبر رفح مع كل الأطراف والأزمات التي تصاحب سفر مواطني القطاع كل عام.

تجلت تحديات الموسم الأول للحج عام 2009 مع تولي د. محمود الهباش الوزارة بتوحيد الموسم بين الضفة وغزة، ومحاولات زيادة حصة فلسطين إلى 10 آلاف لتعويض سكان القطاع عن عدم مشاركتهم العام الذي سبق بسبب خوف السعودية من استقرارهم فيها لاسيما أن عدداً منهم يستقر فعلاً هرباً من ظروف القطاع الصعبة.

تمضي الوزارة أكثر من نصف السنة وهي تتحدث عن الحج والعمرة فتعلن التحضيرات بدءً من فتح العطاءات وقرعة أسماء الحجاج وصولاً لمواعيد السفر ومراسم توديعهم واستقبالهم. وتوج موسم حج 2009 بمشكلة عدم مشاركة ثلاثة من أصل أربعة عشرة من مبعدي كنيسة المهد –بمكرمة رئاسية- لعدم حصولهم على التأشيرة ورغم مناشدتهم الرئيس والوزارة إلا أنهم لم يشاركوا إلا في الموسم التالي وقد حملوا الوزارة المسؤولية كاملة. كما أن هذا الموسم طاله النقد من قبل المحامي أحمد الرويضي مسؤول ملف القدس في مكتب الرئيس حيث طالب بإعادة النظر في حصة القدس ومعالجة مشكلة الإقامة البعيدة عن الحرم للحجاج الفلسطينيين عامة والمقدسيين خاصة.

فيما توج موسم 2010 بزيادة حصة فلسطين بألف حاج وانجاز موسم حج موحد بين الضفة وغزة تحت راية السلطة رغم الانقسام بدلاً من وجود بعثتين من فلسطين كما في الأعوام السابقة. وتجلت المطالب بمساءلة مجموعة العمل البرلمانية الخاصة بالرقابة على آداء الحكومة عن شكاوي تتعلق بارتفاع تكلفة الحج وعن البعثة الطبية وعدم مشاركة عدد من أهالي الشهداء وعدم وجود مرشدين في بعض الباصات، هذه المسائلة التي لم نعد نسمع عنها إعلامياً.

اللافت في مواسم الحجيج الجولات المكوكية للوزير قبل وأثناء وبعد موسم الحج مع الجانب المصري والأردني والسعودي ورجال دين ووزراء من العالم الاسلامي والتي لا بد أن تستثمر في الاعلان والطلب رسميًا من الجانب السعودي التوقف عن التعامل مع شركة G4S الأمنية التي تتولى تأمين الحجاج في مكة، كونها تؤمن اعتداءات الاحتلال في السجون وعلى الحواجز ضد الفلسطينيين!

اعترض الموسم تعثر سفر 200 من الحجاج ضمن منحة خادم الحرمين الشريفين، فحملت لجنة أهالي الأسرى والأسيرات الوزير المسؤولية الكاملة لاقتطاعه 200 مقعد من الحجاج ومعظمهم من القدس والـ 48 وبينهم 47 حالة من الضفة وذلك في اللحظات الأخيرة، وقد أدانت هذا العديد من المؤسسات في حينه مشيرة إلى أن وزارة الأسرى أعدت القائمة بالتنسيق مع المؤسسات المختصة ومنها وزارة الأوقاف ودعت بعض المؤسسات لمعاقبة الوزير بل وإقالته، وكان توضيح الوزير تارة بأن المشكلة من السعودية بينما ماكان على الوزير بكل ما يملكه من قوة وصلاحيات أن يقبل شطب أسمائهم إذا كان التبرير صحيحاً، وتارة أخرى يقول أنه خلل في وزارة الأسرى. لكن هل هي صدفة أن يكون معظم المشطوبين من القدس والـ 48؟ وإذا كان خطأً فنيًا كما يقول الوزير فكان لابد أن يعلن تجاوباً مع كل المناشدات بدلاً من الرد على الهجوم بهجوم مضاد؟

حلت القضية أخيراً مع تدخل الرئيس ورئيس الوزراء، لكن الوزير طالب بتشكيل لجنة تحقيق، وأصدرت الرئاسة بياناً تستنكر فيه ما اعتبرته تطاولاً على الوزير معتبرة أن هناك "أصواتاً نشاز" تجرأت على الوزير وأن القيادة مازالت تثق به وتدعمه! طبعاً هذا مفهوم.

إعلامياً يبدو أن البعثات الإعلامية المرافقة للحج مقصرة لعدم نقلها الصورة الحقيقية لترتيبات الحج ايجاباً وسلباً.. فما هو دورهم؟ ما آلية اختيارهم؟ وهل يتبدلون كل عام؟

بدورهم عائلات الأسرى من الضفة غير راضين عن نصيبهم من منحة الحج والتي يجري مناصفتها بين الضفة وغزة رغم الفرق الكبير برأيهم في عدد الأسرى من جهة، ومن جهة أخرى فإن الوزارة خصصت عام 2010 عشرة مقاعد لتجار البلدة القديمة في الخليل "تشجيعاً لصمودهم، والتزاماً من مجلس إدارة الغرفة التجارية بالخليل بالعمل الجاد على تحسين الوضع الاقتصادي في البلدة القديمة" فكم هو عدد المقاعد التي خصصت هنا وهناك ولمن ومدى ضروراتها؟ وهل هذا التخصيص يحسن الوضع الاقتصادي في الخليل؟

وفي موسم 2012 انتقد الكاتب فراس عبيد آداء المرشدين والمرشدات مطالباً بوجود مرشدين سريين للرقابة، وعن موسم 2011 أكد محمد عميرة وجود تقصير في تنظيم شركات الحج والعمرة في الضفة مشيراً إلى عشرات الشكاوي على مكاتب العمرة التي أخذت الوسيلة تجارة رابحة فتلاعبت بالمعتمرين مما استدعى تدخل الأمن السعودي حين لم يجدوا مكاناً للإقامة!

ويطال النقد تكلفة الحج وهي 2000 دينار مقابل سفر وإقامة الحجاج أما في الأردن الشقيق فتبدأ من 946 إلى 1558 دينار وفي مصر تصل إلى 1521 دينار، وهذا يحتاج إلى لجنة تبحث في التكلفة وكل جزئية فيها بل ومقارنة أسعار العطاءات على مدى سنوات وأن يشارك بفتح العطاءات لجنة وطنية لأننا نتحدث عن موسم وطني.

.. ويتسع الحديث عن الانجازات

قانونياً: حتى نهاية عام 2013 أصدرت مؤسسة الرئاسة 74 قراراً بقانون معظمها اقتصادية -ومع ذلك الاقتصاد في تراجع والحمد لله-، ومازال قانون الأوقاف الأردني 1966 ساري، كما لا يوجد محاكم لتسريع البت في قضايا أملاك الوقف، ولا قانون ينظم الأئمة والخطابة والوعظ.

مسابقات ومؤتمرات: مثل مسابقة الأقصى الدولية لحفظ القرآن وتلاوته، واستمرار تنظيم مؤتمر بيت المقدس الإسلامي الدولي والقيمة التي يقدمها من اوراق بحثية وعلمية دينية.

اقتصادياً: دعم مشاريع مثل مشروع الصرف الصحي لمدينة أريحا، تخصيص أرض في رام الله لصالح بناء مبنى تجاري وقفي لدعم اهالي القدس أطلقه اتحاد المقاولين..

مساجد: افتتاح وترميم عدد منها، واطلاق شبكة الآذان الموحد التي لم تكتمل إلى اليوم، وإلغاء القرآن قبل الآذان في عدد من السماعات الخارجية.

أكاديمياً: اعتماد المنهاج الشرعي في الثانوية العامة، وتأسيس وتطوير مدارس الأوقاف الشرعية، كما يوجد كلية دعوة مجانية، ومدارس شرعية للبنات وللأيتام ومراكز لتحفيظ القرآن.

تكية الفقراء: تفعيل وتأسيس تكايا لتأمين وجبات للفقراء على مدار السنة، وانشاء مشفى للمهندسين.

مابين المطلوب والانجازات!

يستند عمل الوزارة إلى رفع الوعي بالدين الاسلامي وتعزيز مفهوم الوسطية عبر برامج التثقيف والاشراف على المساجد، والمطلوب أن تعمل الوزارة على النوع وهو اهم من رصد احتياجات الأعوام 2013 وحتى 2015 لتوفير أكثر من 1600 إمام وخطيب ومؤذن وخادم، مع اعتراف الوزارة قلة المتقدمين لوظيفة الخطابة.

ربما من الصعب قياس مدى نجاح رسالة الدعوة وتأثر المجتمع بها لكن مستوى العنف وانتشار الجرائم وضعف الخطاب الديني المؤثر أمور تشير إلى أن تخبط الوزارة في تحقيق رسالتها.

أما الشفافية في إدارة أموال الزكاة والأملاك الوقفية، فنذكر بأن أول ما فعله الوزير مع توليه منصبه الإلتقاء مع قاضي القضاة وبحث الوقف واثباته وحمايته... فلماذا لا يعلم الشعب بأوقاف الدولة وخطة إدارتها وأرباحها واستثمارها والتي أعلن عن وجودها مع نهاية 2010؟ ولماذا لا نرى على موقع وزارة المالية إيرادات ومصروفات الأوقاف فتقتصر الشفافية في بيان ميزانية الوزارة كالوزارات الأخرى؟ هل ترفع الوزارة سنوياً موازنة الوقف لمجلس الوزراء للمصادقة عليها حسب قانون الأوقاف الساري؟ علماً أن من أهداف الحكومة 13 لعام 2009 حماية وزيادة الشفافية في إدارة الاملاك الوقفية وأموال الزكاة؟

يحمل الوقف دورا اجتماعيا واقتصاديًا وثقافيًا وسياسيًا هاماً ومن حق الشعب المشاركة في إدارته ومعرفته، علماً أن آخر دراسة نجحت الهيئة المستقلة لحقوق الانسان حول أملاك الوقف تعود لعام 2002؟ لماذا؟ أليس من المعيب أن يسبقنا الغرب في إنشاء حكومات تبث المعلومات والأرقام بتفاصيلها لمواطنيها.. وأن تصلنا الشفافية على أنها مصطلح ومشروع غربي بينما هي من ركائز الدين الاسلامي؟

وأخيراً لقد أصبحت فكرة تمجيد القائد غير مؤثرة في ظل وعي الشعوب وخاصة الشباب، وبدلاً منها لابد من تعلم تمجيد الموقف أو معارضته.

شكر: أشكر الصديقات فدوى جبران لمساعدتها في تجميع أخبار اليوميات منذ البداية، ومي حبايب لمساعدتها في أخبار يوميات وزارة المرأة، وبسمة صبحة في الترويج لصفحة اليوميات على الفيسبوك، وأشكر محمد التميمي على التصميمات الترويجية لليوميات على مواقع التواصل الاجتماعي، وزملاء آخرين كان لهم تصميمات رائعة: أبو فلاح ومحمد خصيب.

*تتناول المقالات والتي تنشر كل ثلاثاء في خمسة أجزاء، مسيرة عمل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية للفترة ما بين 19/5/2009 وحتى منتصف 2013، بتحليل 770 خبر ومقال و77 خبر عن خطب وزير الأوقاف، و50 خطبة عممتها الوزارة على مديرياتها منذ مطلع 2012 وحتى شباط 2013، وهيكلية واستراتيجية الوزارة وموقعها الإلكتروني، والمعلومات التي طلبتها من الوزارة كما فعلت مع وزارات المرأة والثقافة والإعلام.

لمتابعة اليوميات انضموا إلى صفحة الفيسبوك https://www.facebook.com/wzaratna?ref=hl

للتواصل أيضاً [email protected]

الجزء 1: http://www.maannews.net/ARB/ViewDetails.aspx?ID=678389

الجزء 2: http://www.maannews.net/arb/ViewDetails.aspx?ID=680405

الجزء 3: http://www.maannews.net/arb/ViewDetails.aspx?ID=682443

الجزء 4 http://www.maannews.net/arb/ViewDetails.aspx?ID=684443