الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

مشاركون يوصون بوضع خطة وطنية لتشجيع القراءة وأدب الأطفال

نشر بتاريخ: 01/04/2014 ( آخر تحديث: 01/04/2014 الساعة: 12:55 )
غزة - معا - أوصى مشاركون ومختصون بضرورة العمل على إعداد مشروع وطني متكامل لتشجيع القراءة وأدب الأطفال في فلسطين، تتكاثف خلاله جهود كافة المؤسسات الحكومية والأهلية المعنية .

وأشاروا إلى أن الجهود التي تبذلها بعض المؤسسات الثقافية والمبادرات التي تتبناها بعض المدارس والجامعات والمؤسسات الأهلية والحكومية في هذا الاتجاه رغم أهميتها إلا أنها تبقى دون المستوى المطلوب ما لم تكن ضمن إستراتيجية وطنية واضحة المعالم وليست موسمية لتحدث الأثر المطلوب.

جاءت تلك المطالبات خلال اليوم الدراسي الذي نظمه مركز بناة الغد التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم بخانيونس ، وحمل عنوان "دور القراءة وأثرها في تنمية الثقافة داخل المجتمع "،في مقر المركز التدريب التربوي ، بحضور ممثلي عن المؤسسات الثقافية والتربوية والتعليمية وجمهور غفير .

وفى كلمتها الافتتاحية أكدت مدير مركز بناة الغد أمال خضير على سعى جمعية الثقافة والفكر الحر ومنذ نشأتها على تشجيع الأنشطة والفعاليات الثقافية فتبنت العديد من المبادرات الثقافية الإبداعية ونشرت العديد من الكتابات الإبداعية تشجيعا للأدب والأدباء، ونفذت عشرات المهرجانات الثقافية والتراثية, انطلاقاً من الأطفال ومروراً بالشباب وانتهاء بالمفكرين والمبدعين وذلك مساهمة منها في دفع عجل الثقافة وتحويل المجتمع الفلسطيني لمجتمع مثقف

وأشارت خضير الى أن موضوع القراءة ليس بالجديد وقد حرصت مؤسسات كثيرة على تشجيع القراءة ولكن يبقى هناك قصوراً في استخدام الكتاب، وتمنت أن يخرج المشاركون بتوصيات جادة ، لنعمل مع الجميع على تنفيذ ما نستطيع منها ،مطالبة الجميع بالوقوف أمام مسئولياته لنرتقي بمجتمعنا وبفئاتنا المستهدفة سواء من الأطفال و الشباب و الأهالي .


فيما اشار د.سعيد حرب مدير مدرية التربية والتعليم بخانيونس فى كلمته الى الدرسات والتقارير الذي تؤكد التراجع الذى تشهده القراءة بشكل كبير بالدول العربية ،مؤكدا ان الصورة تبدو قاتمة ولكن يمكن تداركها بالتفكير نحو بناء جيل مثقف قادر على المبادرة والبناء ،لان مفهوم القراءة والثقافة مرتبطان بمسألة الهوية والحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري للمجتمع .

وافتتحت الجلسة الأولى لليوم الدراسي الذي أداره مدير المركز الثقافي حسام شحادة ،بورقتين عمل تناولت الأولى الذي أعدها محمد زيارة من مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي "دور المؤسسات الثقافية في تشجيع الكتابة لدى الأطفال والفتيان" وقدم خلالها تجربة مؤسسة تامر فى هذا المجال معددا الأنشطة والفعاليات والوسائل التي اتبعتها مؤسسته لغرز عادة القراءة وتشجيع الكتابة في مجال أدب الأطفال .

فيما خصصت الأستاذة عايدة النجار مديرة مدرسة ابن خلدون الإعدادية (أ) ورقتها للحديث عن دور الأهل و المثقفين في تعزيز عادة القراءة في المجتمع ،مشيرة إلى أن مسألة إيجاد الطفل القارئ (المثقف) ليست مسؤولية الأسرة وحدها فحسب، ولكنها مسؤولية المدرسة أيضاً، والمدرسة الابتدائية هي الأساس في ذلك، ومن الأمور البديهية أن من أهم الأغراض التعليمية هي توجيه الأطفال نحو الكتب، مؤكدة ان البناء لابد ان يبدأ من أسفل وليس من أعلى فنركز على الطفل الذي هو شاب المستقبل، من خلال وضع برامج تعليمية ومقررات دراسية نبرز فيها بصورة واضحة أن المكتبة والكتاب وغيرهما من المواد الثقافية هي العماد الذي يجب أن يعتمد عليه الطالب، فنربي في الطفل عادة القراءة والقراءة الحرة.

وافتتحت الجلسة الثانية بورقة عمل حول دور المكتبات المجتمعية والمراكز الثقافية فى تشجيع عادة القراءة أعدتها ايمان المزين من مركز القطان للطفل ،تطرقت خلالها الى اهمية مكتبة الطفلة بشكل عام باعتبارها المكتبة المسئولة عن جمع أدب الطفل بأشكاله المختلفة و تنظيمه و تقديمه للطفل في بيئة مناسبة للقراءة و المطالعة من خلال مجموعة من الخدمات المكتبية المختلفة المناسبة و التي يقوم بتقديمها و تنفيذها عدد من العاملين المؤهلين مكتبياً و المدربين على العمل معه .

وبينت المزين قوة وتأثير المكتبة على ثقافة الفرد وتنميتها وذلك من خلال محتوياتها وخصوصاً المطبوعة،مشيرة الى ان الدراسات بينت حديثاً أن الكتب والدوريات لهما تأثير قوي في بناء الفرد ثقافياً إلى حد يجعلهما يتفوقان على وسائل التأثير الأخرى مثل (الانترنت، الإذاعة، التلفزيون، المسرح...) ولا سيما أن هذه الوسائل تعتمد أولاً على المواد المطبوعة.

فيما اكدت نسرين الخريبى من مديرية التربية والتعليم غرب محافظة خانيونس خلال ورقة العمل التى اعدتها وحملت عنوان "دور المكتبات المدرسية فى تشجيع عادة القراءة "، ان عملية البحث والتمحيص عن الثقافة والتأليف وعملية التوفيق بين عناصر الثقافة التي ينتج عنها الاختراع هي عمليات تحتاج إلى مكتبات غنية منظمة تنظيماً جيداً، فالمكتبات مؤسسات اختزانية تحتوي على عناصر الثقافة تتكفل بحفظها وتنظيمها وتسليمها للأجيال القادمة، فبدونها يصعب على الفرد –في ظل تعدد وتنوع مصادر المعرفة- أن يلم ولو بقليل مما تنتجه المطابع في عام واحد.

وفى ختام الجلسة الثانية دار نقاش بين المشاركين أكدوا على أهمية المكتبات المدرسية والعامة والمجتمعية ولاسيما في ظل الارتفاع الحاد في أسعار بعض الكتب ،الأمر الذي يصعب على كثير من الناس اقتناء ما يحتاجون إليه ولا سيما المصادر المرجعية.

واكد المشاركون خلال مداخلاتهم ان المكتبة يمكنها أن تنمي الثقافة المجتمعية ، وذلك إذا اتبعت سياسة اختيار بناءة تهدف إلى تنمية التفكير الأصيل لدى الأفراد واتبعت سياسة جذب خاصة للأفراد المستفيدين يمكن من خلالها إيصال اختياراتها إليهم، فإذا نجحت المكتبة في ذلك، فإنها مما لاشك فيه سوف تؤدي دوراً مهماً من أهم الأدوار في تنمية ثقافة الفرد.