(أشد) ينظم ورشة عمل تربوية حول الاوضاع التعليمية في عين الحلوة
نشر بتاريخ: 01/04/2014 ( آخر تحديث: 01/04/2014 الساعة: 18:40 )
القدس - معا - انطلاقاً من الحرص على الارتقاء بالمستوى التعليمي للطلاب الفلسطينيين في مدارس الاونروا في مخيم عين الحلوة، نظم اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني (أشد)، ورشة عمل تربوية في قاعة النجدة بمخيم عين الحلوة، للوقوف امام واقع العملية التربوية والتحديات والعقبات التي تواجهها، والخروج برؤية فلسطينية موحدة تشارك فيها مختلف الاطراف المعنية بالعملية التعليمية، وتوحيد الجهود بما يخدم ويصب في مصلحة الارتقاء بالمستوى التعليمي والتحصيل الدراسي لطلابنا.
وحضر الورشة قيادة اتحاد الشباب وفعاليات تربوية واجتماعية ولجان شعبية وقوى طلابية ومدراء مدارس ومعلمين واولياء امور الطلاب الى جانب عدد من الطلاب من مختلف مدارس الاونروا في مخيم عين الحلوة.
وتحدث في بداية الورشة مسؤول اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني في صيدا عاصف موسى ، مشيرا الى ان خصوصية الاوضاع في مخيم عين الحلوة، والتحديات التي يواجهها على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكثافة الطلاب وعدد المدارس في المخيم، الذي يتواجد فيه اليوم عشرة مدارس تضم اكثر من 6500 طالب، هناك حاجة وضرورة دائمة للتعاطي بمسؤولية وجدية وتعاون من قبل جميع الاطراف السياسية والاهلية والطلابية لتذليل العقبات التي تعترض تقدم المسيرة التعليمية، والدفع بإتجاه ايجاد الحلول والمعالجات المطلوبة لمختلف المشكلات التي تؤثر سلباً على سير العملية التعليمية.
ثم قدمت ورقة عمل من قبل الاتحاد، عرضت للواقع التربوي والتعليمي في مخيم عين الحلوة، وقد اشارت الورقة الى ان الاعوام الماضية شهدت العديد من العقبات والمشكلات التي أثرت سلباً على المستوى التعليمي للطلاب، ولعل مراجعة وقراءة نتائج الشهادة الرسمية المتوسطة وكذلك نتائج الاختبارات التي تنجزها الاونروا سنويا، تدلل على وجود تلك المشكلات، فنتائج الشهادة المتوسطة في مدارس الاونروا لم تتعدى 55 بالمئة على مدى السنوات الماضية، كما ان نسبة الرسوب المرتفعة في الاختبارات الموحدة وخاصة في المواد الاساسية في بعض المدارس تشير ايضا الى وجود مشكلات مزمنة، لم يتم معالجتها طيلة السنوات الماضية. الى جانب تفشي ظاهرة التسرب من المدارس لدى الطلاب الفلسطينيين التي وصلت نسبتها إلى ما يقارب 11%.
واعتبر الاتحاد ان اسباباً عديدة تقف وراء هذا التراجع، وجهات عدة ايضاً تتحمل المسؤولية في وصول الواقع التعليمي الى هذا المستوى. كما ان العملية التربوية ليست بمنأى عن البيئة السياسية والاجتماعية والاقتصادية المحيطة بها.
وقال" ولا شك ان وكالة الاونروا تتحمل مسؤولية كبرى من موقع مسؤوليتها المباشرة عن ادارة العملية التعليمية، حيث تغيب الاستراتيجية التربوية والعلمية للنهوض بالواقع التعليمي، ولم يتم تحذيث اساليب وطرائق التعليم بما ينسجم والمناهج الجديدة، الى جانب استمرار العديد من المشكلات الاخرى ولا سيما منها عدم توفير الطواقم التعليمية بما يتناسب وأعداد الطلبة وفقدان المدارس لابسط احتياجاتها، خاصة المكتبات والمختبرات العلمية المجهزة، وغياب الدعم النفسي للطلاب، وعدم تفعيل البرامج والانشطة الإثرائية واللامنهجية، حيث ما زالت اساليب التعليم في غالبيتها تعتمد على التلقين والاساليب التقليدية، بالاضافة الى الاستمرار في المناقلات العشوائية للمعلمين والمدراء والتأخير في عملية التعيين واستمرار سياسة المحسوبيات في عملية التوظيف، كما تفتقد المدارس الى المرافق العامة والملاعب بسبب ضيق مساحة المدارس. وغيرها من المشكلات الاخرى التي تتحمل وكالة الاونروا المسؤولية عن ايجاد الحلول لها.
وعلى الصعيد السياسي والاجتماعي، قال "فلا شك ان الاوضاع السياسية والامنية التي يعيشها مخيم عين الحلوة تلقي بضلالها على الواقع التعليمي الذي يتأثر سلباً من تداعيات الاحداث الامنية التي تؤدي الى تعطيل الدراسة وعدم خلق مناخ تربوي وتعليمي سليم يساعد الطلبة على التركيز في دراستهم، كما ان التدخلات السياسية في الكثير من الاحيان في العملية التربوية تؤدي ايضاً الى احداث خلل في العملية التعليمية، الى جانب غياب الاهتمام الجدي وغياب الرقابة والمتابعة من قبل القوى السياسية واللجان لمشكلات المدارس يساهم في تفاقمها ويعزز من تفشي العديد من الظواهر والسلوكيات السلبية داخل المدارس ويضعف من القدرة على معالجتها.
ابرز التوصيات الصادرة عن المشاركين في الورشة:
- ابعاد المدارس والمؤسسات التربوية عن التجاذبات والخلافات السياسية، وحماية المراكز التربوية من تداعيات الاحداث الأمنية، والحرص على عدم تعطيل الدراسة في المدارس.
- تشكيل مجلس تربوي، يشارك فيه دائرة التربية والتعليم في الاونروا، وممثلين عن القوى السياسية واللجان الشعبية والتربوية، والاطر الطلابية، ومندوبين عن مجالس الاهل، واولياء الامور والطلاب، ويعقد اجتماعاً دورياً يناقش فيه التحديات والمشكلات التي تواجه العملية التعليمية ويضع الحلول والمعالجات المطلوبة لها.
- تفعيل دور مجالس الاهل في المدارس وتعزيز دورها التشاركي مع ادارات المدارس للارتقاء بالمستوى التعليمي للطلاب.
- اعادة النظر ببعض المناهج لجهة تبسيطها وادخال المواد المساعدة والاثرائية والنشاطات اللاصفية المساعدة للمنهاج في المواد التعليمية المختلفة وتوفير احتياجاتها التقنية، الى جانب الاهتمام بالدعم النفسي للطلاب عبر البرامج الخاصة وتوفير الاخصائيين والمرشدين في كل مدرسة.
- اهتمام الاونروا بتوفير الحلول المطلوبة للمشكلات التربوية وتأمين متطلبات العملية التربوية بدءاً بالتجهيزات والمختبرات وتوفير المرافق العامة داخل المدارس.
- وضع برامج خاصة بالطلاب ذوي الحاجة الخاصة ورعايتهم ومساعدتهم على الاندماج والتفاعل وتخطي الصعوبات التي يواجهونها.
- توظيف المعلمين استناداً الى كفاءاتهم وبعيداً عن المحسبوبيات، والاهتمام بالدورات التدريبية للمعلمين، الى جانب تخفيف الضغط عن المعلمين لناحية عدد الحصص وبعض المهام الادارية التي توكل لهم.
- اهتمام الاونروا بمرحلة التعليم الجامعي، واعتماد المرحلة الجامعية ضمن البرنامج التعليمي الذي تديره الاونروا في لبنان من خلال العمل على انشاء جامعة مجانية للطلبة الفلسطينيين في لبنان.
- الاهتمام بانتخابات البرلمانات الطلابية في المدارس وتفعيل المشاركة الطلابية فيها، وتوجيهها بما يخدم مصلحة الطلاب ومسيرتهم التعليمية.
- الاهتمام بالنشاطات الوطنية في المدارس وبخاصة احياء المناسبات الوطنية، والعمل على تعزيز الثقافة الوطنية واعتماد مادة تاريخ وجغرافية فلسطين في المنهاج التعليمي.
- عقد المؤتمرات واللقاءات الطلابية ومناقشة مشكلات الطلبة وقضاياهم بمشاركة المختصين من الهيئات التربوية ومؤسسات المجتمع المدني.